توقفت دورة يوليوز العادية ببلدية مديونة لمدة تجاوزت حوالي الأربع ساعات? حيث كان من المتوقع أن تنطلق في تمام الساعة العاشرة صباحا من يوم 28يوليوز? لكن إعلان الرئيس عن سرية الجلسة ورغبته في أن تجرى نقاشاتها بدون متتبعين للشأن المحلي? أغضب الحاضرين من فعاليات جمعوية وحرفيين وباعة متجولين? الذين حجوا فرادى وجماعات إلى قاعة الاجتماعات ببلدية مديونة? بعد أن علموا ببرمجة ملفي الكريان والباعة المتجولين في نقط جدول الدورة? الذي تضمن أيضا مناقشة التجزئات المتواجدة بمديونة والمصادقة على مشروع اتفاقية شراكة لتهيئة المسالك القروية التابعة للإقليم. ولقد أصر رئيس البلدية على سرية الدورة وعلى أن تبتدئ دون حضور أحد? أما الحرفيون والباعة الجائلون فقد أصروا بدورهم على التشبث بالجلوس فوق كراسيهم وعلى أن تجرى الدورة بحضورهم على إعتبار أن ما سيناقش يهمهم بالدرجة الأولى? معتبرين أنه لا أحد له الحق في حرمانهم من حضور اجتماع له علاقة وطيدة بتدبير شأنهم المحلي? ورغم حضور الأمن إلا أن ذلك لم يغير في واقع الأمر شيئا? حيث تشبث الحاضرون أكثر بحضور الدورة مؤكدين على أن الدستور الجديد يدعو إلى إشراك المواطنين والجمعيات في تدبير الشأن المحلي وتسهيل عملية الولوج إلى المعلومات? ساد الهرج والمرج قاعة الاجتماعات وتعالت الأصوات الحاضرة مستنكرة محاولة إخراجها من القاعة ومتذمرة من تجاهل المجلس البلدي لملف دور الصفيح، بينما ذهبت أخرى إلى انتقاد بعض من شاركوا في موسم سيدي أحمد بن لحسن بمبالغ مالية مهمة مقابل معاناة مواطنين مع الحرارة المفرطة في دور الصفيح، في حين ندد آخرون بأسلوب التسويف والمماطلة التي تتعامل به الجماعة مع ملف دور الصفيح وربطه بالمحطات الانتخابية. فصول شد الحبل مابين الرئيس والحاضرين استمرت لمدة زمنية تجاوزت 4ساعات? كلها مرت على منوال واحد ورتيب مابين رئيس متشبث برأيه في إجراء الدورة من غير أحد من السكان، وحضور أغلبيته من الحرفيين والباعة المتجولين لايريدون أن يخلوا القاعة عنادا، وظل الحال على ما هو عليه إلى أن طالب الحضور الرئيس بأن يعلن بصوت عال ومسموع أمام الحاضرين على سرية الجلسة? إن أرادهم مغادرة القاعة بدعوى أن إعلانه الأول لم يكن مسموعا لدى الجميع ?وهو المقترح الذي رفضه الرئيس? مصرحا بقوله» كلتها مرة واحدة أو ماغاديش نعاودها «، ولما قاربت الساعة من الواحدة والنصف غادر الرئيس القاعة وتدخلت عناصر الأمن لإخلائها بدعوى تناول وجبة الغداء وبمجرد خروج الحاضرين تم وضع العديد من رجال الأمن أمام باب القاعة، وبعد ذلك بنصف ساعة استأنفت الدورة بدون حضور أي أحد ?بما في ذلك ممثلي المنابر الإعلامية. وعلمنا بعد ذلك من مصادرنا الخاصة أن الدورة أجريت بحضور أمني مكثف ، حيث تم بالإجماع المصادقة على النقط الأربع المذكورة في جلسة سرية دامت حوالي الساعتين، حيث اعتبرت فعاليات جمعوية حضرت على هامش هذه الدورة- قبل أن تفاجأ بإعلان الرئيس عن سريتها في تصريح للجريدة -بأنهم « غير راضين عن سرية الجلسات واعتبروا أن هذا الإجراء? يبين بشكل جلي مدى التسيير العشوائي داخل البلدية وقد استنكروا إضافة 37محل تجاري للجزارين في حوانيت السوق النموذجي? الذي سيفتح مستقبلا وهو ما سيقلص من حظوظ استفادة الباعة الجائلين من دكاكين السوق النموذجي المتقلصة أصلا بسبب وجود 160بائع متجول بينما يضم مشروع السوق 98 محل تجاري ? وفي حال إقحام الجزارين في السوق النموذجي حسب نفس الفعاليات فإن ذلك سيعد خرقا سافرا للأهداف النبيلة التي جاءت من أجلها المبادرة والمتمثلة في محاربة الفقر والهشاشة? هذا مع العلم أن للجزارين دكاكينهم الخاصة التي بنيت مؤخرا من أجلهم»؟