سيشكل المركب الثقافي والاجتماعي لأسرة الإعلام بالمغرب "بيت الصحافة", الذي تم التوقيع اليوم الخميس على اتفاقية إحداثه بطنجة, مركزا عربيا ومتوسطيا للإعلام والتكوين والتكوين المستمر في مجال الصحافة والإعلام. ويضم مركب "بيت الصحافة", الذي سيمتد على مساحة تفوق 5 آلاف متر مربع, مركزا متوسطيا للإعلام, ومركزا عربيا للتكوين, وقاعة مؤتمرات تفوق طاقتها الاستيعابية 200 مقعد, ومسرحا في الهواء الطلق, وفضاءات رياضية وأخرى للترفيه. وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا المشروع 12 مليون درهم, تمت تعبئتها بشراكة بين المجالس المنتخبة ووزارة الاتصال ووكالة إنعاش أقاليم الشمال. وحسب اتفاقية تمويل إنجاز هذا المركب , فإن التركيبة المالية لهذا المشروع تتوزع بين وزارة الاتصال (3 ملايين درهم) ووكالة إنعاش أقاليم الشمال (3 ملايين درهم) ومجلس جهة طنجةتطوان (3 ملايين درهم) والجماعة الحضرية لطنجة (2 مليون درهم) والمجلس الإقليمي طنجةأصيلة (1 مليون درهم). وستسهر وكالة إنعاش أقاليم الشمال على تنفيذ أشغال إنجاز هذا المركب, تحت إشراف لجنة تتبع تضم ممثلين عن مختلف الشركاء تم التوقيع, مساء اليوم الخميس بمدينة طنجة, على اتفاقية شراكة لتمويل إنجاز المركب الثقافي والاجتماعي لأسرة الإعلام بالمغرب "بيت الصحافة". وقد وقع على هذه الاتفاقية, التي تحدد المساهمين والتركيبة المالية للمشروع البالغة كلفته الإجمالية 12 مليون درهم, كل من وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري, ووالي جهة طنجةتطوان محمد حصاد, والمدير العام لوكالة إنعاش أقاليم الشمال السيد فؤاد البريني. كما وقع على الاتفاقية كل من رئيس جهة طنجة-تطوان السيد رشيد الطالبي العلمي, ورئيس الجماعة الحضرية لطنجة السيد سمير عبد المولى, ورئيس المجلس الإقليمي طنجةأصيلة السيد عبد الحميد أبرشان, في حين وقعها عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية, كل من رئيس النقابة السيد يونس مجاهد, والكاتب المحلي لفرع النقابة بمدينة طنجة السيد سعيد كبريت. وفي كلمة بهذه المناسبة, أبرز السيد مجاهد أن "الجسم الإعلامي المغربي انتظر هذه المبادرة الرائدة منذ مدة, وتحققت في مدينة طنجة بفضل الرعاية المولوية السامية للمشروع", مشيرا إلى أن المركب سيكون مركزا ثقافيا واجتماعيا للصحافيين المغاربة سيتيح لهم تطوير كفاءاتهم, ومنارة للتكوين على المستويين العربي والمتوسطي. واعتبر أن إنجاز هذا المشروع بشراكة بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية والمؤسسات العمومية والمنتخبة يعد إشارة قوية على أن هناك استعدادا لمواكبة المشاريع الإيجابية, والوقوف مع الصحافة في البرامج والمشاريع المهنية والاجتماعية والثقافية للنهوض بالإعلام في المغرب. وبعد أن أشار إلى أن التوقيع على اتفاقية تمويل هذا المشروع تزامن مع الحوار الوطني حول "الإعلام والمجتمع", شدد السيد مجاهد على أن "المغرب في حاجة إلى إعلام مسؤول", وكذا على ضرورة العمل على الرقي بالممارسة الإعلامية, وتطوير الالتزام بأخلاقيات المهنة. وأعرب عن أمله في أن "تعمم فكرة هذا المشروع على جميع فروع النقابة الوطنية, خاصة على مستوى المدن الكبرى", مبرزا أن هناك عددا من المشاريع الرائدة التي تجري مناقشتها في مدن أخرى. من جانبه, اعتبر الكاتب المحلي لفرع النقابة السيد سعيد كبريت أن مركب "بيت الصحافة" سيكون لبنة على درب انخراط الإعلام الوطني في فضائه العربي والمتوسطي, مضيفا أنه سيسعى إلى تكريس قيم الممارسة الإعلامية وفتح جسور التواصل بين المهنيين ببلدان المنطقة. وأشار في هذا الصدد إلى أن مدينة طنجة, بروحها المتوسطية وتاريخها الدولي, تعد ثالث تجمع لأسرة الإعلام بالمغرب, بفضل تواجد إذاعات عمومية وخاصة وقناة تلفزيونية ومكاتب للصحافة الوطنية ومجموعة من الجرائد المحلية. وقد تم خلال هذا الحفل, الذي حضره رجال ونساء الإعلام بجهة طنجة -تطوان, تقديم التصميم الأولي لمركب "بيت الصحافة", الذي وضع بشكل يراعي خصوصيات المعمار المغربي ومميزاته الجمالية والعمرانية. أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري, أن المقاربة الشمولية التي تعتمدها الوزارة تعتبر أن العنصر البشري أساس ومنطلق كل إصلاح يروم تطوير القطاع وتأهيله. وأوضح السيد الناصري, في كلمة خلال ترؤسه حفل توقيع اتفاقية شراكة لتمويل إنجاز المركب الثقافي والاجتماعي لأسرة الإعلام "بيت الصحافة", أن المقاربة الشمولية للوزارة, التي تستند إلى التوجيهات الملكية السامية, تعتبر أن تأهيل المقاولة الصحفية, من خلال سياسة الدعم العمومي, لا يمكن أن تتم بمعزل عن اتفاقية جماعية تضمن للصحفيين حقوقهم المادية والاجتماعية, وتعمل على تطوير هذه المقاولة. وقال إن "وزارة الاتصال منخرطة بشكل كامل في هذه المقاربة وتقوم بعمل جبار, يدا في يد مع كافة الشركاء, على مجموعة من الواجهات للرقي بالممارسة الإعلامية إلى أسمى مدارج الديموقراطية". وأكد الوزير, في هذا الصدد, أن الوزارة تواصل جهودها الهادفة إلى توفير مختلف الخدمات الاجتماعية للصحفيين عموما, بما في ذلك الدعم اللازم للمنظمات المهنية, وأساسا النقابة الوطنية للصحافة المغربية, لإنجاز أنشطتها المختلفة. وأعرب الوزير في هذا الإطار, عن امتنانه الكبير للرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لمشروع إنشاء مركز "بيت الصحافة" بمدينة طنجة, والتي تترجم على أرض الواقع العناية الخاصة التي يوليها جلالته وحكومته لأوضاع نساء ورجال الإعلام. وأشار إلى أن "بيت الصحافة" سيكون بمثابة مؤسسة اجتماعية ومهنية هامة, ستمكن أسرة الإعلام بالمنطقة من ممارسة مهامها في ظروف أحسن, معربا عن أمله في أن يساهم هذا المشروع بعد افتتاحه في دعم الممارسة الإعلامية بالمنطقة وبالمغرب.وأكد أن هذا المشروع, الذي يقف وراءه الفرع المحلي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية, والذي سينجز بشراكة بين الحكومة, ممثلة في وزارة الاتصال, والمؤسسات المنتخبة والوكالة إنعاش أقاليم الشمال, سيخصص له غلاف مالي بقيمة مليون و100 ألف درهم, في مرحلة أولى بالنسبة للتغطية الصحية, فضلا عن الشروع قريبا في إنجاز مشاريع طموحة تعنى بالأوضاع الاجتماعية لأسرة الإعلام.