ينص الفصل 403 من القانون الجنائي على أنه: «إذا كان الجرح أو الضرب أو غيرهما من وسائل العنف أو الإيذاء أو العنف قد ارتكب عمدا، ولكن دون نية القتل، ومع ذلك ترتب عنه الموت، فإن العقوبة تكون السجن من 10 إلى 20 سنة. وفي حالة توفر سبق الإصرار والترصد أو استعمال السلاح، تكون العقوبة السجن المؤبد». بالفقرة الأولى من هذا الفصل تمت متابعة شابين من جماعة بن معاشو أمام غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بسطات وإدانتهما من أجل المنسوب إليهما وحكمت على كل واحد منهما بخمسة عشر (15) عاما يقضيانها بسجن عين مومن الفلاحي بسطات. تعود وقائع القضية إلى ليلة عيد رمضان الماضي حيث جاء الضحية الشاب عند أسرته بمناسبة حلول العيد المبارك، لكنه مع الأسف لم يحظ بفرحته ولاهم معه، لما وقع له من أحد أبناء الدوار الذي يتاجر في الكيف والذي كان الهالك قد أقرضه 3500 درهم، وعندما رآه يخفي كيسا من المخدرات بالقرب من مسكنه عاتبه على ذلك قائلا« قد يشك الدرك فيه أو في أخيه»، لكن المذنب واجهه بكلام قبيح ، فذكره الضحية بما عليه من دين، وهو ما لم يتقبله المدين فأخرج سكينا وحاول طعنه به ، لكن الضحية تمكن من نزعه له وضربه برأسه ليسقط أرضا، إلا أن صديق المدين الذي لم ينتبه إليه الهالك باغته بطعنة ب «تورنوفيس» في الجانب الأيمن من رأسه (صدغه) ليفقد توازنه فيسرع الجاني ويحمل حجرة كبيرة ويهوي بها على رأس الضحية الذي لم يقم من مكانه. أحد الشاهدين الحاضرين أدليا بتصريحاتهما للدرك وبشهاداتهما أمام هيئة غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بسطات بادر إلى المناداة على أخ الضحية الذي حمله على وجه السرعة إلى المستشفى الاقليمي بسطات لتلقي الاسعافات الأولية، لكن إصابته كانت خطيرة ليتم نقله للمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء حيث أجريت له عمليتان جراحيتان لإنقاذه من الموت، لكن قدرة الله فوق كل شيء، إذ مات بعد شهرين من دخوله في غيبوبة. تكلف بالقضية رجال درك أولاد عبو الذين أنجزوا المسطرة على الوجه القانوني وقدموا المعتديين اللذين تمت متابعتهما ومحاكمتهما وإدانتهما من أجل المنسوب إليهما وإيداعهما بالسجن، مع الحكم بالأداء ، تضامنا فيما بينهما، تعويضا مدنيا لذوي حقوق الهالك.