بعد أقل من 20 يوما، سيكون سكان العاصمة الاقتصادية ومعهم المغاربة قاطبة، على موعد مع مناسبة دينية واحتفالية لها طقوسها الخاصة التي يتأثر بها الصغير والكبير على حد سواء، ويتعلق الأمر بعيد الأضحى، الذي يشكل مناسبة لتجمع أفراد العائلات فيما بينهم وتحلقهم على الموائد، وهو الطقس الأشد أهمية بالنسبة لمن يشتغلون بعيدا عن ديارهم، ممن نزحوا إلى الدارالبيضاء بحثا عن فرص للشغل في مجالات مختلفة، وتمكنوا بالفعل من العثور عليها والاستقرار ب «مدينة المال والأعمال والإسمنت»، التي يغادرونها خلال هذا الموعد السنوي، تاركين وراءهم أدوات / معدات عملهم ترتقب عودتهم ، وذلك لمدة لاتقل عن 15 يوما، مما يهدد بإغلاق عدد من الأوراش ومنها تلك المتعلقة بالمشاريع الكبرى للدارالبيضاء. أشغال إنجاز خط الترامواي، أشغال إعادة تأهيل المدينة القديمة التي تعرفها أسوار وأبواب المدينة العتيقة، وتنظيف مجاري الصرف الصحي وصيانتها ...، توسعة وإحداث العديد من المدارات، هيكلة بعض الشوارع الكبرى ومن بينها شارع آنفا نموذجا، كلها ستتوقف عجلة دورانها، شأنها في ذلك شأن مشاريع / أوراش أخرى مرتبطة بمجال العقار، ومنها تلك التي تهم إعادة إسكان قاطني دور الصفيح، وتهيئة الطرق والمخارج لإحداث مشاريع معينة كما هو الحال بالنسبة لشارع ابن تاشفين، وأشغال هنا وهناك، بعضها للترصيف ولتعبيد الطرق، وأخرى تهم تحويل خيوط الهاتف، وشبكة الألياف الكهربائية، التي تعتبر شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية مسرحا لها. إسكات محركات الآليات والمعدات التي يبلغ ضجيجها آذان المارة والسكان سيستمر لأسابيع، والغبار المتصاعد في السماء في هذا الورش أو ذاك سيتوقف، وأصوات المعاول وغيرها من وسائل الاشتغال ستتوقف، وستختفي لمدة معينة البذل الصفراء والقبعات البيضاء التي أصبحت تؤثث شوارع المدينة، ما دام أن أغلب المعنيين بها سيكونون على موعد السفر، الذي ستنضاف مدته إلى المدة الزمنية لإحداث هذا المشروع أو الآخر، وسيمدد من عمره الزمني المفترض قبل إتمامه وإخراجه إلى حيز الوجود، وقد تزيد من معاناة بعض المتضايقين من تداعيات الأشغال خاصة في الشق المرتبط بالسير والجولان، إن لم تكن هناك مضاعفات أخرى ! شوارع البيضاء أيام العيد ستقل فيها الحركة، ومرافقها ستعرف رواجا ضعيفا، بفعل خلوها من بيضاويين بالعمل، الذين وإن هم استقروا في المدينة وكونوا عائلات بها، إلا أن المناسبة لاتماثلها مناسبة أخرى، مما يفرض عليهم العودة المؤقتة إلى حين معانقة العاصمة الاقتصادية من جديد، وإدارة عجلاتها في مختلف المناحي والمرافق مرة أخرى.