منذ أن تم فرض منصف بلخياط على رأس وزارة الشباب والرياضة، توالت فضائحه وشطحاته، دون أن يقوم أحد بردعه، بمن فيهم أولئك الذين فرضوه قسرا ضد المنطق، وضد رغبة الناخب المغربي. فقبل أن يشغل بلخياط الناس بسلوكاته وقراراته التي تضرب في الصميم كل عمل مسؤول، تلون في البداية بلون «السنبلة»، لكن بعدما جرت الرياح بما لا تشتهيه سفن القيمين على هذه الطبخة، أعطيت الأوامر إلى حزب آخر الذي تلون بلونه، ليصبح عضوا في الحكومة برمز الحمامة، وما أن وطأت رجلاه الحكومة والحزب، حتى تحول إلى «ثوري»، يقود الحركة التصحيحية ضد مصطفى المنصوري الأمين العام للتجمع الوطني للأحرار. لكن هذه العنترية لم تقف عند هذا الحد، بل تجاوزته إلى قطاع الشباب والرياضة نفسه، حيث حول هذه الوزارة إلى ضيعة خاصة به، يفعل فيها ما يشاء، ووقت ما يشاء. إلى جانب الحرب المعلنة والواضحة والتي اتخذت طابعا «احتقاريا» ضد المسؤولين الأكفاء بهذه الوزارة، وإلى محاربة الجمعيات الوطنية ذات الشرعية التاريخية والشرعية الوطنية والنقابية على الأرض وإصراره على بيع ممتلكات الوزارة العقارية إلى درجة تحول معها منصف بلخياط إلى منعش عقاري أو «سمسار» في الأرض، رغما عن أنف الجميع. مشاكل بالجملة، راكمها «الوزير الأمريكي» في زمن قياسي، دون أن يجد في المقابل أي جدار يصده عما تقترفه يداه من خرق سافر للقانون والأعراف. بل وجد في هذا الجدار سدا منيعا ضد أية مساءلة، وهو ما أثار وما يثير أكثر من علامة استفهام حول المظلة التي تحميه من أية متابعة. آخر هذه الفضائح، الفضيحة ا لمتعلقة بسيارة«أودي 8» التي اكتراها بمبلغ 9 ملايين للشهر الواحد لمدة 36 شهرا، لكن الأخطر في الأمر، أن هذه السيارة المكتراة تم تزوير لوحتها، حيث حملت لوحة مرسيدس وزارية. وهو ما يعاقب عليه القانون من 6 أشهر إلى 3 سنوات نافذة، هذه السيارة، التي جاب بها المدن المغربية، واستعملها وهو يشارك في المجالس الحكومية والوزارية التي يترأسها محمد السادس نفسه، دون أن يشعر منصف بلخياط بأي حرج في ذلك، لكنه أيضا لم يتوان في مشاركة زعيمه صلاح الدين مزوار نفسه في الركوب على هذه السيارة »المدرجة******* ووزير الاقتصاد والمالية أكثر من مرة، حيث شوهدا معا على متن هذه السيارة، دون أن يثنيه على مثل هذه الأفعال الإجرامية والتدليسية. فضائح متتالية لن يمحوها الزمن طال أم قصر، لأنها فضائح تأتي في زمن يرخي الربيع العربي بظلاله على الخارطة العربية من المحيط إلى الخليج. في وقت عرف المغرب هو الآخر حراكا، توج بإقرار دستور جديد، من المفترض أن يضع حدا لمثل هذه التجاوزات. إلا أن منصف بلخياط ركب دماغه كما ركب «الأودي» ضدا على القانون والمنطق، وضدا على التخليق، وفي ذلك عبرة للناخب المغربي غدا حين تأتي ساعة الاستحقاقات التشريعية، الذي عليه أن يحاسب هذا المسؤول، على اعتبار أن المسؤولية، يجب أن تكون مقرونة بالمحاسبة، كما جاء في الدستور الجديد .. من ذلك أيضا أن نفس المسؤول أقدم في شهر رمضان الأبرك، على استغلال أبطالنا المغاربة حينما دعاهم إلى وجبة للإفطار بأحد الفنادق الضخمة بالبيضاء، واستغل هذه المناسبة لتوزيع الوعود الكاذبة ككل مرة، كما ادعى الدفاع عن مصالح هذه الفئة، التي لم تر منه إلا الوعود الكاذبة. هذا اللقاء، جاء بعد تأسيسه لمؤسسة محمد السادس للأبطال، والتي حرص على رئاستها، وحرص أيضا على تعيين مستشاره، وعمه سعيد بلخياط كمدير إداري لها بمبلغ مالي ب... كل شهر،. دون أن يفكر في تخصيص هذا المنصب لأحد الوجوه الرياضية المتألقة، والتي لها خبرة عالية، وتتمتع بنزاهة وباحترام في صفوف الجسم الرياضي بمختلف فروعه. إنها «اللهطة» كما يقول آباؤنا في أولاد سعيد. فبعد أن تلون بأكثر من لون سياسي في زمن قياسي، ها هو منصف بلخياط يتحول إلى «جينة مسرطنة» تهدد صحة البلاد!؟