عاد الوداد ليلة السبت، بأغلى نقطة عن هذه المجموعة، من خارج القواعد ومن قلب العاصمة التونسية، برسم عصبة الأبطال الافريقية أمام الترجي التونسي. تحقيق التعادل من ملعب المنزه، كلف الوداد مجهوداً لا يطاق وعزيمة وصلت إلى أعلى درجات الإصرار والصمود. إذ ظل الجميع على قدر كبير من القوة ومن التركيز، للخروج بأقل الخسارات الممكنة، خاصة أمام فريق اسمه الترجي، الذي خلق عشرات من الفرص الحقيقية لتحقيق الامتياز. لكن دفاع الوداد كان حاسماً وبقيادة الحارس المجرب ناذر لمياغري وبصلابة المدافع أيوب الخالقي، الذي «انتحر» في أكثر من مناسبة، إذ ظل قاطعاً ومتدخلا لأقوى التسربات التي كان الكامروني جوزيف نيانغ أكبر الراسمين لها. والملاحظ أن الضغط الكبير والقوي الذي عبر عنه الفريق التونسي، كان ضغطاً عقيماً، إذ دفع الوقوف الصلب للدفاع الأحمر، العديد من لاعبي الفريق التونسي، إلى اختيار الحلول الفردية والسهلة، التي عادة ما تصل الى أيادي لمغيار سهلة وبسيطة. وكان بإمكان الفريق البيضاوي أن يفاجىء دفاع «باب السويقة» في العديد من المرتدات، عن طريق المهاجمين محسن ياجور والعملاق أونداما، لو تم استغلال تلك الفرص، بما يكفي من الدقة والتركيز، والقراءة السريعة لمواقع المدافعين وايجاد البدائل الانية لخلق الامياز المطلوب. والحقيقة أن الوداد ،لم يعد بتلك النقطة الذي أبقته متصدراً (إلى حين إجراء المباراة التي جمعت أمس الأحد بين الفريق الجزائري المولودية والأهلي المصري) ، صدفة وإنما أدى ثمنهاً غالياً . وهو الاختيار التقني الذي أقره وسطر عناوينه الكبرى المدرب ميشيل دوكاستيل، الذي أضحت لديه مجموعة متكاملة. ويمكن عبرها ومن خلالها ،أن يصل إلى أعلى درجات التنافس في هذه الكأس. ويبدو من خلال قراءة لمعطاءات الفريق الاحمر في المباريات ا الاخيرة ، أنه في أحسن حالاته، ويمكن الاعتماد على مبارتي الذهاب والإياب لتأكيد هذه الحقيقة. ففي الأولى، وحين كان الفريق الأحمر، منهزماً بهدفين نظيفين، استطاع الوداد أن يعود الى المباراة، بعد أن أخرج النفس الثاني والثالث، ووقع بذلك على شهادة تؤكد أن الفريق مقتنع تماماً أن المباراة لا تنتهي إلا بإعلان الحكم عن النهاية، وبذلك يجب العمل والاشتغال، ولقد رأينا وتتبعنا وقتها، كيف اشتغلت الآلة الحمراء في الشوط الثاني. إذ تمت استعادة التركيز والسرعة والفعالية، وتمكنوا من تحقيق أولى الغايات في تلك المباراة وهي الخروج بأقل الخسارات الممكنة. وقد لعب الخط الهجومي لفريق الوداد (ياجور أونداما أجدو القديوي...) دوراً حاسماً في تحقيق هذه النتيجة (2/2) التي اعتبرت وقتها، منصفة ومطلوبة. وجاءت مباراة الإياب، عشية يوم السبت، ليمتحن فريق الوداد خطه الدفاعي، وليقف عند نقط قوته ونقط ضعفه. وتأكد على أن الخط الدفاعي، الذي وجهت له العديد من الانتقادات في مناسبات عديدة، على أنه يتوفر على العديد من نقط القوة، وبإمكان عناصر الضعف، أن تصلح وأن تدعم في المستقبل المنظور. وقد أعطى كالعادة الحارس الدولي ناذر لمياغري الهدوء المطلوب في اللحظات القوية، وحينها يقف - كذلك -الرجال لإعلان المواقف الحاسمة ، وفي لحظات الضيق ، وهذا ما عبر عنه أياً أيوب الخالقي الذي كان رجلا فوق العادة في هذا الديربي المغاربي المشتغل. لذلك، أظهر الوداد من خلال وعبر المباريات الأربع التي أجراها في بطولة المجموعات، أنه مازال محافظاً بقوة على كل حظوظه في التأهل الى المربع الذهبي، وتبدو مباراة مولودية الجزائر هناك في العاصمة الجزائرية صعبة للغاية، وقبلها هنا بالدار البيضاء، المواجهة ضد الأهلي المصري، الخطوات الصعبة التي تنتظر الفريق الأحمر، للوصول الى محطة الربع. ويبدو ذلك ممكنا، شريطة أن تظل الأرجل على الأرض. البرنامج الخاص بالمجموعة الثانية - الجولة الخامسة ( 9 11- شتنبر) الترجي الرياضي............ مولودية الجزائر الوداد البيضاوي...........................الأهلي الجولة السادسة الأخيرة (16 - 18 شتنبر) مولودية الجزائر........... الوداد البيضاوي الأهلي ..........................الترجي الرياضي