أصبحت القاعدة العسكرية الزاخرة بصناديق الذخيرة في صحراء شرق ليبيا والتي كانت سرية يوما ما, مفتوحة الآن أمام من يبحث عن طريقة سهلة للحصول على ذخيرة مجانية. كانت المنشأة المحاطة بحقل ألغام تخضع من قبل لحراسة مشددة من جانب قوات الزعيم معمر القذافي الى ان فرت هذه القوات عندما تعرض الموقع لضربة جوية من حلف شمال الاطلسي في فترة سابقة من الحرب. وفي ظل بقاء اغلب مستودعاتها سليمة بات يتردد على القاعدة الواقعة قرب بلدة اجدابيا التي تسيطر عليها المعارضة زوار من نوعيات مختلفة يتراوحون من اللصوص الذين يبحثون على المخلفات المعدنية إلى شخصيات أكثر غموضا. وتتركز مخاوف الغرب على مواقع مهجورة مثل هذه القاعدة, حيث يخشى أن يقع مخزون الاسلحة والذخيرة الليبية في ايد خاطئة في وقت تنتعش فيه التجارة العالمية في الاسلحة في السوق السوداء من افريقيا الى امريكا اللاتينية. ويقول خبراء إن هذا الموقع شأنه شأن عشرات القواعد العسكرية الليبية غير المؤمنة قد يجتذب الجماعات المتشددة وعصابات الجريمة المنظمة. وتستفيد قوات المعارضة من مخزون الاسلحة أيضا لاسيما لصنع اسلحة بدائية لاستخدامها في القتال على الجبهة. وعندما زارت رويترز موقع اجدابيا الاسبوع الماضي شاهد طاقمها مجموعات من الرجال يخفون وجوههم خلف أغطية رأس وهم يسرعون بالدخول إلى التحصينات لاقتناص الذخيرة. وسرعان ما توارت شاحنتهم الخفيفة عن الانظار لتتخلف عنها سحب من الغبار في جو المكان بعدما حمل الرجال على ظهرها ما لا يقل عن عشرة صناديق من قذائف الدبابات. وكان من المستحيل التحقق من هويتهم. وقال فريد جراس المدير الميداني بالمجموعة الاستشارية للالغام /ماج/ وهي منظمة غير حكومية تعمل لازالة القذائف التي لم تنفجر وتأمين مواقع مثل هذا الموقع «لا احد يحمي هذه المواقع.» «انها اطنان واطنان من القذائف وصناديق وصناديق من الذخيرة. أشخاص كثيرون أتوا الى هنا ونحن نراهم طوال الوقت.» وفي مستودع آخر كانت هناك مئات الصناديق الخشبية المخزنة التي تحوي قذائف مدفعية مضادة للدبابات صنعت في الاتحاد السوفيتي في السبعينيات. وكانت بعض الصناديق فارغة. ومع دخول الحرب الليبية شهرها الخامس يعبر المسؤولون الامريكيون عن قلقهم من تقارير تفيد بأن القاعدة ربما تكون تهرب بالفعل اسلحة من ليبيا ونقلت وزارة الخارجية الامريكية مخاوفها هذه الى المعارضة الليبية. وابلغ مسؤول غربي مقيم في المنطقة رويترز أن احد المخاوف هو حصول القاعدة على انواع من المتفجرات من مخزونات الاسلحة الليبية. وقال «انها قطعا مبعث قلق.»وقال خبير غربي آخر ان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وهو جناح القاعدة في شمال افريقيا ربما يكون قد وضع عينيه بالفعل على بعض المخزونات. وقال المصدر الذي تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته «هناك بالقطع خطورة في ان ما يؤخذ «من اسلحة» لا يذهب الى الجبهة. كانت هذه مشكلة ضخمة في العراق حيث استخدمت الذخيرة المنهوبة بشكل مكثف في صنع العبوات الناسفة بالاضافة الى وجودها في اماكن اخرى. «لا يوجد دليل قوي بعد لكنني سمعت شائعات عن ان القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي لديها بالفعل بعض انظمة الدفاع الجوي التي يحملها الافراد.» وانتج كثير من اسلحة القذافي وذخيرته في مصانع بشرق اوروبا وروسيا. وفي منشأة اجدابيا التي يوجد بها35 مستودعا وحدها يوجد مئات من الصناديق الخشبية التي تحوي القنابل اليدوية والصواريخ والمتفجرات والذخائر الاخرى. وتطالب منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها الولاياتالمتحدة المعارضة بحماية مستودعات الذخيرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها. «الاسلحة قد تشكل ايضا خطرا مباشرا على المدنيين اذا استخدمها اشخاص غير مدربين وجماعات متمردة قد تسيء استخدامها او اخرون يرغبون في الانخراط في انشطة ارهابية.»ويقول المجلس الوطني الانتقالي المعارض في معقله الساحلي ببنغازي انه يبذل قصارى جهده لتأمين المواقع الحساسة? لكن في ظل الصعوبة التي تواجهها قواته في استعادة زمام المبادرة من قوات القذافي على عدة جبهات فان اولوياته تتركز على امور اخرى. وقال مصدر بالمعارضة «نحن نناقش ماذا نفعل بمخزونات الاسلحة. نتمنى استخدامها.» وبالاخذ في الاعتبار ابوابها المفتوحة على مصراعيها وعدم وجود حراس عليها فمن المستحيل قطعا تحديد هوية الزائرين. ويعتقد ان بعض الزائرين ينتمون لعناصر من المعارضة نفسها الذين يبحثون عن ذخيرة لاستخدامها في انتاج اسلحة بدائية الصنع. لكن المعارضين ليست لديهم اسلحة متطورة لذلك, فالذخائر الاكثر تطورا في مستودعات القذافي ليست مفيدة بالنسبة لهم. كما نهب المدنيون الموقع حيث يقومون بجمع المخلفات المعدنية خاصة النحاس والالمينيوم وهما من السلع القيمة في وقت لا تدفع فيه الاجور ويلاقي كثير من الاسر صعوبة في الوفاء باحتياجاتها. ويبحث آخرون عن الالغام المضادة للمركبات لاستخدام المواد الناسفة في صنع متفجرات بدائية يستخدمها صيادو بنغازي على نطاق واسع لصيد الاسماك. والخطر الرئيسي بالنسبة للجماعات غير الهادفة للربح التي تعمل لتأمين مثل هذه المواقع هم المدنيون الذين يلقون حتفهم خلال بحثهم بين قطع الذخيرة التي تنفجر فيهم. ويعتقد أن مئات الاشخاص قتلوا في مثل هذه الحوادث منذ بداية الصراع في فبراير شباط. ويعمل جراس وفريقه وسط مواقع الذخيرة لتطيرها من العتاد الذي لم ينفجر في اطار برنامج اوسع تنسقه الاممالمتحدة. وقال جراس بينما كان يشير الى طابور لا نهاية له من مستودعات الذخيرة «على شخص ما في حكومة «المعارضة» ان يقرر ماذا «يمكن العمل»في هذا ...هل ربما يتعين علينا تفجيرها كي لا تستولي عليها قوات القذافي... أم هل تكون للجيش المقبل... علينا أن نترقب ونرى .