إذا كان وزراء الشبيبة والرياضة الذين تعاقبوا على هذا القطاع، قد طبع كل واحد منهم بأسلوبه مسار هذه الوزارة التي تعنى بالشباب والرياضة، وترك بصمته في هذا القطاع، رغم الاختلافات الممكنة مع السياسة المتبعة في هذا الحقل، إلا أن الوزير الحالي منصف بلخياط ستشهد له الأجيال الحالية والأجيال القادمة، أنه دشن مسيرته بمقاربة جديدة وغريبة تعكس شخصيته الغريبة الأطوار. وهذا ليس بغريب عن شخص تلون بأكثر من لون في زمن قياسي، حيث طلب منه أن يتولى مهمة الوزارة وهو حامل «السنبلة الصفراء» قبل أن تشاء السياسة في بلادنا، لكي تنتزع منه ويتم استبدالها ب«الحمامة الزرقاء»، وعوض أن «يقزب» الحمامة، نسي في خضم الدهشة التي فرضتها عليه المهمة الجديدة، أن يضع تاريخه في الميزان، وهو يتحدث أمام الصحافة أنه وزير أمريكي بلون قوس قزح، كما يشاء أن يصف نفسه. فالمقاربات التي اعتمدها كلها يدعي أنها تمتح من المدرسة الأمريكية. لذلك لم يتورع في خوض حروب ضد الأصول، وضد الجمعيات الوطنية الجادة، التي أسسها مناضلون أفذاذ، كانوا وراء دحر الإستعمار الأجنبي من المغرب، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تفتقت عبقريته متكئا على تجربته في «ميديتيل» حينما كان مسؤولا، وتعامل مع وزارة الشبيبة والرياضة، التي من المفروض أنها قطاع حساس لارتباطه ب %65 من ساكنة المغرب، على أساس انها تعبئة، ورأى أن هذه التعبئة أو الرصيد، قد استنفد، مما دعا إلى تبني بيع الأرصدة العقارية التابعة للوزارة. بل الأكثر من ذلك لم يتورع في إطلاق الكلام على عواهنه في أكثر من مناسبة، ناسيا أنه ينتمي إلى حكومة من المفروض، نظريا، أن لها سياسة واضحة في هذا المجال، ولا تتغير بتغيير الأهواء والمصالح والنزوات.. فالموظفون والأطر العليا بهذه الوزارة لم يسلموا من طيشه. ففي أكثر من مرة لا يتوانى في نعتهم بأقبح النعوت وفي اجتماعات رسمية، وهو ما أدى إلى ارتفاع صوت الاحتجاج ضده و ضد سياسته. منصف بلخياط في جملة قصيرة، غير منصف للشباب ولا للرياضة. يخيط سياسته ليس بالطرز المغربي، سواء كان رباطيا أو فاسيا، بل يخيطها بالطرز الأمريكي.