تربت حكيمة بين أحضان أسرة محافظة منذ نعومة أظافرها، حيث نمت متشبعة بعادات وتقاليد العائلة وكل ما كانت تتلقاه من تربية حسنة. كبرت حكيمة وكبرت معاها محاسنها التي جعلت منها فتاة جميلة تثير الانتباه ، غير أن ذلك لم يغير من سلوكها والتردد على العائلة قصد زيارتها وصلة الرحم بها خصوصا أثناء الأعياد والمناسبات الدينية ، كانت حريصة كل الحرص على تمتين الروابط العائلية ، لذلك كانت تتميز باللطف والرقة والحنان خصال زادت من جمالها وحسنها الذي كان سببا في متاعبها وتعاستها مع أحد أقاربها ، فهي لم تكن تتخيل يوما أن قدماها ستطأ المحكمة دفاعا عن شرفها المسلوب ، ولم تكن تصدق يوما أن عذريتها ستنزع منها غدرا في جنح الظلام . ليلة انتزاع عذرية حكيمة ذات يوم ذهبت حكيمة عند أحد الأقارب بمناسبة عيد الفطر كما تعودت على فعل ذلك و كعادتها ساهمت في إضفاء أجواء الفرحة والسرور على العائلة بهذه المناسبة الدينية السعيدة ، فكانت تتكلم بأدب وتبتسم مع كل واحد ببراءة تامة ، غير أن حركاتها هذه كانت توقد نارا ملتهبة في قلب عبد الله الذي كان يتابع كل تحركاتها ، ويقترب منها عسى أن يظفر بحبها أو الوصول إلى قلبها لكي يسيطر عليه ، لذلك كان بين الفينة والأخرى يرسل إليها إشارات متعددة كالسهام لعلها تسقطها في شباكه ويستميل إليه قلبها ، لكن التربية التي تلقتها منذ سنين من طرف والديها والأخلاق التي تتحلى بها حالا دون سقوطها في ذلك الفخ ليفشل بالتالي في الوصول إلى مبتغاه الأمر الذي زاد من غيظه وغضبه ، لذلك ظل عبد الله يتربص بها طيلة النهار وهو في حيرة من أمره إلى أن أرخى الليل بظلامه ، وأنهك العياء الجميع حيث خلدوا في الأخير إلى النوم كذلك فعلت حكيمة التي التحقت هي الأخرى بغرفة النوم رفقة أخواته الصغيرات وخلدن جميعا إلى النوم . مع مرور الدقائق والساعات ، كان عقل عبد الله مشغولا بمفاتن حكيمة التي كانت تشعل في قلبه حرقة وتشغل عقله أكثر وأكثر في التفكير للوصول إليها وإشباع رغباته الجنسية ، في طريقة تمكنه من نيل مبتغاه لدى غاب النوم عن عينيه ، وما أن أحس بالهدوء وشعر أن الكل قد نام ، تسلل إلى البيت الذي تنام فيه حكيمة ، تمدد بجوارها وطلق لأصابع يديه العنان في تلمس محاسنها إلى أن نزع عنها ثيابها ، وما هي إلا لحظات حتى اهتزت من نومها خائفة مذعورة مقاومة ، غير أن عبد الله وضع يده على فمها مانعا إياها من الكلام ، وهمس في أذنها كونه يحبها لذلك سيتزوج بها ، رغم ذلك توسلت إليه طالبة منه عدم الفضيحة وتركها تنام ، غير أن كل ذلك لم ينفع أمام رغبته الجامحة وسيطرته عليها ، وخوفا من الفضيحة سلمت نفسها له لكي يفعل بها ما يشاء حيث افتض بكارتها التي كانت تحرس عليها كثيرا إلى حين زفافها ، استسلمت لرغباته بعدما وعدها بالزواج في القريب العاجل وإقامة عرس يليق بالمقام ، فضمها إلى صدره ومسح بيديه دموع عينيها التي كانت تتساقط على خديها كالجمر الحارق . بعد طول انتظار حكيمة تدق باب العدالة في الصباح ، وبعد طول تفكير لم تجد حكيمة من حل سوى إخبار والدة عبد الله بما حدث لها ، حيث سارعت الأم بعد سماع القصة في أخدها إلى الطبيب للتأكد من ذلك ، وهو ما تبث فعلا كون الطبيب أكد أن حكيمة فقدت عذريتها . مع مرور الأيام كان عبد الله يراوغ حكيمة بحكايات خيالية بعدما نال مراده إلى أن ضاق صبرها ولم تعد تقوى على الانتظار أكثر، لتكتشف في الأخير أنها وقعت ضحية له بعدما افقدها أغلى ما تملك وتتباهى به أمام كل قريناتها ووسط العائلة حين زفافها ، لذا وبعد طول انتظار وتفكير قررت حكيمة وضع شكاية مباشرة في الموضوع لدى الضابطة القضائية تتهم فيها عبد الله باغتصابها وافتضاض بكارتها ، وبناء على ذلك تم استدعاؤه قصد الاستماع إليه في محضر قانوني حول ما نسب إليه ، هذا الأخير نفى كل شيء مصرحا كون حكيمة تتعاطى الفساد ، كما سبق لها أن وضعت طفلا مجهول الأب ، متنكرا لفعلته التي قام بها ، والدة المتهم وبالرغم من معرفتها للقصة كاملة ، فقد أكدت ما جاء على لسان ابنها ، معلنة أنها هي من وقفت حاجزا مانعا أمام زواج ابنها من الضحية كونه بريء ولا تستحقه واصفة إياها بأوصاف ... لتزداد طعنة الأم على طعنة الابن مخلفة استياء وجرحا عميقا في نفسية حكيمة التي تدلي بدورها للضابطة القضائية بشهادة طبية مفادها فقدانها لعذريتها وأن افتضاض بكارتها حديث العهد . بعد الانتهاء من البحث في النازلة تمت إحالة عبد الله على النيابة العامة التي قررت متابعته بتهمة الاغتصاب الناتج عنه افتضاض بكارة وإحالة الملف على المحكمة بالجديدة لأجل محاكمته طبقا للقانون ، وبعد الاستماع لجميع أطراف القضية في عدة جلسات دافع من خلالها كل واحد على موقفه حجز الملف للمداولة ، حيث قررت المحكمة في الأخير مؤاخذة عبد الله من أجل ما نسب إليه ومعاقبته بسنتين حبسا نافذا ...