يعاني فلاحو منطقة الحصبة 2 3 ، جماعة مول البركي بإقليم آسفي هذه السنة ، من مشاكل كثيرة تهدد مصالحهم، بل إن البعض منهم اعتبر بأن الأمر يتعلق فعلا بكارثة ستكبدهم خسائر مالية جسيمة كل بحسب مساحة زراعته لمادة الشمندر. ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر الاستفادة من آلة قلع الشمندر السكري وتحديد جدول زمني لذلك، بحسب مايتماشى مع مصلحة الجميع، وفي الوقت الذي انتظر الفلاحون ترجمة الوعود التي أعطاها لهم المرشد الفلاحي بشأن إيجاد حل لمشكل القلع على أرض الواقع، فوجئ الجميع بتحويل وجهة آلات القلع إلى حقول كبار الفلاحين، خاصة أحد المحظوظين هناك، في الوقت الذي تركت محاصيلهم عرضة للإتلاف تحت الأرض مما سيكبدهم خسارة تضاف إلى باقي الخسائر التي تكبدوها من قبل! وفي زيارة للجريدة إلى الحقول المتضررة ، وقفت على حجم الكارثة وسجلت احتجاج الفلاحين، ليس فقط على المسؤولين في وزارة الفلاحة، بل أيضا على الشركة الزبون وطريقة تعاملها معهم، واحتجوا أيضا على السلطات المحلية ، حيث قالوا إنه من الواجب أن تتدخل لإيجاد حل للمشكل المطروح قبل أن تستفحل الأمور وتتطور. احتجاج الفلاحين على سياسة الكيل بمكيالين في تعامل المسؤولين مع مصالحهم، فسروها بكون البعض من المزارعين المحظوظين المقربين ، لهم القدرة على تعبئة صغار الفلاحين ودفعهم إلى زراعة الشمندر السكري وعدم تعويضه بزراعات أخرى حماية لمصالح الشركة محتكرة التصنيع! لكن المزارعين اعتبروا أن الأمر يتعلق ب «تواطؤ» مكشوف ضد مصالحهم وبأنهم سيتحركون في اتجاه الدفاع عن مصالحهم بعيدا عن سماسرة الشمندر. وفي حديث لمجموعة من المزارعين إلى الجريدة ، اعتبروا أنه بالإضافة إلى مشكل القلع والخسارة التي يتكبدوها الآن والتي تستوجب تدخلا عاجلا لإيجاد حل للمشكل وإنصافهم، فإن هناك مشاكل أخرى تستوجب التدخل العاجل لحلها، ولعل من أهمها، بحسب تصريحاتهم، ارتفاع تكلفة إنتاج الشمندر السكري والذي لم يواكبه ارتفاع في ثمن المنتوج الذي بقي قارا منذ عدة سنوات، إضافة إلى غياب مراقبة أسعار المواد الفلاحية، وهو ما جعل الفلاحين ضحية للمضاربين والسماسرة والإجهاز على جيوب الفلاحين من خلال ضبابية استخلاص نسبة الحلاوة وكمية الوزن ، الأمر الذي يستدعي ، بحسب الفلاحين، مراقبة أسعار المواد الفلاحية وزجر كل المتلاعبين بكرامة الفلاح ودعم المواد الفلاحية بجميع أصنافها للتخفيف من تكلفة الإنتاج والرفع من ثمن الشمندر السكري. وفي انتظار أن يتحرك المسؤولون في اتجاه إيجاد حل عاجل لمشكل جني شمندر صغار الفلاحين الذي ترك تحت الأرض عرضة للإتلاف، وفي انتظار فتح حوار حقيقي مع الفلاحين لإيجاد حلول عملية للمشاكل العالقة، تبقى الأوضاع غامضة والأجواء ساخنة بمنطقة مول البركي وتزيد من سخونتها حرارة الصيف وجشع المضاربين.