ومازالت التكريمات تهطل هنا وهناك على روح فقيدي المسرح: حسن الصقلي ومحمد سعيد عفيفي، أخيرها وليس آخرها التكريم الذي نُظم يوم الخميس تاسع يونيو بالمشور -الحبوس-البيضاء، بإيعاز من «جمعية ثقافات وفنون» و«مؤسسة امجيد» و«جمعية قدماء التلاميذ البيضاويين للدار البيضاء» مايسترعي الانتباه أن الجمهوركان غفيرا ومن مشارب أدبية،علمية ثقافية وفنية متعددة.كان من أهل المسرح عميده الطيب الصديقي ومن أهل الطرب الحاج يونس ومولاي عبد العزيز الطاهري ومن الإخراج حسن بنجلون، ومن الرسامين الفنانين عبد الرحمن رحول و ربيعة الشاهد..و عبد القادر لعرج و حنينو ولبدك وعبد اللطيف الزين وعبد الكريم غطاس،فضلا عن وسائل الاعلام على اختلافها وفعاليات ،أعتذر عن إيراد أسمائها لضعف الذاكرة وضيق الحيز. باسمهما وإليهما ومن.. وإلى كل عاشقي المسرح وعطاء أوشخصية الفقيدين محمد سعيد عفيفي وحسن الصقلي، بدأ حفل التكريم، في ليلة ليست كباقي الليالي،ليلة الوفاء والعهد على السير على درب منْ عبّد طريق المسرح، من أثّث بيته، من اجترأ على معالجة قضاياه بكل عزم وإرادة وصلابة وحب وتفان. وكانت كلماتٌ ألقيت،وشهادات تهاطلت كالشآبيب على روح حسن الصقلي ومحمد سعيد عفيفي، ذكّرت بفضلهما وتفانيهما في الذهاب بعيدا بمسرحنا.ومن جانبها،ومشاطرة منها الحب ليلة هذا الحدث الشجي، اهتبلت «الخطوط الملكية الجوية» الفرصة لتهب تذكرتيْ سفر في اتجاه ڤارسوڤيا للسيدتين كريمة عفيفي ونجاة الصقلي. وفي كلمة للسيدة كريمة عفيفي قالت«لا أتمالك نفسي أمام هذه المشاهد التكريمية، أنا بحاجة للبكاء فرحا،رحمة للرجلين وامتنانا لهذا الحضور الطيب،ولو شئت أن أشكر المكرِّمين ماوسعني الوقت ولا الكلِم الطيب.» أما السيدة نجاة الصقلي فقالت،«تحية كبيرة ألقيها للجميع لمن ساهم وساعد على نجاح هذه التظاهرة التي نظمت تحت الرعاية الشرفية للأمير مولاي رشيد.ولايفوتني أن أنوه بالمؤسسات التي بذلت جهدا جهيدا من أجل رجليْ مسرح استثنائيين،وأخص بحرارة «مؤسسة ثقافات وفنون» في شخص الأستاذ الدكتور زهير قمري، هذا الرجل الذي يجند نفسه دوما، جاعلا إمكانياته وطاقاته رهن الإشارة،لايريد جزاء ولا شكورا.». وفي هذه الأجواء التي تعبق بروح الإخاء والصداقة والمحبة،تقدمت مؤسسة الجامعي-بدورها- في شخص السيد أحمد الجامعي بهبة مالية رمزية عبارة عن شيك برصيد يناهزمئة ألف درهم لكل من زوجتي الفقيدين،كما انتدبت هذه الجمعية المواطِنة نفسها لإعداد عشاء ليلة الوفاء،في الوقت الذي تتأسف فيه زوجتا الفقيدين على أن إحدى الجمعيات الحاضرة حبّست رصيدالصا لحها كان -بحسب رأيهما- وقفا عليهما.ولم يفوّت الرسامون هذه الفرصة ليجعلوا تكريم هذين الرجلين في هذه الليلة الغراء تكريما شاعريا مؤثرا وذلك بهبة ريع مداخيل لوحاتهم لعقيلتيْ الراحلين.