الدراما كما يقال مثل الكتاب «يبان من عنوانو» هذا ينطبق تماما على المسلسل المصري «الريان» الذي يجسد فيه الممثل المصري خالد صالح دور البطل الرئيسي في هذا المنتوج الدرامي، ويبدو من خلال ما أثاره هذا المسلسل من نقاش، أنه استفاد من رياح التغيير التي طالت مصر، حيث تم تخصيص الحلقات العشر الأخيرة لتسليط الأضواء على حقبة حكم الرئيس السابق حسني مبارك. ولولا ثورة 25 يناير، كما يرى أصحاب هذا العمل، لما تم التطرق إلى هذه المواضيع التي رصدت الوضع السياسي في مصر بتزامن مع معالجة السيرة الذاتية لرجل الأعمال المصري أحمد ريان. هذه الشخصية التي أسالت مدادا كثيرا، وأثارت نقاشا كبيرا في الثمانينات، بعدما وجهت له تهم تتعلق بتوظيف أموال وعمليات نصب ضخمة. المسلسل «الريان» الذي يشارك فيه نخبة كبيرة من الفنانين المصريين، خالد صالح، ريهام عبد الغفور. باسم سمرة، صفاء جلال، درة التونسية، جمال اسماعيل وأخرجته شيرين عادل حسب التيمة التي يعالجها، من المنتظر أن يستقطب نسبة مشاهدة كبيرة، على اعتبار أنه يرصد بالصوت والصورة إحدى مراحل حكم حسني مبارك من خلال تسليط الأضواء على مراحل حياة أحمد ريان من الطفولة إلى الآن. بعد أن خرج من السجن. وكان منتج هذا العمل الدرامي محمود بركة قد اتفق مع صاحب السيرة على هذا الانتاج. إذ استمع المؤلفان حازم الحديدي، ومحمود البزاوي الى العديد من الحكايات والتفاصيل من أحمد ريان نفسه، بالاضافة إلى ما كتب عنه في الجرائد. ويرصد المسلسل في حلقاته العشر الأخيرة التي تم تصويرها بعد ثورة 25 يناير. صراعات الريان السياسية. وهو ما أى فيه أصحاب هذا العمل الدرامي مناسبة للاستفادة من مساحة الحرية التي أمنتها ثورة 25 يناير الشبابية. قصة هذا الرجل المصري أثارت انتباه منتج المسلسل لما يحتويه من جاذبية، ومازالت التفاصيل غامضة، إذ لم يجمع الرأي العام على خلاصة محددة، فمنهم من يرى في أحمد ريان، الإنسان الطموح الذي استطاع أن يراكم ثروة تصل إلى7 ملايير جنيه في وقت قصير بالكد، وأنه ذهب ضحية جشع النظام الذي قام بتصفيته عمليا من خلال الزج به في السجن ومحاكمته. وهناك من يرى أنه استطاع مراكمة هذه الملايير عن طريق النصب والاحتيال. وتبقى الصورة غير واضحة، من المنتظر أن يعالجها المسلسل باحترافية فنية عالية، كما بدا من الحلقات الأولى المعروضة في هذا الشهر الفضيل. وحسب القيمين على المنتوج الدرامي، فإن الرئيس السابق حسني مبارك سيظهر في مشهد واحد من مشاهد المسلسل بصورة عابرة. ولم ينسق أصحاب المسلسل وراء التطرق إلى ثورة 25 يناير، على اعتبار كما يرون أن الأمر فيه استعجال كبير فكثير من الخيوط لم تتضح بعد على اعتبار أن هذا الحدث لم يكتمل بالنسبة إليهم بعد.