تم يوم الأربعاء الماضي بالرباط, التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين وزارة الاتصال ومجلس مدينة الرباط لتطوير آليات التعاون في مجالات الاتصال والتكوين والسينما والملكية الفكرية. ووقع هذه الاتفاقية خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة, وفتح الله ولعلو رئيس مجلس مدينة الرباط. وتهدف هذه الاتفاقية إلى مواكبة السياسة الرامية إلى هيكلة قطاع الاتصال, والنهوض ببرامج التنمية البشرية في بعدها الثقافي, خاصة ما يتعلق بمجال السينما والاتصال والنهوض بالملكية الفكرية. كما تروم هذه الاتفاقية توفير سبل الدعم والتعاون لتطوير آليات الاتصال والتكوين,خاصة توفير بنيات سينمائية تستجيب لمواصفات العصرنة والجودة في التجهيزات والخدمات, من بينها مشروع المركب السينمائي «الفن السابع» الذي سيشيد بشراكة مع مجلس مدينة الرباط في المكان الذي توجد فيه حاليا قاعة السينما «الفن السابع» ومن المنتظر أن يضم هذا المركب ست قاعات سينمائية عصرية تستوعب في المجموع1200 مقعد, ومجهزة بأحدث التجهيزات, بالإضافة إلى مركب سينمائي ثان مكان الخزانة السينمائية التابعة للمركز السينمائي المغربي, إضافة إلى مشاريع أخرى. وستشكل هذه المركبات السينمائية فضاءات لتنشيط الحركة الفنية والثقافية بالرباط. وبموجب هذه الاتفاقية, سيتم خلق لجنة الفيلم المكلفة بالترويج للمدينة وللجهة كواجهة للتصوير السينمائي, وتوفير شروط الإنتاج لمهنيي السينما والتعريف بمؤهلاتهم التقنية, إضافة إلى دعم المهرجانات السينمائية وخاصة سينما المؤلف, والفيلم القصير بالرباط. كما سيتم, بناء على هذه الاتفاقية, تكوين الملحقين الصحفيين والمكلفين بالتواصل بالنسبة لمجلس المدينة, والتكوين في التدريب الإعلامي لفائدة المنتخبين, وكذا خلق نقط للتوزيع وأكشاك عصرية للصحف. كما ستتكلف لجنة التتبع, المتكونة من ممثلين عن الوزارة ومجلس المدينة والمركز السينمائي المغربي, بمتابعة تنفيذ هذه الاتفاقية. وفي هذا الصدد, أكد خالد الناصري أن هذه الاتفاقية تروم تنمية القطاع السينمائي عبر بلورة برنامج خاص بتشييد مركبات سينمائية, وتحويل القاعات الحالية إلى مجموعة وحدات للعرض السينمائي, والحد من تراجع القاعات السينمائية وما ترتب عنه من انعكاسات سلبية على حجم المداخيل وفرص الشغل والرواج التجاري. وأبرز الناصري, في كلمة بالمناسبة, أن الأمر يتعلق أيضا بدعم النوادي السينمائية والجمعيات المهنية المختصة وكل التظاهرات السينمائية بالمدينة, ومكافحة القرصنة والتقليد بهدف النهوض بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وأضاف أن هذه الاتفاقية تهم خلق مركب اجتماعي وثقافي للصحافيين يشكل نقط التقاء فاعلا بين المنتخبين وممثلي وسائل الإعلام, وكذا إحداث «ميديا سيتي» التي تحتضن فضاءات للعروض السينمائية وتجهيزات ترفيهية وخدماتية وغيرها من الفضاءات لاستقبال المقاولات الإعلامية واحتضان التظاهرات المحلية والدولية. من جهته, أكد فتح الله ولعلو أن هذه الاتفاقية, التي تروم تطوير القطاع السينمائي بمدينة الرباط, تندرج في إطار سياسة مجلس المدينة الهادفة إلى جعل الرباط عاصمة ثقافية, نظرا للمكتسبات التي تتوفر عليها على مستوى الإنتاج العلمي والابتكار الفني. واعتبر ولعلو أن هذا المشروع, الذي سيتم إنجازه بناء على هذه الاتفاقية, سيشكل قاطرة جديدة للنشاط السينمائي بالمدينة, مشيرا إلى أن المركب المزمع إنشاؤه يقع في موقع استراتيجي بالمدينة وقريب من عدة بنايات حيوية بالعاصمة. وأبرز أن التراجع في عدد القاعات السينمائية بمدينة الرباط, والذي سجل في السنوات الأخيرة, كانت له نتائج سلبية على الجانب الثقافي وشجع القرصنة والتجارة غير المنظمة, معبرا, في المقابل, عن تفاؤله بالمستقبل السينمائي بالمغرب لاسيما وأن الفضل في الرواج الكبير الذي تعرفه العديد من القاعات السينمائية يعود إلى الإنتاج السينمائي الوطني الذي شهد طفرة هامة خلال السنوات الأخيرة.