إن المغرب مقبل على مرحلة مفصلية في تاريخه الحديث يكون فيها لجميع المواطنين نصيب من التنمية التي يكفلها الدستور الجديد، ومن بين المشاريع الطرقية التي عرفها إقليم تاونات، مشروع إنجاز الطريق رقم 5212 الرابطة بين جماعة تمزكانة وباب الجباح نقطة الوصل على طريق الوحدة والتي تفك العزلة عن مجموعة من الدواوير. ولقد انطلقت الأشغال بهذه الطريق منذ سنة 2010 مما جعل ساكنة هذه الدواوير تستبشر خيرا، وذلك من جراء ما كانت تعانيه من مشاكل العزلة التي تحرم هذه الساكنة وخصوصا في موسم الشتاء من الولوج إلى المرافق الضرورية لها. وانطلاقا من مصادر موثوقة من عين المكان، فإن الطريقة التي تنجز بها هذه الطريق، وخاصة في أماكن محددة منها على الخصوص: دواوير حمدان ، لعزايب، القلعة، تافراوت، باب ازغراف، وباب الجباح، تعتبر هدرا للمال العام في واضحة النهار، وذلك أن المواد المستعملة في بناء هذه الطريق لا تتوفر على شروط الجودة وستجرفها المياه أثناء التساقطات الأولية لأمطار موسم الشتاء ، خصوصا وأن بعض الانجرافات بدأت تظهر للعيان هنا وهناك في عدة أماكن على طول الطريق . وانطلاقا من هذا الإنجاز المأساوي، فإن ساكنة هذه الدواوير ذات التاريخ الحافل بالنضال في المقاومة وجيش التحرير، مستعدة أمام الغضب العارم الذي يكتنفها، وعازمة على إيصال كلمتها للمسؤولين إن إقليميا أو وطنيا، وفي حالة عدم الإيجاب فإنها مستعدة لتنظيم مسيرة صوب عمالة تاونات لإسماع صوتها حتى يتم إيقاف هدر المال العام .والسؤال المطروحهو: هل المقاول يشتغل في غياب المسؤولين الإقليميين عن هذا المشروع ؟؟ وهل وزارة التجهيز غير معنية بالتدخل العاجل لإنقاذ هذه الطريق التي هي بكل المواصفات كارثية ؟ وانطلاقا مما سلف، فإن الساكنة تطالب عاجلا، بإيفاد لجنة إقليمية ووطنية قصد الوقوف على تبديد المال العام بدون شفقة ولا رحمة، وحتى تتمكن الساكنة من الاستفادة من هذا المشروع التنموي الاقليمي.وانسجاما مع مقتضيات الدستور الجديد الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة، بات من الضروري محاربة الفساد، بدءا بمحاربة هدر المال العام ، لتعود للدولة هيبتها ومصداقيتها خاصة في ظل الحراك الحالي الذي يعرفه المجتمع.