مرة أخرى يخرج الأستاذ عبد الكبير عطوف عن صمته ليصدر كتابه الثاني حول تاريخ الهجرة المغربية لمناجم شمال فرنسا (1917 - 1987) بعد أن كان خلال عام 2009 قد نشر عن الأصول التاريخية للهجرة المغربية الى فرنسا مابين 1910 الى 1963 الأستاذ عطوف عبد الكبير الذي عاش الهجرة كطالب وكباحث وكمشتغل في ميدان الهجرة خلال أكثر من عشر سنوات اختلط خلالها بالعديد من الجمعيات والافراد والاسر، كما اجتهد في البحث بمراجع تاريخية ذات قيمة عالية لانجاز بحوثه ودراساته، وعاد لوطنه ليفيد مواطنيه بما اكتنزه من علم ومعرفة وتكوين وممارسة في قطاع الهجرة التي تتمثل نسبة مهمة من ساكنة المغرب سواء منها التي عادت او تدخل سنويا او استقرت هناك. الكتاب الثاني كتب تقديمه الاستاذ ادريس اليازمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج وهي شهادة من مهاجر متفقه عارف بالميدان. المؤلف مقسم إلى ثلاثة أجزاء وتضمنت تفاصيل هامة 1 - المراحل التاريخية للهجرة المغربية نحو شمال فرنسا: وتحدث فيما بعد عن تهجير المغاربة للخدمة العسكرية، مابين (1914 و 1918) والتهجير بعد الحرب العالمية الثانية لليد العاملة. ثم مرحلة مابين الحربين ومرحلة 1936 إلى 1956 بعد رفع الحماية. 2 - المراحل الأكثر اهمية وقسمها الى أربع مراحل خاصة بما بعد 1956 الى 1987 متسائلا عن مدى استفادة المهاجرين المغاربة من العمل في المناجم، ومستقبلهم السوسيو مهني بعد اغلاق تلك المناجم. 3 - ظروف المغادرة نحو منطقة الشمال المنجمي الفرنسي، وكيف عاش العمال المغاربة هناك، الحصار، المعاناة، العنصرية، الاستغلال، الاستنزاف. ومخلفات ذلك عليهم وعلى عائلاتهم 4 - ظروف عملهم، أجورهم، ونتائجها على عائلاتهم بالمغرب/الجنوب 5 - نوعية المهاجرين الذين تم اختيرهم والمناطق التي ينتسبون اليها، مع التركيز على بعض الحالات: من المهاجر السلبي اللامتسيس الى المهاجر المندمج في المجتمع الفرنسي والمتحرك جمعويا مع صورة عن دور بعض الجمعيات المغربية هناك... كتاب يستحق القراءة لانه يحمل اشياء كثيرة ولم نرها أو نلاحظها او نحس بها حتى نحن المغاربة الذين قادتنا الظروف للدراسة بالجامعات الفرنسية فبالاحرى غيرنا وكذلك على سبيل المثال أطر الدولة الذين يحتاجون لمعطيات قد تنفعهم في حواراتهم مع الأجنبي فرنسيا كان أو غيره.