يبدو أن البنك المركزي الاوربي من خلال رئيسه جون كلود تريشي عبر عن استعداده لمواجهة الازمة اليونانية ومنح الابناك الفرنسية السيولة اللازمة بشكل غير محدود في حالة مواجهتها لأية أزمة وبالنسبة المعمول بها في منطقة الاورو. هذه الوضعية الهشة للابناك أعادت النقاش في فرنسا حول تأميم جزء من رأسمال هذه الابناك من طرف الدولة من أجل إنقاذها. هل مستقبل الابناك الفرنسية مرتبط اليوم بالوضعية الاقتصادية والمالية باليونان ؟حالة الافلاس والكساد الاقتصادي التي تعاني منها اليونان ربما تجر في طريقها عددا آخر من البلدان الاوربية، فبرامج الانقاذ العديدة التي قدمتها اوربا وصندوق النقد الدولي منذ سنة، لم تعط أكلها ،بل ان وضعية اليونان تزداد تدهورا. الابناك الفرنسية الكبرى التي لم تتضرر من ازمة 2008 لعدم شرائها ديونا عقارية امريكية فاسدة ( سبراتايم) ، لكنها اليوم معنية لأنها منحت قروضا كبيرة لليونان على رأسها «ب ن بي باري با» حوالي 5 ملايير اور من القروض، الشركة العامة 2 مليار و 700 مليون والقرض الفلاحي 600مليون .هكذا تدهورت اسهم هذه الابناك بالبورصة وتراجعت بشكل لم يحدث منذ سنوات، بل إنها فقدت حوالي نصف قيمتها في البورصة منذ الشهور الاخيرة . هذه الابناك ايضا هي مانحة للقروض سواء للبرتغال، اسبانيا وايطاليا وهي كلها بلدان مهددة بالكساد الاقتصادي. وهي بلدان كانت تراهن عليها الابناك الفرنسية في اطار تنمية المنطقة الاوربية، حيث منحت «ب ن بي باري با» حوالي 24 مليار اورو من الديون لإيطاليا لوحدها. لهذا من المنتظر ان يتدهور التنقيط الممتاز الذي تتوفر عليه هذه الابناك الفرنسية من طرف وكالة موديز ،وتدهور هذه النقط له نتائج سلبية بالنسبة للقروض التي تحصل عليها هذه الابناك نفسها، وكذلك ارتفاع نسبة الفائدة عليها. وهي كلها عوامل تؤثر على السيولة وعلى القروض بين الابناك. هذه السوق التي مازالت مريضة منذ2008 ..ووضعية الابناك المتدهورة هذه يمكن ان تزيد الاقتصاد الفرنسي تأزما بفعل حالة الكساد التي يعيشها وضعف النمو. التساؤل المطروح هو: ما تأثير هذه وضعية الابناك الفرنسية على الاقتصاد المغربي ؟خاصة ان الابناك الفرنسية الكبرى لها فروع بالمغرب :(ب ن ب باري با )من خلال بيمسي والشركة العامة من خلال الشركة العامة للابناك والقرض الفلاحي الفرنسي من خلال فرعه مصرف المغرب. السؤال طرحناه على أحد الخبراء المغاربة في هذا المجال عبد الحفيظ امازيغ الذي يرى أنه ليس هناك تأثير لهذه الابناك على فروعها بالمغرب، ذلك لأن الفروع المغربية لها رأسمالها الخاص ولا تعتمد على الشركة الأم في التمويل. تصريحات باراك اوباما حول الاقتصاد الاوربي لم تحسن من وضعية الاوربيين، فقد صرح الرئيس الامريكي ان الاقتصاد العالمي سوف يظل ضعيفا إذا لم يتم حل أزمة الديون الاوربية، مؤكدا أن بلده يعمل مع باقي البلدان الاوربية من أجل تحقيق الاستقرار المالي. وزير الاقتصاد الفرنسي فرنسوا بروان أكد أن الابناك الفرنسية قادرة على مواجهة تداعيات الوضعية في اليونان، وأن لها القدرة على مواجهة هذه الازمة كيفما تطورت الأوضاع باليونان. لكن يبدو أن البنك المركزي الاوربي من خلال رئيسه جون كلود تريشي عبر عن استعداده لمواجهة الازمة اليونانية ومنح الابناك الفرنسية السيولة اللازمة بشكل غير محدود في حالة مواجهتها لأية أزمة وبالنسبة المعمول بها في منطقة الاورو. هذه الوضعية الهشة للابناك أعادت النقاش في فرنسا حول تأميم جزء من رأسمال هذه الابناك من طرف الدولة من أجل إنقاذها. الحديث عن الانقاذ يمس ايضا اليونان، فبعد فشل عدد من برامج الانقاذ، هناك حديث اليوم باوربا عن تنظيم افلاس اليونان من أجل الحد من الخسائر، سواء بالنسبة للأبناك أو باقي المؤسسات. فهل ستتمكن أوربا من التخلص من المرض اليوناني أم أن اليونان ستجر أوربا الى الافلاس واختفاء منطقة الاورو. وهل تؤدي الأزمة اليونانية الى وحدة اوربية حقيقية وهو الحل الذي يمكن ان ينقذ أوربا في غياب قرار سياسي أمام تقلبات السوق المالية؟.