تزايدت، في الآونة الأخيرة، احتجاجات سكان دوار المزابيين أولاد القاضي، التابع لجماعة بوسكورة إقليم النواصر، على التهميش الذي طالهم في عدة مجالات، حيث أن الدخول المدرسي الحالي أجج الوضع أكثر جراء النقص الفظيع في وسائل النقل، إذ أن التلميذات والتلاميذ بهذه الجماعة يعانون من عدم وجود وسائل النقل الكافية، «رغم المبادرة المحمودة التي قامت بها نيابة النواصر حين وفرت وسيلتين للنقل المدرسي» يقول بعض الآباء، مضيفين «أن حافلات النقل العمومي لا تصل إلى مدار بوسكورة، حيث يقف الخط 44 والخط 6 على بعد 3 كيلومترات من هذا المدار». هذا الوضع المزري الذي تعيش عليه ساكنة بوسكورة، استُغل من طرف مسؤولين منتخبين، الذين كان من المفروض فيهم العمل على تحسين ظروف الحياة ووتدبير الشأن المحلي الإقليمي، إلا أن العكس هو الواقع المعيش اليومي بهذه الجماعة من طرف المتحكمين في زمام شؤون الجماعة والمقربين منهم، «إذ حصلوا على ترخيص للنقل المزدوج وحاربوا بكل الوسائل أي نوع من النقل، حيث لا توجد بالمنطقة وسيلة أخرى تضايقهم بعد أن احتكروا لوحدهم هذا المجال» يؤكد بعض أبناء المنطقة. السكان بدوار المزابيين أولاد القاضي، وبعد أن ضاقوا ذرعا بهذا الأسلوب التدبيري الاحتكاري، قرروا التحرك، حيث نظموا وقفة احتجاجية للمطالبة بتوفير النقل للمتمدرسين و لعامة المواطنين أمام مقر العمالة، ثم أمام القيادة، حيث طُلب منهم الاتجاه إلى مقر عمالة النواصر، وهناك قابلهم عامل الإقليم ووعدهم بتوفير النقل العمومي المتجلي في امتداد الخطين 44 و 6. «لكن لحد الساعة، يقول بعض ممثلي الساكنة، لاوجود لأي خط، في حين هناك حافلات تصل إلى سيدي رحال و مديونة وغيرهما من المناطق البعيدة عن جماعة بوسكورة» . «تحركات رئيس الجماعة، الذي يستعد للانتخابات البرلمانية المقبلة، يقول المحتجون ، يحاول استغلال الوضع، كما هو الشأن بالنسبة للنقل، خاصة النقل المدرسي، وذلك لفائدة الأتباع، عبر تعبيد الطريق أمام «سيارات النقل السري»، حيث أصبحت المنطقة في فوضى عارمة دون رقيب». معاناة السكان لم تقف عند حد النقل، بل وصلت إلى فقدان الماء، ذلك أن إحدى جمعيات، التابعة، بشكل أو بآخر للرئاسة، «قطعت الماء عن كل من شارك في الوقفات الاحتجاجية وكل من تيقنت انه ليس مع الرئيس»! إنها معاناة كبيرة يعيشها السكان، علما بأن دوار المزابيين أولاد بن الطالب، لا يتوفر على شبكة الوادي الحار، كل ما هو موجود فقط «المطامير»، أي حفر كبيرة، ما ثلبت أن ترمي ما تحتوي عليه كلما امتلأت أو نتيجة الأمطار أو الفيضانات التي تحل من وقت لآخر أيام الشتاء! ويتساءل المواطنون بهذه الجماعة، و خاصة سكان دوار المزابيين اولاد صالح، عن حصيلة المجالس السابقة التي لم تعط أي اهتمام لهذه الساكنة بوضع مشاريع إصلاحية، كما لم تتم أية مساءلة في وقت تعيش فيه الساكنة وسط أوضاع جد متردية. وأكد السكان للجريدة أن احتجاجاتهم ستستمر إلى أن «تجد آذانا صاغية تحقق لهم مطالبهم المشروعة، وهي الحق في العيش الكريم». وقد دخلت على الخط، جمعيات أباء وأمهات وأولياء التلاميذ، دفاعا عن حق أبنائهم وبناتهم في وسيلة نقل تنقلهم من البيت إلى المدرسة، خصوصا إذا ما علمنا أن العديد من التلميذات والتلاميذ يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى إعدادياتهم أو تأهيلياتهم بعد أن انتقلوا إليها.