عقدت تنسيقية خريجي المعاهد بآسفي ندوة صحفية لتسليط الضوء على ما وقع بالضبط يوم الاثنين فاتح غشت قبل اندلاع الأحداث التي انتهت بإحراق مؤسسات حكومية. و قال شباب التنسيقية إن وقفاتهم و مسيراتهم كانت دائما سلمية و ليس لها من مطلب سوى الشغل .. بعيدا عن أي أجندة تروم تصفية الحسابات مع أجهزة السلطة و الأمن. و استعرض مكتب التنسيقية في الندوة ذاتها كيف فوجئ شبابهم بانقلاب الأوضاع من وقفة احتجاجية سلمية إلى حرب شوارع منظمة لا يد لهم فيها. وزادوا قائلين أن التنسيقية انسحبت قبل المواجهات وأصدرت بيانا يدين الأحداث فيما بعض الجهات حاولت الزج بشباب التنسيقية في أتون العنف وإشعال الحرائق، خصوصا و أن خريجي المعاهد كانوا أول من تقدموا بشكاية مباشرة ضد رئيس الشرطة القضائية بآسفي الذي يتهمونه بالعنف واستعمال القوة المفرطة ضدهم. شباب التنسيقية، وهم في معظمهم حاملو دبلومات في مختلف التخصصات، طالبوا بإطلاق سراح زميلين لهم بعد اعتقالهما، و هو المطلب الذي أكدت عليه فعاليات سياسية و نقابية و حقوقية، مبرزة في الآن ذاته، أن التحقيق يجب أن يطال الجناة الحقيقيين الذين يسمونهم في آسفي ب «الملثمون» الذين ظهروا فجأة قبل و بعد الأحداث بسرعة كما وقف على ذلك الجميع ، و الذين حسب مصادر أمنية موثوقة ما زال البحث جاريا عنهم ، خصوصا و أن الأمن يملك صورا مدققة لبعضهم . جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في هذه الندوة تلقت التماسا قويا من جميع الطيف السياسي و الحقوقي المحلي بضرورة الإفراج عن هذين الشابين اللذين لا علاقة لهما بأي عنف أو أحداث شغب وقعت في اليوم المذكور . إلى ذلك.. احتضن مكتب جريدة «الاتحاد الاشتراكي» لقاء إعلاميا مع تنسيقية بطاليي آسفي الذين شددوا على التنديد بالأحداث التي وقعت وأن مطالبهم لا تتعدى التشغيل الفوري كما ورد في بياناتهم مع المطالبة بإحداث مستشفى متعدد التخصصات ومعالجة النفايات الكيماوية وعدم رميها في البحر حفاظا على الثروة السمكية و التأكيد على أن ممتلكات المكتب الشريف للفوسفاط غير قابلة للتخريب . وبالتقاطع مع هذا الحراك المحلي قامت حركة 20 فبراير بتنظيم يوم دراسي حول آفاق و منجزات الحركة فيما يشبه نوعا من النقد الذاتي المستتر لمسارها منذ التأسيس، هذا اليوم الدراسي عرف حضورا قويا لممثلي الأحزاب السياسية و النقابات والتيارات الاخرى و التنسيقيات المحلية ذات الملف المطلبي ذي النقطة الفريدة التي اسمها الشغل. ونوقشت كل الأخطاء والانزياحات والهفوات التي عرفتها الحركة في الاشتغال والمسيرات و صناعة القرار. وخرج الجميع بخلاصات متعددة أهمها أن الحركة مطالبة كما مناضلوها بإنجاز نقد ذاتي قاس تحصينا للتجربة و حماية للحركة حتى تمارس دورها في محاربة الفساد و حماية التغيير و الانتقال الديمقراطي المفتوح الذي يعيشه المغرب . ومعلوم أن مناضلي الحركة بالمدينة أصدروا أيضا بيانا يدينون فيه و يتبرأون من أحداث العنف والتخريب التي عرفتها المدينة بداية الشهر الجاري.