تنامت في الآونة الأخيرة ظاهرة هجرة الممثلات المغربيات تجاه الاشتغال في مسلسلات وأعمال درامية عربية وخليجية، بهدف الشهرة والانتشار الفني الواسع أو تحقيق الذات أحياناً، أو من أجل كسب مزيد من الأموال تارة أخرى. وترى فنانات مغربيات أن الهجرة نحو المشرق للمشاركة في مسلسلات خليجية وعربية حق مشروع لكونهن يبحثن عن الأفضل نظراً لقلة فرص العمل الفني محلياً، بينما تشدد أخريات على أن الأجدر بالممثلة أن تثبت وجودها داخل البلاد قبل أن تشد الرحال نحو آفاق جديدة. وتعرض قناة أبوظبي الإماراتية حالياً في برامج شهر رمضان مسلسل «كريمة» الذي تشارك فيه الفنانة المغربية إلهام واعزيز في دور والدة بطلة المسلسل، وهي فتاة تحب أباها حباً جارفاً، فتُصدم بوفاته صدمة كبيرة جعلتها أسيرة هاجس الانتقام من سائق العائلة الذي تظنه السبب في موت أبيها. وتلعب واعزيز في هذا المسلسل، الذي يحكي أحداثاً من رواية بنفس العنوان للدكتور مانع سعيد العتيبة، دوراً يتصف بالمشاعر الإنسانية الجياشة المختلفة إزاء ابنتها المكلومة في وفاة والدها. وبجانب واعزيز التي سبق لها أن لعبت دوراً رئيسياً في المسلسل السعودي «عائلة معجب»، تشارك في مسلسل كريمة كل من الممثلات نجاة خير الله وبشرى أهريش وفرح الفاسي، بمعية فنانيْن شابين آخرين، وهما ياسين أحجام وربيع القاطي؛ كما تلعب دور البطولة في مسلسل «كريمة» الفنانة المغربية ذات الجنسية الإماراتية ميساء مغربي، وأيضاً الفنان إبراهيم الحربي. وسبق للممثلة نجاة خير الله أن شاركت في الفيلم المصري «الوعد» أمام النجم محمود ياسين والفنان السوري ناصر مسعود، فيما أثارت مشاركة الممثلة المغربية سناء عكرود في فيلم «احكي يا شهرزاد» ضجة كبيرة في المغرب بسبب طبيعة دورها الذي أدته، أما الممثلة إيمان شاكر فقد سبق أن شاركت في فيلم «العار»، وأيضاً في مسلسل جديد كل أبطاله نساء، واسمه «بنات آخر حاجة»، بجانب نهال عنبر وميار الببلاوي وغيرهما. بين المحلي والعربي وعزت الممثلة إلهام واعزيز، حسب ما جاء في موقع «إم ب سي» اشتغال الفنانات المغربيات في أعمال درامية مصرية أو سورية أو خليجية إلى الرغبة في تقديم الجديد والاحتكاك مع فنانين عرب كُثُر، ما يتيح لهن الرقي بكفاءاتهن التمثيلية والانفتاح على تجارب فنية مختلفة أخرى، والتأثير فيها والتأثر بها. وقالت واعزيز إن مشاركتها في مسلسل «كريمة» تعد إضافة نوعية وإيجابية إلى رصيدها الفني الذي راكمته انطلاقاً من بلدها، مشيرة إلى أن مثل هذه المشاركات تعني توسيع القاعدة الجماهيرية للفنان المغربي على مستوى أقطار أخرى، بفضل الامتداد الشاسع لبعض القنوات الفضائية التي تضمن الانتشار الكبير للأعمال الفنية وأشخاصها. أما الممثلة نجاة خير الله فترى أن هجرة الفنان المغربي إلى المشاركة في بطولة أعمال درامية عربية تعد تجربة غنية لا يمكن إلا الافتخار بها، لكن ينبغي أن تستند هذه المشاركات إلى ما أنجزته الممثلة أولاً في بلدها من أعمال درامية، مضيفة أن الذي ينبغي أن يكون هو اشتغال الممثلة في الأعمال المحلية أولاً، ثم اتجاهها نحو الانتشار العربي ثانياً. وإذا كانت ممثلات شابات قد قررن «الهجرة» إلى الأعمال الدرامية العربية، طمعاً في الانتشار وتحقيق ذواتهن والحصول على كامل فرصهن في الشهرة ونيل المجد في عالم الفن، فإن هناك ممثلات مغربيات أخريات رفضن بالقطع أي احتمال للهجرة إلى المشرق بالرغم من توفر الإمكانات لذلك. نجاة الوافي، إحدى الممثلات المغربيات اللائي فإنها لاتنوي الهجرة للاشتغال في أعمال درامية عربية في الوقت الراهن، بقدر ما تركز في ما تنتجه من مسلسلات أو أفلام محلية تعطيها الإشعاع الجماهيري في بلدها، ومن ثم في باقي البلاد العربية بفضل تقنيات الاتصال الحديثة. والأمر ذاته عند الفنانة سعاد صابر التي تعتز بما قدمته من أعمال درامية مغربية متميزة، جعلت اسمها وصورتها محبوبة لدى قطاع عريض من الجمهور المغربي، وبالتالي لا تفكر في تغيير مسارها الفني بالاتجاه نحو المشرق أبداً. وغير صابر، توجد ممثلات يعتبرن الفنان الحقيقي ابن بيئته، وأنه ينبغي عليه أن يؤدي مهامه ويمارس عمله في بلده وبين أبناء وطنه، ليحقق النجاح بين ظهرانيهم، وأن هذه الهجرة إلى المشرق لم تقدم أية فائدة للمجال الفني بالمغرب، عدا الاستفادة المادية للممثلات المهاجرات أنفسهن.