ظاهرة السرقة من داخل السيارات عن طريق استعمال مفاتيح مزورة أو بالكسر، أضحت أكثر السرقات شيوعا في الآونة الأخيرة بمدينة الجديدة، وتنامت بشكل لافت نظرا لصعوبة ضبط منفذيها في حالة تلبس بسبب اختيار أوقات متأخرة من الليل في تنفيذ عملياتهم ، بشكل لا يسمح لضحاياهم بالتعرف عليهم وضبطهم أو حتى تذكر ملامحهم في حالة ما إذا تم إفشال مخططاتهم الإجرامية، الشيء الذي يجعل جميع الشكايات المسجلة في هذا الإطار تقيد ضد مجهول دون أوصاف محددة! أمام تنامي هذه الظاهرة كثفت مصلحة الشرطة القضائية بالجديدة مجهوداتها للتصدي لها من خلال الحملات التطهيرية التي تقوم بها عناصرها خلال الفترة الليلية مؤازرة بعناصر من الهيئة الحضرية بتتبع ذوي السوابق في هذا النمط الإجرامي والقيام بمرقبات سرية ثابتة ومتحركة بالأماكن التي كانت مسرحا لعمليات السرقة. التحقيق مع مشتبه فيه يقود الى حل لغز السرقات نتيجة المجهودات المبذولة من طرف كافة الفرق و الأقسام التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية تمكنت الفرقة الليلية صبيحة يوم 18 مارس من ضبط المسمى عبد الله على متن دراجته النارية، وهو يتجول بحي سيدي موسى بحثا عن عملية ينفذها ، وبمجرد مشاهدته لسيارة الشرطة حاول الفرار إلا أن يقظة رجال الأمن حالت دون ذلك، حيث تمت مطاردته الى أن استسلم حيث ضبطت بحوزته إضافة الى الدراجة الهوائية ، منشفة من لحجم الكبير ومبراغ وبطاقتين وطنيتين في اسمي فتاتين، فتم وضعه تحت الحراسة النظرية. وفي إطار العمل التقني الذي تقوم به فرقة مسرح الجريمة لرفع البصمات المنزوعة موضوع السرقة ونتيجة البحث الذي توصلت به المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية من طرف المختبر العلمي للشرطة، والتي تخص سيارة من نوع كونغو في ملكية رضوان والتي استهدفت للسرقة من داخلها على مستوى شارع المسيرة بالجديدة، عبر كسر زجاجها والتي أفضت نتيجتها الى أن صاحب البصمة هو عبد الله وبعد مواجهته بها وبصورته المرفوقة بالتقرير لم يجد بدا من الاعتلراف باقترافه لفعل السرقة الذي استهدف السيارة المذكورة، مضيفا أنه نفذ العديد من السرقات من داخل السيارات ، حيث تم الإستماع الى بعضهم و تعذر الإستماع الى آخرين ، فيما لم يتمكن عبد الله من تذكر جميع السرقات، فتم الإنتقال معه الى منزل مهجور كان يتخذه مسكنا له من أجل إجراء بحث في موضوع السرقة، والذي لم يسفر عن أي شيء نظرا لكون كل المسروقات التي كان يستولي عليها يتخلص منها ببيعها خارج مدينة الجديدة بدرب غلف. المشتبه فيه يعترف باستعماله مفاتيح مزورة والكسر في عملياته وبعد أن وجد نفسه محاصرا بالعديد من الأشياء التي تدينه، لم يجد عبد الله بدا من الإعتراف بكل السرقات التي قام بها من داخل السيارات عن طريق استعمال مفاتيح مزورة أو الكسر، حيث أكد أنه أمام تزايد مصاريفه اليومية لم يجد بدا من التعاطي الى السرقة من داخل السيارات، وشجعه في ذلك عدم توفره على سكن قار واقتناؤه لمفاتيح مزورة من الباعة المتجولين بسوق الخردة التي بواسطتها استطاع تنفيذ عدة عمليات ناجحة قبل أن يتم ضبطه وإيقافه متحوزا بما ذكر. وقد أوضح بأنه كان ينفذ جل عملياته بالأحياء التي تعرف قلة حركة المارة وضعف الإنارة وكان يختار السيارات العادية التي لا تتوفر على منبه لسهولة فتحها دون إثارة الإنتباه لعمليات أخرى ناجحة وأخرى فاشلة إما باستعماله لمفاتيح مزورة لسيارات لا تتوفر على منبه أو كسر زجاجتها الثلاثية الخلفية باستعمال المنشفة لإزالة أثر الكسر والضجة المنبعثة منها ، ويستولي منها على جهاز راديو كاسيط والأشياء الأخرى كالهواتف النقالة والألبسة. وعن المسروقات التي يحصل عليها من هذه العمليات، فقد أفاد بأنه كان يبيعها بسوق الخردة بدرب غلف بمدينة البيضاء حتى لا ينكشف أمره. وبعد استكمال البحث، أحيل المتهم على المدعي العام لدى محكمة الإستئناف بالجديدة الذي تابعه من أجل السرقة الموصوفة بواسطة الكسر واستعمال مفاتيح مزورة والكسر المقرون بالليل وأحاله على غرفة الجنايات من أجل محاكمته طبقا للقانون.