لأول مرة منذ 1958، أصبح اليمين والوسط أقلية في مجلس الشيوخ الفرنسي. ولأول مرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، أصبح الاشتراكيون وحلفاؤهم يمثلون الأغلبية في مجلس الشيوخ، وكسبوا 24 مقعداً التي كانت تنقصهم ليتمكنوا من الأغلبية المطلقة، ومن المتوقع أن يترشح جان بييربيل رئيس الفريق الاشتراكي في مجلس الشيوخ لرئاسة الغرفة العليا. إنه حدث تاريخي، لأن الغرفة العليا كانت منذ 53 سنة حكراً على اليمين والوسط. وعلى بعد سبعة أشهر على الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، فإن هذا التحول ستكون له عواقب على الحملة الانتخابية، وربما يعتبر هذا الفوز مؤشراً على فوز آخر أهم في الربيع المقبل. بعض المتتبعين اعتبروا نتائج الأحد الماضي زلزالا سياسياً حقيقياً، وهزيمة مدوية وإنذاراً جدياً لنيكولا ساركوزي وحكومته. وقد علق فرانسوا هولاند على النتائج بقوله: «نيكولا ساركوزي سيكون رئيس جمهورية اليمين الذي خسر الأغلبية في مجلس الشيوخ»«. لقد فاز الحزب الاشتراكي وحلفاؤه ب 24 مقعداً التي كانت تنقصهم من أجل الحصول على الأغلبية المطلقة في الغرفة العليا. وقد اعترف الرئيس الحالي لمجلس الشيوخ جيرار لارشير بأن »»تقدم المعارضة حقيقي وأوسع مما كنت أتوقع«« وبكلمات مبطنة، حمل الرئيس نيكولا ساركوزي جزءاً من المسؤولية في هذا التقدم الهائل الذي حققته المعارضة اليسارية. أما قصر الإليزيه فقد فسر فوز اليسار »ب»النجاحات المتوالية في الانتخابات المحلية»«. وبالفعل، فقد حقق الحزب الاشتراكي وحلفاؤه فوزاً كبيراً في الانتخابات البلدية لسنة 2008، وبالتالي، فإن مندوبي المجالس البلدية يشكلون 95% من الكتلة الناخبة في انتخابات مجلس الشيوخ، وبالتالي، فإن سياسة الحكومة تجاه الجماعات المحلية لعبت دوراً حقيقياً في هذه الانتخابات. ويبقى أن الإصلاح الترابي وإعادة تشكل خارطة التجمعات الترابية أثارا غضباً واسعاً لدى جزء من الناخبين الكبار الذين ليس لهم انتماء حزبي، والذين يشكلون 40% الى 50% من الكتلة الناخبة، كما أن الترشيحات المنشقة داخل اليمين ساهمت أيضاً في هذه الهزيمة التي طالت معاقل تاريخية لليمين. ويبقى الفصل الأخير من هذه الانتخابات، ويتعلق الأمر بانتخاب رئيس مجلس الشيوخ الذي سيتم يوم السبت القادم. حسابياً سيكون الفوز من نصيب المرشح الاشتراكي، لكن الرئيس اليميني الحالي جيرار لارشير مازال مقتنعاً بإمكانية خلق المفاجأة، والاحتفاظ برئاسة هذا المجلس الذي تلعب فيه الصداقات الشخصية ومفاوضات الكواليس دوراً مهماً.