بعد الكتاب الأول الذي صدر له سنة 2009 بعنوان «مهدوية ابن أبي محلي الفيلالي ومخطوطه تقييد في التعريف بمدينة سجلماسة»، صدر للباحث سعيد واحيحي كتاب جديد في البيبليوغرافيا عن منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي بعنوان «تافيلالت الكبرى مقاربة بيبليوغرافية». الكتاب الذي يغطي بين دفتيه 159 صفحة من القطع المتوسط، يقدمه للقراء الأستاذ هاشم العلوي القاسمي قائلا: «كان الأستاذ سعيد واحيحي في هذا العمل باحثا ومحللا بروح غيورة محلية، فهو إبن بار لبلده الرشيدية وإقليمها حاليا، يعمل جهد المستطاع وأكثر على إبراز «الشخصية» المحلية الإقليمية، فكانت حقيقة عمله تدور على هذا المحور وهذا التوجه، فقارئ عمله والمطلع عليه يشعر بحرارة الارتباط بمسقط رأسه، فهو قارئ لتاريخ بلده، ومؤرخ لجهته... رغم ما يلف هذا العمل من صعوبة ومشقة». يقول الكاتب عن كتابه الجديد: «توخينا من الفهرس البيبليوغرافي الذي نضعه بين أيدي الباحثين والدارسين وعموم القراء حول حاضرة سجلماسة وإقليمها/تافيلالت الكبرى، تسهيل مأمورية البحث خدمة للبحث العلمي، وإيجاد ذاكرة للاستمرارية، وأن يجد القارئ المهتم في تضاعفيه استعراضا لجملة من المصنفات والكتب والمقالات التي ألفها وحررها علماء، فقهاء، كتاب، أدباء، باحثون، رحالة، ضباط عسكريون وصحافيون... ينتسبون إلى جنسيات مختلفة حول الإقليم، مقدمين أهم ما يميزه سواء من الناحية الاقتصادية، الاجتماعية، الدينية، الفنية، الأدبية، العلمية والعمرانية... وتقصوا وتتبعوا بطريقتهم الخاصة أوضاع الإقليم وحاضرته سجلماسة، فوصفوا البنايات والمواقع، كما رصدوا التنوع المدهش لمكونات الإقليم سواء منها البشرية أو التقاليد والعادات، ووفرة الإنتاج... وأن يكون -الفهرس البيبليوغرافي مدخلا لبناء ذهنية علمية تستطيع استيعاب التطورات، وفهم التحولات، ورفع التحديات، لإخراج الإقليم من عزلته وها مشيته، وإعطاء دينامية حقيقية للجهوية الموسعة، وهذا البناء لن يتأتى إلا عبر قراءة متأنية للماضي، ورد الاعتبار للعلم والمعرفة ليقوما بأدوارهما التنموية من خلال تشجيع البحث العلمي ودور الجامعة في العملية الإنتاجية ? التنموية، وفتح المجال للمجتمع المدني، وبناء مواطن الذي يفترض فيه أن ينتقل من هامش الوجود إلى صميمه. ورغم المشاكل التي اعترضتنا في جمعه وتصنيفه وتبويبه وفقا للمعايير العلمية المطلوبة، فإن هذا العمل بداية كشف لمنجم معرفي ظل في طي الكتمان والتهميش، وأداة من أدوات الاشتغال لكل من يود جعل تافيلالت موضع المسائلة العلمية والموضوعية (باحثين ودارسين ومؤسسات حكومية وغير حكومية) لتحقيق التنمية الحقيقية بما للكلمة من معنى بعيدا عن الوصفات الجاهزة».