«مهما كانت تطورات قضية وحدتنا الترابية، فلتعلموا و ليعلم العالم كله بأنه ليست هناك قوة في العالم باستطاعتها إخراج المغرب من صحرائه المسترجعة. لقد استعمرت هذه الأقاليم لمدة 90 سنة، ولن يفرط المغرب فيها أبدا، بعد أن استرجعها». «مهما كانت تطورات قضية وحدتنا الترابية، فلتعلموا و ليعلم العالم كله بأنه ليست هناك قوة في العالم باستطاعتها إخراج المغرب من صحرائه المسترجعة. لقد استعمرت هذه الأقاليم لمدة 90 سنة، ولن يفرط المغرب فيها أبدا، بعد أن استرجعها». بهذه الكلمات الواضحة والصارمة، خاطب محمد اليازغي وزير الدولة، القيادي الاتحادي ساكنة إقليمالسمارة عند لقائه بالعشرات من سكانها ومنتخبيها وأعيانها، وشيوخها ونسائها و شبابها على مدار الزيارة التي قام بها لمدينة السمارة العاصمة العلمية والروحية للأقاليم الجنوبية أيام 3-4-5 أكتوبر الجاري. الزيارة هذه تميزت على الخصوص بزيارة زوايا ثلاثة من أعلام الصحراء المغربية يتعلق الأمر هنا بالشيخ أحمد الركيبي دفين واد حبشي على بعد أكثر من 140 كلم من مدينة السمارة، الجد الأكبر لقبائل الركيبات، والشيخ سيدي أحمد لعروصي، جد قبائل العروصيين، دفين جماعة سيدي أحمد العروصي على بعد 30 كلم من مدينة السمارة، ثم الشيخ ماء العينين......زيارة زوايا وأضرحة هؤلاء الأقطاب الثلاثة كانت مناسبة من جهة للوقوف على الرصيد المعرفي والديني والجهادي الذي خلفوه، ومن جهة ثانية شكلت فرصة ركز خلالها وزير الدولة القيادي الاتحادي على دقة المرحلة الوطنية دستوريا، سياسيا، وترابيا، داعيا بالمناسبة ساكنة إقليمالسمارة ومن خلالها سكان الصحراء المغربية إلى مزيد من رص الصفوف و الانخراط الواعي والفعال في ما هو مقبل عليه وطننا من تغييرات و تحولات واعدة. ولم يفوت محمد اليازغي الفرصة ليؤكد على أن الأعلام الثلاثة السالف ذكرهم، إذا كانوا عناوين بارزة للوطنية المغربية، فإن ورثتهم مطوقون بمسؤولية حماية إرثهم، والسير على هديهم، مؤكدا على ضرورة أن يلعب سكان الأقاليم الصحراوية دورا أساسيا في إقناع إخواننا المغاربة بمخيمات تندوف ولحمادة، بالعودة الى وطنهم للمساهمة في بناء مغرب الكرامة والعزة والنماء والازدهار. لحظة قوية أخرى عرفتها زيارة الوزير الاتحادي لإقليمالسمارة، تجلت في الزيارة التضامنية التي قام بها إلى بيت عائلة المناضل مصطفى سلمى ولد سيدي مولود. هذا الشاب الذي قال عنه محمد اليازغي بأنه تربى في مدرسة الانفصال، وتعلم في المدارس الجزائرية... ولكنه لما عاد الى وطنه واطلع على ما أنجز وينجز على كل المستويات العمرانية والتنموية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.... قرر أن يعود الى حيث تربى وترعرع ليناضل من أجل تبني مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. سلوك مصطفى سلمى هذا إن كان له من ايجابيات فهو تعريته للحقيقة الفاشية «لثوار البوليزاريو» و للواقفين وراءهم من حكام الجزائر. اليوم الثاني من زيارة محمد اليازغي لمدينة السمارة، خصص لإعطاء انطلاقة الموسم الدراسي، وتوزيع المقررات واللوازم الدراسية، والدراجات الهوائية، و الجوائز التقديرية، وقد تزامن هذا الحدث مع اليوم العالمي للمدرس حيث تم تكريم العديد من رجال ونساء التعليم. كما تميز هذا اليوم بزيارة موقع العصلي بوكرش للنقوش الصخرية، الذي يعد معلمة أركيولوجية تاريخية تعود إلى آلاف السنين، مما يؤكد أن الصحراء المغربية كانت منذ القدم معقلا لحضارات عريقة. أنشطة وزير الدولة، عرفت ما يستحق التنويه الكبير على مستوى التنظيم، ودقة المواعيد، حيث حرصت السلطات الإقليمية على تعبئة العديد من الموارد البشرية واللوجيستيكية لإنجاح هذا الحدث الهام بالنسبة لمدينة وإقليمالسمارة. تبقى الإشارة إلى أن القيادي الاتحادي كعادته دائما لم يفوت فرصة تواجده بالعيون أولا ثم بالسمارة للقاء بالمسؤولين والأطر الاتحاديين، وحثهم على توحيد الصفوف وتجنب الصراعات الهامشية و الإعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة، مؤكدا لكل من التقى بهم بأن الحل الاشتراكي الديموقراطي الذي يقترحه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هو الأنجع والأفضل لكل مشاكل الصحراء المغربية.