دعا المشاركون في ندوة دولية نظمت أول أمس الاربعاء بمراكش حول «التبعات الجيوبوليتيكية والإستراتيجية للثورات العربية»، إلى ضرورة إرساء ديمقراطية حقيقية تتماشى مع الديناميات الاجتماعية وطموحات المواطنين بالعالم العربي. كما أوصوا خلال اختتام أشغال هذه الندوة، التي نظمت بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الإستراتيجية، بحضور أزيد من 20 خبيرا ومسؤولا بمراكز الدراسات الاستراتيجية بأوروبا وأمريكا، بأهمية إعطاء الاولوية للحوار والتشاور كحل وسطي وسلمي لايجاد الحلول للنزاعات وحماية المنطقة من مخاطر انعدام الامن. وفي ظل الثورات التي يشهدها العالم العربي حاليا والتي من شأنها التأثير عل مستقبل المنطقة والعالم، شدد الخبراء على ضرورة تحسين ظروف تدبير الشأن العمومي من خلال احترام مبادئ الحكامة الجيدة والشفافية وتكافؤ الفرص، مع العمل على وضع ميكانيزمات للحوار تجمع كل القوى الممثلة للشعب. كما أكد المشاركون على ضرورة خلق مبادرات لفائدة الشباب لتشجيعهم على الانخراط في العمل السياسي وحث الحكومات على تحسين ظروفهم المعيشية. ودعا المشاركون المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الاوربي ،إلى تقديم شراكة اقتصادية وسياسية فعالة لفائدة الدول التي توجد في طريق التحول لمساعدتها على الاستقرار من خلال خلق برامج استثمارية موجهة تتماشى مع الحقائق السياسية والسوسيو-اقتصادية لكل دولة. ومن جهة أخرى، دعوا الى العمل على إعادة النظر في السياسات الاقتصادية العمومية والإجتماعية خاصة في ما يتعلق بسياسة التشغيل من أجل مواكبة تطور المجتمعات والاستجابة الى حاجيات المواطنين. كما اكدوا على أهمية التفكير في خلق نموذح للأمن بالحوض المتوسطي من خلال بنية أمنية وتعاونية أورو- متوسطية تساهم في تعزيز الثقة بين الشركاء وفتح المجال لتبادل اقتصادي وإنساني مثمر، وتعزيز الدور الايجابي للمجتمع الدولي المرتكز على دعم التنمية في إطار الاحترام التام لسيادة الدول واستقرارها. وناقش المشاركون مواضيع همت «التحديات الإستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، و«وقع التحولات بالعالم العربي حول الأمن بالحوض المتوسطي» و«التحولات والاستقرار بإفريقيا الشمالية (النزاع الليبي)»، و«الإرهاب والجريمة عبر الوطنية : تهديد للديمقراطية»، و«وقع الثورات العربية بالنسبة للدول العظمى»، و«من أجل رؤية جديدة حول الأمن بالحوض المتوسطي».