الشبيبة الاتحادية - فرع أزيلال إن الاهتمام بموضوع مشاركة الشباب في قضايا الشأن العام، أو بعبارة أخرى المشاركة السياسية للشباب تحكمها عدة اعتبارات موضوعية وذاتية أحيانا منها: - الاستحقاقات الانتخابية الدورية، والنشاط الذي تفرضه هذه المواعيد الهامة على الأحزاب السياسية المغربية وعلى جمعيات المجتمع المدني، والحراك الإعلامي والنقاش العام المصاحب لكل استحقاق انتخابي. - إنتماؤنا بحكم السن إلى الشريحة العمرية الشابة، وبالتالي فقضايا الشبيبة المغربية تهمنا وتعنينا. - ووجود عوامل أخرى كممارسة الصحافة الشعبية (التدوين) والالكترونية، والنشاط الجمعوي والحقوقي، والتعاطف مع حساسية سياسية معينة داخل المجتمع المغربي. كل هذه العوامل تفرض علينا أن نتحاور مع الشبيبة المغربية، في القرى والمدن، لنجس نبضها، ونسمع آرائها ومواقفها, سواء أكانت سلبية أم إيجابية، مساندة أم معارضة، مؤطرة سياسيا أم مستقلة أو ضمن المجموعة الثالثة التي من الممكن أن نطلق عليها ضد الجميع (أونتي كولشي) كما أسماها أحد مغنيي الراب المغربي. ولتتعرف هذه الشبيبة على بعض من ملامح مشروع المجتمع الديمقراطي الحداثي للبلاد، وعلى بعض من نضالات الحركات الاحتجاجية وجمعيات المجتمع المدني والنقابات العمالية والأحزاب السياسية الجادة، بما تشمله هذه النضالات من نجاحات وإخفاقات، وما يعتري طريقها من حواجز وصعوبات. أي الاشتغال داخل الشارع المغربي بدل الانغماس المبالغ فيه في الشأن التنظيمي الداخلي ومعارك التموقع داخل المقرات الخاصة بالأحزاب والجمعيات. المشاركة السياسية للشباب لنتخيل أنفسنا داخل دوار في الرحامنة، أو في الملاح في أزمور، أو في منطقة جبلية كأزيلال، أو في مدرسة ثانوية أو ملعب لكرة القدم، أو حتى في مرقص ليلي على كورنيش شاطئ عين الذئاب ترتاده الفئات الميسورة من المجتمع، ولنتساءل كيف ستكون التمثلات هناك لمفهوم السياسة؟ إنها بلا شك ذلك المستنقع الضحل الذي تطبخ فيه المؤامرات، والوسيلة اللاشرعية للارتقاء الاجتماعي عن طريق بيع ثقة المواطنين. ولنحاول معرفة كيف يتخيل المواطن العادي جماعة السياسيين، إنهم مجموعة من السماسرة والإستغلاليين. وكثيرا ما نواجه نحن النشطاء السياسيين ضمن الأحزاب السياسية الجادة بجملة (كلشي شفارة). لا يمكن لنا أن نوجه اللوم كله إلى المواطن البسيط على هذا الفهم السطحي للأمور، إذ علينا أن ندرك أنه نتيجة تراكمات الماضي وممارسات المخزن التي لا زال بعضها مستمرا إلى الآن للأسف، لكنه بلا شك حكم تعميمي مبالغ فيه. إن السياسة حسب موسوعة «ويكيبيديا» هي الإجراءات و الطرق التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات من أجل المجموعات و المجتمعات البشرية، و مع أن هذه الكلمة ترتبط بسياسات الدول و أمور الحكومات, فإن كلمة سياسة يمكن أن تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة و قيادتها و معرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة و التفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد، بما في ذلك التجمعات الدينية و الأكاديميات و المنظمات. وفي أبسط تعاريفها اللغوية هي