نشرنا يوم أمس هذا المقال قبل تصحيحه ، واحتراما واعتذارا للقراء ولمن كتب دفاعا عنهما نعيد نشره، مصححا! الذين استمعوا إلى كلام محمد زيان في تجمعه بتازة، والذي تنقله «يوتوب»، لن يتساءل ما إذا كان النقيب في كامل قواه العقلية واللسانية، بل يتساءل ما الذي بقي منه كمحامي ورجل قانون وكإنسان ناطق؟ فكل الكلام الذي فاه به، يعيد طرح السؤال عن «المخرج» الذي خرج منه ذلك اللغو النتن. فقد سمعناه وهو يقول لأحد الحضور في تجمعه، سأله عن السرفاتي «سير اتق..انت واياه، سير اتق.. انت واياه.» ورددها مثل وِرْد غريزي متقيح، قبل أن يضيف وهو يرغي ويزبد «أنا تنخ... (تليها روائح كريهة)، عليك وعليه». ما الذي سيجدي الدستور من كل هذا الزبل الوطني المتراكم؟ ما الذي يمكن أن يقنع المغاربة بأن قياديا مثل هذا سيكون قيمة إضافية إلى السياسة والدستور؟ هل علينا أن نشترى في كل حملة .. معطرا للجو؟ هل علينا أن نبدع بالفعل .. حفاظات طبية «ليكوش».. للسان ، وأن نضع في فم بعض السياسيين «طالك» ؟ هل من قدر المغاربة أن لا يميزوا وجه بعض الساسة .. من قفاهم، ولا يعرفون مداخل النطق ولا مخارجه؟ هناك ما يثير القرف بالفعل من أن تنزل السياسة إلى ما تحت...المرحاض ،، حتى أنه يصح أن نطرح السؤال على مفتي الديار، ألا ينقض كلام زيان الوضوء.. لمن استمع إليه وليس له بالطبع؟ وتحدث النقيب عن دولة القرودا وهو يتكلم عن اليوسفي، وعن القرودا الذين حكموا المغرب، وعن أشياء يندى لها جبين أحط الناس، فبالأحرى من هم أنبل الناس. يا إلهي لماذا تعاقبنا بمثل هؤلاء، حتى نشعر أننا قد لا نستحق إنسانيتنا، لأنك وضعت من بيننا ومنا هؤلاء. فيا إله الجاموس والضفادع والببغاوات والنوق والقردة والضباع، يا إله الديناصورات و بنات آوى، يا إله الألسن كلها، لماذا تترك بيننا ألسنة من هذه الطينة، لا خشب فيها ولا إسمنت ولا حتى عود ثقاب.. ؟ لماذا يا إلهي، لماذا وحدنا يخرج المهرجون من سيركهم ويتنقلون إلى .. الدستور، يحملون مرايا التراجيديا التي تصيبنا اليوم لكي نرى الكوميديا والمسخرة، ويحملون مرآة الكوميديا المسخرة في حياتنا السياسية لكي نرى التراجيديا التي تعطبنا. السرفاتي أشرف بكثير من أمثال من يعتقدون أن المهرج إذا ما هو اجتهد طويلا يمكنه أن .. يصبح إنسانا وربما إنسانا سياسيا. والسرفاتي أشرف بنضاله وقوة إيمانه، بالرغم من كل الاختلاف، وهو حقيقة مفخرة عوض المهازل التي ابتلينا بها. أما اليوسفي فقد عرفه المغاربة بما يكفي، ويعرفون أن الذين سعوا إلى تقزيمه، رجعوا إلى ما طالبهم به دوما. والتاريخ لا يعرف زيان، ولو في الرسوم المتحركة على مسرح السياسة. ولكن نحصل في النهاية على... ما يشبه السياسي فقط، مع التقسيط المريح طبعا.