اشتهر برنامج خاص بالأطفال، عالمياً، وكان البطل فيه يأخذ شكل إسفنجة. اسمه «سبونج بوب» (أي، بوب الاسفنجة)، وقد غزت صوره الحقائب المدرسية والدفاتر، وما إلى هنالك مما يمكن بيعه للأهالي في موسم المدارس، تحت ضغط أطفالهم المأسورين بالبطل التلفزيوني الجديد. ولكن، حذّر علماء النفس من الأمريكيين، مؤخراً، من أن قضاء الوقت، ولو فترة وجيزة منه، أمام التلفزيون، وتحديداً لمشاهدة «سبونج بوب» ورفاقه باتريك وسكويد وارد والآخرين، يوهن قوة الدماغ لدى الأطفال ممن هم دون عمر المدرسة. إذ سعت الباحثتان في كلية علم النفس في جامعة فيرجينيا، أن تدرسا ما إذا كانت مشاهدة برنامج للأطفال التي تتسم بالحركة السريعة، تؤثر مباشرة على القدرات الوظيفية لدى الأطفال، بما في ذلك مهاراتهم، ودرجة انتباههم، وذاكرتهم، وقدراتهم على حلّ المشاكل، وهي عوامل تربطها علاقة بالنجاح في المدرسة لاحقاً. وشرحت الباحثتان، في مجلة «بيدياتريكس» الطبية، أن «التأثير السلبي للتلفزيون على الوظائف التنفيذية لدى الأطفال، على المدى البعيد، معروف، لكننا لا نعلم الكثير عن هذا التأثير على المدى المباشر». لتحديد تلك التأثيرات المباشرة، وزعت الباحثتان ستين طفلاً، في سن الرابعة، على ثلاث مجموعات. الأولى، شاهدت لتسع دقائق «برنامج رسوم متحركة، سريعة الحركة، وتحظى بشعبية عالية، هو البرنامج الذي يحكي قصة اسفنجة تعيش في البحر»، أما المجموعة الثانية فشاهدت «برنامجاً بطيء الحركة يتناول قصة صبي أمريكي نمطي في عمر ما قبل المدرسة»، فيما طلب من أطفال المجموعة الثالثة أن يرسموا لمدة تسع دقائق. فور انتهاء مدة التجربة، طلب من الأطفال الخضوع لأربعة اختبارات لتقييم وظائفهم التنفيذية، فتبيّن أن الأطفال الذين شاهدوا برنامج الاسفنجة سجلوا أداء أسوأ من أترابهم. وأوضح أستاذ طب الأطفال في «جامعة واشنطن» ديمتري كريستاكيس أن «لمشاهدة البرامج التلفزيونية السريعة (وارتباطها بالعيوب في الوظائف التنفيذية).. تأثيراً عميقاً على النمو الإدراكي والاجتماعي للأطفال«. أما شبكة «نيكيلوديون»، التي تبث «سبونج بوب سكوار بانتس»، فردّت على نتيجة الدراسة باعتبار أن «سبونج بوب يستهدف الأطفال بين 6 و11 عاماً، لا الأطفال دون عمر المدرسة».