سال مداد العديد من الأقلام حول الاحتراف بالبطولة الوطنية لكرة القدم، أولا كفكرة، وثانيا كضرورة ملحة للرفع من مستوى الكرة المغربية وانعكاسها على مستوى الفريق الوطني، وحلت البشرى حين تقرر الاحتراف بالبطولة الوطنية في موسمها 2011 - 2012، وهي البداية التي انطلقت بها الدورة الأولى خلال هذا الموسم. فإذا كان الرأي العام الرياضي شغوفا إلى حد كبير بدخول الاحتراف للكرة الوطنية، فإن هذه الانطلاقة عرفت عيوبا وسلبيات لم تكن منتظرة. وتيقن معها الجميع أن الاحتراف لا يقتصر على العقود المبرمة بين اللاعبين والمكاتب المسيرة للفرق أو في الاستعدادات التي تباشرها الفرق وإنما في البنيات التحتية للملاعب الرياضية أهمها أرضية الملاعب والإنارة أيضا . وهذا هو بيت القصيد في بعض الملاعب التي تشرف على التسيير في أول موسم احترافي والمثال الصارخ الموجود أمامنا ما يقع للمكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي : كيف يعقل لفريق عريق يتقاسم مع الوداد البيضاوي جمهور العاصمة الاقتصادية بل تعداه إلى ربوع المملكة بكاملها يعيش الآن أزمة التسيير، فلا يمكن لفريق محترف أن يسير بطريقة الهواة . إن رصيد الفريق، جمهوره العريض المنتمي في غالبيته للأحياء الشعبية انطلاقا من درب السلطان معقله الحقيقي، مرورا بجميع الأحياء الشعبية لمقاطعات الدارالبيضاء، ومن العار أن يعيش هذه «البهدلة» أو «الحكرة» . والظاهر أن الاحتراف الحقيقي يمس في عمقه التسيير لعقلية احترافية محضة، إنها مهزلة أن تنطلق البطولة الاحترافية في المغرب وتعيش ما تعيشه من أزمة في التسيير انعكست بشكل بارز على نتائج الفريق في عصبة الأبطال الإفريقية وفي انطلاق البطولة. هذه المشاكل أضحت غير مقبولة حتى من فرق الأحياء، فما بالك في بطولة احترافية وفي فريق رائد. إن الاحتراف يبنى عن طريق الشفافية والديمقراطية الحقة، وهو ما يغيب عند العديد من المكاتب المسيرة للفرق الوطنية، فمتى غابت عن المكاتب هذه الأسس، غابت الحكامة عن التسيير، وما ينقص مكتب الرجاء شيء من نكران الذات وتغليب المصلحة العامة على الخاصة. إن قوة هذا الفريق تتجلى في عشاقها ومحبيها الذين لم يبخلوا عنها في أي شيء في تطوان وفي العيون وفي أكادير في جميع رحلات الفريق حتى خارج أرض الوطن. إن قضية مكتب الرجاء أعطت للجميع قناعة كاملة وشاملة أن التسيير هو الآخر يلزمه عقلية الاحتراف، فما الذي أصاب الرجاء وأصاب مكتبها مع انطلاق أولى مواسيم الاحتراف ؟