كنت جد متشوق لزيارة بيت الله الحرام منذ سنة تقريبا لكن لظروف خاصة لم أستطيع القيام بهذه الرحلة إضافة إلى إجراءات القرعة التي أصبحت تحرم العديد من الناس من شد الرحال الى أقدس بقعة على وجه الأرض التي تحوي أول بيت وضع للناس ببكة كما أنها تضم العديد من البقع الطاهرة التي عرفت أحداث مختلفة أثرث بشكل أو بآخر في مسيرة الإسلام ولإن لكل شئ أجله فإن زوجتي كانت مصرة على أن نشارك في قرعة الحج مهما كانت الظروف ومهما كانت النائج وهذا ما حدث حيث لم ننجح في حجز مكان لنا خلال حج 2010 وكان يوما ثقيلا علينا نحن الإثنين وعلى العديد من أفراد العائلة التي من الله عليهم بزيارة هذا المقام قبل سنوات خلت وفي الوقت الذي عاد كل منا الى حياته العادية إزداد شوقي لزيارة هذه البقع الطاهرة فما كان مني إلا أن ألتمست من إخواني في جريدة الإتحاد الإشتراكي مساعدتي على تحقيق هذه الأمنية حيث وجدت فيهم خير مرحب بالفكرة مقترحين علي كل ما يمكن القيام به للحصول على تأشيرة الدخول الى الأراضي السعودية لأداء مناسك الحج. ومع اقتراب موسم الحج ازداد شوقي وأصبحت منشغلا بهذا الموضوع أشد إنشغال وهي اللحظة التي جددت الإتصال بالزميل العزيز عبد الحميد أجماهيري مدير تحرير الجريدة الذي سلمني رسالة مرفوعة إلى معالي سفير المملكة العربية السعودية من أجل تيسير أمري حيث تم إستقبالي أحسن إستقبال هناك بمقر السفارة من طرف الزميل المحترم ناصح العتيبي الملحق الصحافي وتسلم مني الرسالة واعدا إياي خيرا. ومع توالي الأيام كنت أجدد الاتصال هاتفيا بالملحق الصحافي بشكل شبه يومي لمعرفة جواب السفارة السعودية على طلبي خاصة وأن الفوج الأول من الحجيج الرسمي كان قد غادر المغرب في إتجاه الديار المقدسة إلا أن الجواب كان دائما هو أن الملف بيد السفير السعودي المحترم وفي أخر إتصال هاتفي لي بالزميل ناصح العتيبي أكد لي أنه يجب علي الإتصال شخصيا بالسيد السفير. خمنت جيدا في الأمر وقررت في الأخير الأتصال بمعاليه كان يوم خميس ركبت رقم هاتفه النقال وأنا أرتجف من شدة الخوف أن أتلقى جوابا سلبيا على طلبي وفي الوقت الذي كان هاتفه النقال يرن كانت نبضات قلبي تزداد الى أن رد على مكالمتي حيث طمأنني على أن الملفات الصحافية لم يتم الحسم فيها بعد وطلب مني ان أجدد الإتصال به يوم الأحد أصبحت تائها شارد الدهن حتى أن كل أهلي وأصدقائي لاحظوا علي ذلك جددت الإتصال به يوم الأحد وماهي إلا لحظات حتى رد عني ومباشرة بعد تقديم إسمي طلب مني ان اتقدم فورا الى مقر السفارة مصحوبا بجواز السفر والصور للحصول على التأشيرة كاد قلبي أن يقفز من مكانه فأخبرته أنني غير متواجد بالرباط وساسافرإليها صباح الأثنين حيث تطوع صهري وصديقي توفيق خلفاوي بإيصالي الى السفارة السعودية إلا أنني لم احصل على شيء ذلك اليوم وعدنا في اليوم الموالي ولا جديد في الملف خاصة وان السيد السفير كان جد منشغل بالإجتماعات مع أطقم السفارة إضافة الى اللقاءات الصحافية والإجتماعات خارج السفارة كما أنه كان حريصا على أن لايكون أي إنفلات في منح التأشيرات بمقابل مادي أو الى غير مستحقيها حيث كان يؤشر شخصيا على الملفات المقبولة قبل إحالتها على فريق العمل المكلف بطبع التاشيرات وإمضائها بجوزات السفر كان يوم الأربعاء حاسما بالنسبة لي فبينما برفقة الصديق توفيق بالطريق السيار رن هاتفي فكان على الطرف الأخر السيد ناصح العتيبي الذي أخبرني أن السيد السفير في إنتظاري وهي اللحظة التي زاد صديقي من السرعة وبوصولنا الى مقر السفارة وجدت في إستقبالي الزميل العتيبي الذي رافقني الى مكتب السيد السفير الذي ما أن حييته حتى سالني عن كم شخص من عائلتي سيرافقني الى الديار المقدسة فقلت له لوحدي السيد السفير وحقا شهادة لله وللتاريخ ان هذا الرجل حريص على ان لا ثلوت سمعة السعودية بالقيل والقال خاصة وأن الأمر يتعلق باقدس بقاع العالم حيث لم تدم العملية أكثر من دقيقتين شكرته على هذه الهدية الربانية في إنتظار تجهيز جواز سفري بالتأشيرة . وفي حدود الساعة الثانية زوالا كنت قد قطعت شوطا كبيرا وبدأت أفكر في الآتي من الأيام خاصة وأن الأمر أصبح في غاية الجدية بعد أن كسرت الجزء الأكبر من الحاجز كان أول شخص اتصلت به هو الزميل عبد الحميد أجماهيري الذي شكرته كثيرا لما أسداه لي من خدمة جليلة مؤكدا لي أن العبرة بالخواتم رغم ما اجتزته من انتظارات أما ثاني شخص فقد كانت زوجتي التي كادت تطير من شدة الفرح حيث سمعتها تردد على مساميع طفلاي زياد ومعتز أنني سأتوجه الى الحج رغم أنهما لم يستوعبا بعد معناه . فشكرا لهم جميعا مسؤولي الجريدة التي أعمل بها والسفير السعودي معالي الدكتور محمد بن عبد الرحمان البشر الذي رأيت فيه الدبلوماسي المحنك ذو التجربة الكبيرة والسيد ناصح العتيبي الملحق الصحافي بالسفارة. رغم السرعة التي كانت تسير بها السيارة في الطريق الى العودة فقد كانت المسافة طويلة الى بيتي وبوصولي إليه ورغم العياء الذي كنت أحس به ألا أن أفراد العائلة الذين جاؤوا لمباركتي الحج قد كنت أحس معهم أنني طائر قريب من السماء.