لا يمر يوم بمدينة الرشيدية إلا واستنكر فيه عدد من المواطنين، الفوضى العارمة التي تطال منطقة الواد لحمر، والسوق البلدي والممرات المحيطة، وكذا منطقة تاركة الجديدة وخاصة شارع محمد السادس والساحات المحاذية له، نتيجة الاحتلال غير المشروع لأرضية وأرصفة وشوارع وأزقة هذه المناطق من طرف الباعة المتجولين ، في غياب تام لأي مراقبة أو تدخل من طرف السلطات المحلية والمجلس البلدي لإعادتها إلى وضعيتها الطبيعية ولفك الطرقات والممرات أمام أصحاب السيارات والدراجات. وعبر مواطنون للجريدة عن استيائهم و تذمرهم من ظاهرة احتلال الملك العمومي، الذي لم تسلم منه حتى واجهات الإدارات العمومية، حيث تم احتلال واجهة وأرصفة مصلحة الضرائب الموجودة بجانب السوق البلدي،إلى حد اختفاء بنايتها وراء خيام و سلع وخضر وفواكه الباعة الذين فضلوا الترامي على تلك الأرصفة المقابلة للمصلحة دون اكتراث للفوضى المستحدثة، معرقلين بذلك كل من أراد ولوج هذه المصلحة، وخاصة ولوج الموظفين وسياراتهم، إذ لوحظ مدير المصلحة غير ما مرة ، يطلب من هؤلاء فسح الطريق لإدخال سيارته إلى المرأب. إن السلطات يقول أحد الجمعويين( أ.م.)، و معها المجلس البلدي، تجاهلت دورها في الحفاظ على النظام العام و توفير الأمن والسكينة للمواطنين، مضيفا أن مدينة الرشيدية أضحت تعيش على إيقاع الفوضى والتسيب بسبب احتلال الساحات والطرقات والممرات بكل من السوق البلدي والسوق المغطاة بالنسبة للباعة المتجولين وتجار الخضر والفواكه. من جهة ثانية، تساءل المستنكرون،الذين يتشكل معظمهم من النسيج المدني، عن الجدوى من شعارات المجلس البلدي للمدينة الذي يحمل شعار«إرجاع الأمور إلى نصابها»، وذالك في ظل الفوضى و اللامبالاة التي تغرق فيها المدينة، التي تعرف احتلالا شبه كلي لشوارع مدغرة وشيخ الإسلام والساحة المقابلة لمدخل السوق البلدي والممرات المؤدية إليه، وشارع محمد السادس، هذا الأخير الذي أصبح عبارة عن «جوطية» كبيرة لعرض «معروضات الباعة المتجولين وعمالنا بالخارج». وفي الوقت الذي يقف المجلس مشلولا أمام هذه الفوضى ، يبقى المواطن حائرا و مشدوها عند قيامه بالتبضع خاصة أيام الخميس والآحاد حيث تتضاعف المعاناة ويكثر اللغط والمشادة بين الراجلين وأصحاب السيارات والدراجات، مما يربك حركة المرور والجولان في ظل انعدام مواقف السيارات، ويصبح المرور في شارع مدغرة مستحيلا بالسيارات والدراجات كل مساء وكذا بشارع محمد السادس... والغريب في كل هذا، هو إقدام مجموعة من المواطنين مؤخرا على الترامي على المكان المسمى بأرض المصلى بحي المسيرة، حيث نصبوا خياما بقطع من الثوب المتناثر المركب بقطع أكياس الدقيق، لتعليم الأماكن، والتي استغلها البعض منهم لعرض منتوجات للبيع، محدثين بذلك سوقا عشوائيا، أمام أنظار السلطات والمجلس البلدي، الذي فضل حسب بعض المستجوبين، عدم الدخول في صراعات مع المحتلين لاستغلالهم كورقة رابحة في الاستحقاقات المقبلة، فيما تقف السلطات المختصة موقفا سلبيا إزاء كل هذه الفوضى . ويطالب المواطنون بالرشيدية المسؤولين على المستوى المحلي و الإقليمي ،بالتدخل بشكل عاجل لانقاذهم من هذه الفوضى، وتنظيم المدينة التي كانت إلى وقت قريب مثالا في التنظيم و الاستقرار.