إننا نقف انبهارا أمام شجاعة الشعب السوري، ونشمئز من وحشية الرئيس بشار الأسد وحاشيته. لقد فقد السيد الأسد كامل الشرعية. ليظل السؤال المطروح الآن هو ماذا يمكن أن يقوم به المنتظم الدولي لدعم المعارضة ومطالبها بالحرية؟ الشعب السوري لم يستسلم، حيث شهد الأسبوع الماضي تنظيم أكبر المظاهرات منذ انطلاقتها قبل أربعة أشهر. لكن النظام لم يستسلم هو الآخر، إذ تم قتل 32 شخصا على يد قوات الأمن، مما رفع مجموع الضحايا منذ مارس الماضي إلى 1600 قتيل. من المستبعد تماما أن يتم القيام بأي تدخل عسكري، إذ أن الأمر أكثر تعقيدا مما عليه الوضع في ليبيا، بسبب ضعف الدعم الدولي. لكن بإمكان الولاياتالمتحدة وأوربا وباقي الدول ممارسة لامزيد من الضغوط. ومن جانبها، شرعت المعارضة في تنظيم صفوفها، حيث التقى 350 سوريا في إسطنبول من أجل تشكيل مجلس والتخطيط لمرحلة ما بعد رحيل السيد الأسد. ولقد قام السفيران الأمريكي والفرنسي بخطوة جيدة وهما يتحديان الحكومة ويوزران حماة الأسبوع الماضي من أجل تقديم الدعم المعنوي للمتظاهرين. وعندما هاجم أنصار الحكومة السفارتين الأمريكية والفرنسية، قالت كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون إن السيد الأسد «فقد الشرعية». لكن سرعان ما تم التقليل من حدة تلك الرسالة، إذ عبرت السيدة كلينتون نهاية الأسبوع الماضي في تركيا عن أملها في أن تتمكن المعارضة السورية من «إيجاد مخرج من خلال التعاون السلمي مع الحكومة من أجل مستقبل أفضل». وكما بعث وزراء أوربيون إشارة أمل جديدة يوم الإثنين وهم يحثونه على تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها. ولقد تبادلت واشنطن وأوربا محادثات على امتداد أسابيع بشأن تمديد العقوبات المفروضة على دمشق، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأرصدة الخاصة ببعض أفراد النظام. عليهم أن يدفعوا ألمانيا، إيطاليا، فرنسا وهولندا - أهم مستهلكي النفط السوري - إلى مقاطعة هذا المنتوج السوري. هاته الصادرات السورية محدودة لدرجة أن تعليقها لن يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط في الأسواق العالمية، لكن سيكون له تأثير كبير على دمشق. وينبغي على تركيا، التي تعتبر أحد أقرب الحلفاء إلى سوريا، أن تفرض عقوبات خاصة بها. أما جامعة الدول العربية، فهي المصيبة، إذ قام أمينها العام الجديد، نبيل العربي، الأسبوع الماضي بزيارة السيد الأسد في دمشق، ليشتكي في ما بعد من «التدخل الخارجيش في الشؤون السورية. كما ان سوريا ظلت تعرقل إدانة مجلس الأمن الدولي للقمع وبالتالي الحيلولة دون فرض عقوبات. لا يمكن أن تفاجئنا هذه الوقاحة، لكن ما دامت واشنطن وأوربا تبعثان برسائل متذبذبة، فإن موسكو وجامعة الدول العربية لن تشعرا بأن ثمة ضغوطا قد تدفعهما إلى تغيير موقفهما، كما أن السيد الأسد سيزيد اعتقاد بأنه بإمكانه الاستمرار. عن «نيويورك تايمز»