تعيش المحطة الطرقية لأولاد زيان بالدارالبيضاء، خلال هذه الفترة من السنة على إيقاعات ساخنة، بالنظر إلى عدد الوافدين عليها من الأشخاص الراغبين في السفر إلى وجهات مختلفة من أنحاء البلاد . ففصل الصيف هو فصل العطلة والسفر والراحة بامتياز، بعد طول سنة من الدراسة والكد و العمل، إلا أن اللافت للإنتباه أن» المحطة الطرقية» تعيش جملة من المشاكل الحادة وعلى رأسها «الكورتية» « الكورتية» من هم ومن أين أتوا؟ «الكورتي » هو ذلك الشخص الذي يصادفك بمجرد ما أن تنزل من سيارة الأجرة و تضع رجلك فوق رصيف المحطة ، ويخاطبك قائلا:«فين غادي أخويا واش الرباط ،طنجة...» محاولا مساعدتك على حمل الأمتعة، من أجل أن يبيعك تذكرة السفرمقابل هامش مادي من الربح، فيظل الكورتي لصيقا بك ، وبإلحاح شديد منه لمعرفة وجهة سفرك إلى أن تلج باب المحطة، أو تأخذ التذكرة من الشباك،آنذاك يذهب إلى حال سبيله! بلمحة قصيرة لمدخل محطة أولاد زيان، تلاحظ انتشارا هائلا لعدد كبير منهم، و بأعمار مختلفة ، حيث تجد الشباب اليافع و الرجال الكبار في السن، تظهر على أغلبهم علامة الحاجة والبؤس، نظراتهم ثاقبة.غالبيتهم قدموا إلى المحطة الطرقية من الأحياء المجاورة أو أتوا من البادية،ليشتغلوا ك»كورتية»،لأن هذا العمل لا يتطلب شهادة علمية ولا خبرة في العمل... «الكورتية» يصعب حصرهم و يمكن تقدير عددهم ، حسب تصريحات إدارة المحطة ، ما بين 300 أو 400 شخص، لأنه ليس هناك إحصاء رسمي لعددهم، فالظاهرة تبقى عشوائية ، حيث يقوم هؤلاء بعدة أشياء مخالفة للقانون ! منها : سوء معاملة المسافر - ضرب المنافسة الشريفة إركاب المسافرين بجنبات المحطة - عرقلة حركة المرور و السير -دفع بعض الحافلات لعدم استعمال المحطة - تقليص هامش الربح لأرباب النقل . شبابيك المحطة الطرقية و الكورتية يشكل «الكورتي » مصدر قلق و إزعاج كبير و لا تربطه ،في الغالب، أية علاقة بأصحاب الشبابيك ، و قد أفاد رئيس جمعية خدمة المسافر (م.ف) للجريدة، «بأن الكورتية دخلاء و وسطاء على المحطة يضايقون المسافرين و يعملون على رفع أثمنة التذاكر ، الأمر الذي ينعكس على راحة المسافرين و طمأنينتهم و على سمعة المحطة بشكل عام». إن أصحاب الشبابيك يشتكون من عملية التوالد اليومي لهؤلاء الدخلاء على القطاع ، يشتغلون بشكل فوضوي و لايحترمون لا الشبابيك ولا إدارة المحطة و لا رجال الأمن. وعن سؤال موجه إلى إدارة المحطة الطرقية بخصوص تغاضيها عن الظاهرة، كان الجواب هو أن «الكورتية مسؤولة عنهم الشرطة و ليست إدارة المحطة انطلاقا من الظهير الصادر ب 6-12-1963 ، بشأن السير عبر الطرق في فصله الرابع و العشرين ، يعاقب بغرامة من 2000 إلى 10000 درهم و بالسجن من 6أيام إلى 6 أشهر، كل مخالف للقانون الذي يمنع تواجد الوسيط بين رب النقل و المسافر». إدارة المحطة طرقت باب جميع المسؤولين عن ظاهرة الكورتية كتابيا و شفويا من الوزارة الوصية على القطاع و من سلطات محلية بهدف إيجاد حل لهذه المعضلة التي تؤرق بال جميع المهتمين ، بالنظر إلى أن الظاهرة تبقى معقدة تتواجد بمعظم المحطات الطرقية . حلول مقترحة للقضاء على الظاهرة تقترح الجمعية بعض الحلول للقضاء على الظاهرة بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في العمل بشكل جدي. إحصاء جذري للكورتية و محاولة إدماجهم كمرشدين للشبابيك أو حاملي أمتعة ،بالإضافة إلى توزيع ساعات العمل فيما بينهم ، مع الإلتزام بالبذلة الموحدة ووضع الشارة لكي يكسبوا ثقة المسافر و إسداء الخدمة له بطريقة إيجابية تحترم سلامة و شروط العمل.