قال سفير فرنسا بالرباط برونو جوبير أول أمس الأربعاء بالرباط أن «نشر كتاب اليوم يعتبر بمثابة مغامرة». وشدد خلال جوبير خلال حفل تسليم الجائزة الكبرى للأطلس الكبير المغرب2011، في نسختهاالثامنة عشرة على استعداد فرنسا لدعم نشر الكتاب في المغرب وقال «يمكنكم الاعتماد على علينا». وأوضح الديبلوماسي الفرنسي أن الجائزة الكبرى للأطلس الكبير حددت منذ إحداثها هدفين يتمثلان في دعم النشر والمؤلفين بالمغرب. وأضاف أن نطاق هذه الجائزة اتسع هذه السنة ليشمل ثلاثة أصناف من الأعمال وهي، و المقالات الفرنكفونية، وترجمة مقال بالفرنسية إلى العربية. ومن جانبه أكد الباحث والكاتب عزوز بكاك خلال هذا الحفل على الغنى والثراء الذي لمسه حين الاطلاع على الانتاجات الابداعية المشاركة في الجائزة. وأوضح بكاك أن ترؤسه للجائزة جعله يعيد ربط الأواصر بالمغرب ومبدعيه الذي قضى به سنوات في خدمة الثقافة كجسر رابط بين فرنسا والمغرب الذي يعود اليه بعد 15 سنة من الغياب. وكان بكاك بين الفينة والأخرى، حين استعراضه للجوائز، يذكر بالحضور الفرنسي والفركوفوني في العالم وأيضا بمساهمة المهاجرين من أصل مغاربي في إثراء الادب المكتوب بالفرنسية وأيضا تأكيده على ضرورة إعمال العقل والنقد وأنه «لابد أن يكون للإنسان فكرة شخصية وفردية» إزاء كل ما ينشر وينتج، كما أبان بكاك على أنه مبدع يجيد توليد الكلمات لم يتردد في في مغازلتها ليربط بين مجال إبداعه البحث والكتابة ومجال السياسية التي تمرس به، جاعلا التوليد جسرا بين القراءة والانتخاب، بين القارئ والناخب. ومنحت الجائزة الكبرى للأطلس الكبير المغرب2011، في نسختها الثامنة عشرة للكاتبة والصحافية زكية داود على عملها الفرنكفوني «الجالية المغربية بأوروبا» (كروازي دي شومان2011 ). وعادت جائزة «الشباب» للمهدي دو غرانغورت عن عمله «احك لي ابن بطوطة» (دار النشر ينبوع الكتاب)، في حين عادت جائزة «الترجمة» لحسن عمراني عن ترجمته لكتاب«النقد والاقناع» (دار غالمان ليفي1995 وتوبقال2011 ) لبول ريكور. وترأس لجنة تحكيم الدورة 18 لجائزة الأطلس الكبير، التي تتكون من شخصيات مغربية وفرنسية تمثل مختلف حلقات النشر، الباحث والكاتب عزوز بكاك. وضمت اللجنة كلا من محمد الصغير جنجار، نائب مدير مؤسسة الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، وليلى ميمون أبعقيل، مديرة مكتبة بطنجة، وماري ديسمور ناشرة، ونادية شفيق كاتبة وأستاذة، وحسن إدبراهيم مسؤول بالمعهد الفرنسي بفاس. ولزكية داودو الحاصلة على جائزة صنف «الروايات الفرنكوفونية» والعديد من المؤلفات والأعمال المشتركة حول المغرب العربي والهجرة والمرأة، صدرت بالمغرب وفرنسا، منها «التأنيث والسياسة بالمغرب العربي» الصادر عن منشورات (ميزون نوف اي لاروز1993)، و«مغاربة الضفتين» (منشورات لا توليي1997) و «مغاربة الضفة الأخرى» (منشورات باريس متوسط طارق2004). أما الحاصل على جائزة صنف «الشباب» فهو كاتب وفنان تشكيلي وصاحب العديد من المؤلفات منها كتاب «ابن عربي، مكتشفو فاس ومراكش»، و«المغرب..رؤى الكتاب والفنانين والرحالة» (منشورات مليكة 2010). أما حسن العمراني، الحاصل على جائزة «الترجمة»، فهو كاتب ومترجم وأستاذ الفلسفة. قام بترجمة بالخصوص مؤلفات جاك دريدا وبو ريكور. وشدد المنظمون خلال الندوة الصحافية التي نظمت على هامش حفل تسليم الجوائز بإقامة السفير الفرنسي بالرباط، على أهمية الدور الذي لعبته الجائزة الكبرى للأطلس الكبير وأيضا الجوائز الأخرى التي تم إحداثها في دعم الكتاب وأيضا النشر بالمغرب ودعم التقارب بين ضفتي الشمال، والجنوب كما ساهمت الجائزة في تعزيز الرؤية بالنسبة لمستقبل الكتاب في المغرب واليات دعمه نشرا وترويجا. كما شدد المشاركون من الناشرين ومهنيي الكتاب على ضرورة مضاعفة الجهود بين كل الاطراف المتداخلة من أجل دعم هذه التجربة من جهة وآيضا أن تتخذها وزارة الثقافة نموذجا لدعم الكتاب ومن ثم القراءة في ربوع المغرب وبين كل الفئات. وجرت مراسم تسليم الجوائز بحضور على الخصوص وزير الثقافة بنسالم حميش، والأمين العام للمجلس الاقتصاي والاجتماعي ادريس الكراوي، وعدد من الشخصيات من عوالم الأعمال والفن والأدب والاعلام.