تتوحد آراء عدة فاعلين في الحقل الرياضي، حول فكرة إيلاء الرياضة الشاطئية والمائية اهتماما موسعا يليق بحجم ما تحظى به من متابعة جماهيرية كبيرة. أصوات عديدة تناشد الجهات المسؤولة بالتفكير في تخصيص مساحات من شواطئنا لإقامة ملاعب وتجهيزات للتنشيط الرياضي، في أفق ترسيم الممارسة الرياضية في شواطئنا ووسط أمواج بحارها. في هذه الصفحة، كان للجريدة لقاء مع محمد بنمسوس رئيس جمعية مارينا فضالة للجيت سكي، الجمعية التي دأبت منذ مدة على تنظيم العديد من التظاهرات الرياضية في شاطئ سابليت بالمحمدية، ولقاء مع مصطفى الحداوي مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية، الذي يرى أنه بإمكان تنظيم بطولة وطنية على طول السواحل المغربية: يسعى محمد بنمسعود، بطموح كبير، للإسهام في الارتقاء بالرياضة في شواطئنا لمرحلة التنظيم الجيد، المبني على أسس هيكلية وبنيات تحتية مفتوحة لكل الأنواع الرياضية، المائية أو التي تجرى فوق الرمال. في هذا الصدد يوضح: «أعتقد أن شواطئنا الممتدة من الشمال لأقصى الجنوب الصحراوي، بإمكانها احتضان حركية رياضية منتظمة ومفيدة لكل العاشقين للبحر ولشواطئه. نحن نتطلع، ونحلم بيوم نرى ملاعب وتجهيزات رياضية قائمة فوق رمال شواطئنا، كما هو معمول به في الدول الأوربية والأمريكية. ماذا يمنعنا من تخصيص مساحات رملية لإنجاز ملاعب، يمكن أن تحتضن مختلف الأنواع الرياضية ككرة القدم والكرة الطائرة، والسلة والريكبي السباعي، والتنس، تحضر إلى جانب الرياضات الأخرى المائية كالجيت سكي، الزوارق الشراعية، ركوب الموج أو السباحة؟ في رأيي المتواضع، يمكن لشواطئنا أن تعوض بشكل جيد وناجع الخصاص الذي تعاني منه الرياضات الممارسة في البر، ويكفي أن يقف المرء على الإقبال الكبير الذي تشهده بعض التظاهرات الرياضية التي تحتضنها شواطئنا، ليتأكد أن المستقبل يفتح ذراعيه برحابة لمثل هاته الرياضات الشاطئية. لقد ضاقت ملاعبنا بالاكتظاظ الذي تشهده جراء ارتفاع عدد مستعمليها، ففي المحمدية مثلا، فملعب البشير لا يمكن للأطفال والصغار ولا حتى الشبان استغلاله، لكون ضوابط عديدة تتحكم في تدبيره وتسييره، خاصة منها مسطرة استغلاله من طرف فريقين اثنين فقط هما شباب واتحاد المحمدية بحكم انتمائهما لبطولة النخبة، هناك ملعب العاليا المترب، الذي يبقى الملاذ الوحيد لآلاف الرياضيين، الذين يتزاحمون فوق تربته الخشنة للتداريب ولإجراء المباريات.. هذا فيما يتعلق بكرة القدم، في الكرة الطائرة أو اليد أو السلة، ليس هناك قاعة مغطاة، والأمثلة كثيرة في هذا الباب.. من هنا، يتضح أن فكرة إحداث ملاعب في الشاطئ، بإمكانها سد الفراغ، ومنح الفرصة لآلف الأطفال والشباب لممارسة هواياتهم الرياضية. كنا نأمل، كمسؤولين عن جمعيات تشتغل في الشاطئ والبحر، أن تقوم الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع بدعم جهودنا، وتوحيد رؤانا، لكنها للأسف، تظل غائبة ونجهل كل شيئ عنها. في جمعية مارينا فضالة للجيت سكي، التي أتشرف برئاستها، ندرك جيدا أهمية الموضوع، ولأجل ذلك، دئبنا دائما في كل التظاهرات الخاصة برياضة الجيت سكي، أن نزجها بتنظيم أنشطة تخص مختلف الرياضات الأخرى، ككرة القدم الشاطئية، والكرة الطائرة، وغيرهما، لفسح المجال لكل الميولات والرغبات، وكان آخر عمل نظمناه، في الأسبوع الماضي، الخاص بسباق في رياضة الجيت سكي استعدادا للبطولة الوطنية التي نتشرف باحتضانها في شاطئ سابليت بالمحمدية في منتصف شهر يوليوز القادم، مناسبة حولنا خلالها رمال شاطئ سابليت لملعب كبير تنافست فوق رماله فرق تمثل كل الأنواع الرياضية، وخلف ذلك استحسانا واسعا..»