التدبير الجماعي والمشترك لأمور الشأن العام، أو هي فن تدبير الصراع كما سمعتها يوما من أحد النشطاء الحقوقيين الشباب، وبالتالي فهي بعيدة كل البعد عن التصور الموجود في الشارع العادي. لكن هذا لا ينفي أن السياسة في المغرب اليوم في أمس الحاجة إلى إعادة الإعتبار، والتحديث، والتخليق، والحماية من التمييع. ونحن نعتبر أن أول الغيث هو مشاركة سياسية واسعة ومسؤولة للشباب المغربي. إذن، ماذا تعني المشاركة السياسية؟ وهل هي مهمة؟ وكيف يمكن لي أن أشارك؟ مشاركة الشباب، المشاركة السياسية وأشكال المشاركة السياسي المشاركة هي عملية مستمرة لتعبير الشباب وإشراكهم الفاعل في صنع القرار على كافة المستويات، خصوصا في الأمور التي تهمهم بشكل مباشر، وهي من مهارات الحياة الأساسية والتي من الممكن أن تتخذ عدة أشكال: التشاور، والتشارك والمبادرات الحرة. أما المشاركة السياسية فهي تعني الأنشطة الإدارية التي يقوم بها المواطنون بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل التأثير في اختيار الحكام أو التأثير في السياسات أو القرارات المعتمدة. وأشكال المشاركة السياسية متعددة، منها التصويت في الاستحقاقات الانتخابية والذي يجب أن يكون مسبوقا بالتسجيل في اللوائح الانتخابية، متابعة الأمور السياسية، وحضور الندوات والمؤتمرات العامة، والمشاركة في الحملات الانتخابية، والانضمام إلى جماعات المصلحة أو منظمات المجتمع المدني، والانخراط في الأحزاب السياسية الجادة، وأخيرا عبر الترشيح للمناصب العامة، وتقلد المناصب السياسية. (ورشة الشباب والانتخابات الجماعية 2009، قرية الألفية للشباب الرباط 2008). أهمية المشاركة تعتبر مشاركة كافة المواطنين في تدبير الشأن العام وإن بدرجات متباينة معيار الديموقراطية. ونحن الشباب نشكل جزءا مهما من المجتمع، لذا لا يمكن تجاهلنا بكل بساطة، وعدم إشراكنا في كافة الأمور وخصوصا تلك التي تعنينا مباشرة. إن المشاركة السياسية للشباب مهمة لعدة اعتبارات: أولا: من أجل أن تكون المشاريع والخدمات المقدمة إلى الشباب أكثر فاعلية، فالمعنيون بالأمر - أي الشباب - هم الأقدر على تحديد احتياجاتهم. ثانيا: من أجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية في السلوك العادي للمواطن المغربي ومحاربة الفساد السياسي، وبالتالي جعل الديمقراطية ثقافة مجتمعية مترسخة، فمن شاب على شيء شاب عليه. وهذه النقطة بالذات مهمة جدا، فالثقافة الديموقراطية تمكننا من تدبير القضايا المشتركة بشكل جماعي وشفاف، ومن احترام حقوق الآخرين ولو كانوا أقلية، وبالتالي نضع حاجزا منيعا أمام العنف كوسيلة لحل الخلافات السياسية، وأمام احتكار السلطة من لدن الأقلية المحظوظة. ثالثا: من أجل تطوير الشخصية والمهارات الحياتية، فالمشاركة - خاصة المشاركة السياسية - تمكن من تطوير وتعزيز المعلومات والمواقف والثقة بالنفس، والشعور بالتقدير والاحترام، وتنمية مهارات التواصل، والتفاوض، والتفكير الناقد والمبدع، واتخاذ القرار. رابعا: من أجل المساهمة الفاعلة في التغيير، وتحسين المحيط بواقعية وبارتباط مع الممكن، وبعيدا عن المثالية والطوباوية والمستحيل.