منذ يوم الإثنين الماضي 4 يوليوز وطيلة الأسبوع إلى حدود يوم الجمعة ,عرفت المراكز العمالية بخريبكة،حطان،بوجنيبة ووادي زم أحداثا دامية ومواجهات عنيفة بين القوات العمومية من درك ملكي وأمن عمومي والقوات المساعدة وبين أبناء المتقاعدين الفوسفاطيين وشباب المنطقة، بعدما تأخرت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في تنفيذ وعودها وإلتزماتها... وهكذا هاجم مجموعة من شباب خريبكة مقتصدية المكتب الشريف للفوسفاط وأتلفوا كل المواد الغذائية وكسروا أبوابها وخربوا مكاتبها وأحرقوا مجموعة من حاويات الأزبال أمام مقر الإدارة المركزية لإستغلال الفوسفاط. ولولا تدخل القوات العمومية لكانت الخسائر أكبر. وفي مدينة حطان التي تبعد حوالي 15 كلم جنوب مدينة خريبكة عاشت هي الأخرى أحداثا دموية وتخريبا ممنهجا، حيث تم إحراق الباشوية وسيارة الدرك الملكي وتخريب المسبح الذي أنهى المكتب الشريف للفوسفاط بناءه وقدرت الخسائر بأكثر من 1 مليار سنتيم، كما تم وضع متاريس في الشارع الرئيسي للمدينة لمنع القوات العمومية من التدخل. وكانت مواجهات عنيفة استعملت فيها خراطيم المياه الساخنة والقنابل المسيلة للدموع . وفي مدينة بوجنيبة التي تبعد بحوالي 12 كلم شرق مدينة خريبكة، كانت المواجهات أعنف, حيث تم إحراق مستوصف تابع للفوسفاط ومقر رئيس القرية الفوسفاطية وباشوية المدينة وتكسير واجهات بعض الدكاكين. كما تم الإعتداء على باشا المدينة وعلى مجموعة من المواطنين.. حتى تذكار المقاومة في مدخل المدينة تعرض للإتلاف . استعملت في المواجهات بين المتظاهرين والقوات العمومية الحجارة والقنابل المسيلة للدموع والحارقة ونجم عنها إصابات بليغة،حيث نقل الضحايا إلى المستشفى الإقليمي بخريبكة. وفي مدينة وادي زم كانت الإحتجاجات حضارية? حيث اعتصم المعطلون والتقنيون في المدينة وطالبوا بالإدماج وحل مشاكلهم العالقة ... وبشكل مفاجىء قام الجنرال دوكوردارمي حسني بن سليمان بزيارة مفاجئة لبلدية حطان على متن طائرة هيلكوبتر والتي حلقت فوق المحتجين، لمتابعة الأحداث عن قرب... وحسب الحصيلة الأولوية, فإن عدد المصابين في هذه الأحداث تجاوزت المائة منها حوالي أربعين فردا من القوات العمومية وأكثر من ستين من المتظاهرين الذين رفضوا الإلتحاق بالمستشفى, خوفا من الإعتقال. كما تم اعتقال 15 متظاهرا إلى حدود يوم الجمعة منهم 8 من بوجنيبة و5 من حطان و2 من خريبكة للتحقيق معهم وإحالتهم على النيابة العامة. وفي نفس الأسبوع وبينما الأحداث الدامية جارية في مختلف المراكز الفوسفاطية أحيلت المجموعة 15 على محكمة الإستئناف يوم الأربعاء الماضي في جلسة خامسة حضر منهم 7 وغاب 8 نتيجة وضعيتهم الصحية المتردية جراء الإضراب عن الطعام منذ 25 ماي الماضي. ونظرا لهذا الوضع تم تأجيل الملف إلى يوم 20 يوليوز المقبل. كما قامت عائلاتهم بوقفات احتجاجية وإعتصامات أمام المحكمة من أجل إطلاق سراح أبنائهم. وأصدرت لجنة الدعم بيانا في الموضوع... وترجع شرارة أحداث هذا الأسبوع الدامي إلى مخلفات أحداث 15 مارس و13 ماي الماضيين بسبب التشغيل داخل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والوعود التي قدمت لشباب المنطقة. الشرارة انطلقت مع توصل بعض الشباب باستدعاءات العمل المباشر واستدعاءات التكوين والتي ستنطلق حسب الإستدعاءات يوم 8 غشت المقبل. ونظرا للتمييز بين الشباب في التشغيل, حيث تبين أن هناك معايير مزاجية في الإختيار والإقصاء وعدم احترام المواعيد، هي التي أججت أحداث هذا الأسبوع... فهل ستتدخل الإدارة الفوسفاطية والترابية في إصلاح الأخطاء؟؟ أم أنها ستزيد من التوتر وتأجيج الاحتجاج !!!.