تلقى تلاميذ وأطر الثانوية التأهيلية محمد الخامس بويسلان نبأ تصفية الكلب الشهير بالمؤسسة، بعدما أصبح جزءا منهم يؤنسهم في ساحة المدرسة ويرافقهم في قاعات الدرس، بل ويتابع معهم الحصص الدراسية في كل المواد بنظام وانتظام. وحسب مدير المؤسسة، فإنه حاول في عدة مرات إبعاده عن الثانوية، واتصل في هذا الشأن بالسلطات المختصة، لكن محاولاته باءت بالفشل ليغض الطرف عن ذلك فيما بعد. ويبدو أن إشارة الجريدة في عدد الخميس ما قبل الماضي لمعاناة العاملين بمؤسسة محمد الخامس، جعلت الوزارة تتراجع عن خدمات هذا الكلب الوديع وتتخذ قرار اغتياله بسرعة، بعدما أصبح مشهورا رغم أنه لا ينتمي لأي فصيل أو حركة مزعجة من شأنها الانضمام إلى الوقفات الاحتجاجية للعاملين بالمؤسسة للفت انتباه المسؤولين إلى الإهمال الذي طال مؤسستهم. إذ لا هو بكلب ضال ومتوحش ولا سلوقي ولا بول دوك ولا.... لكن العاملين بالمؤسسة صنفوه بالمؤنس لهم في عزلتهم. وبعد البحث المضني وتشريح الجثة تبين أن الكلب لم تكن في نيته حراسة التلاميذ أثناء اجتيازهم الفرض المحروس، وحجة دفاعه في ذلك جلوسه بهدوء جنبا إلى جنب مع التلاميذ ( أنظر الصورة) ، إلا أن حرصه على تعلم القراءة اقتداء بالكلب الفرنكفوني الذي يعرف القراءة (Un chien qui sait lire) في الكتاب المدرسي الشهير» Bien lire et comprendre «، من بين الأسباب الأساسية التي جعلته لا يفارق هذا المؤسسة، والتي عجلت ب«اغتياله». المهم أن الكلب الوديع سقط ضحية انضباطه داخل الفصل والدليل على ذلك ملفه الإداري الخالي من السوابق، إذ لم يسبق لأي أستاذ أن نهره أو وجهه إلى مكتب الحارس العام كما جرت العادة مع التلاميذ المشاغبين يوميا . الآن وبعد تصفية هذا الحيوان البريء وبهذه السرعة بعدما أصبح حديث نساء ورجال التعليم. هل تم حل مشكل قاعة الأساتذة؟ وهل تم تزويد المؤسسة بالماء الشروب وإصلاح أنابيبها المكسرة وترميم أسوارها ؟ وهل جيء بطاقم إداري؟ وهل عين حارس ليلي؟ وهل تم إصلاح المرافق الصحية ما دامت المؤسسة نالت شرف مركز امتحان الباكالوريا خلال هذه السنة الدراسية. فكيف يا ترى يتم التعامل مع التلاميذ المترشحين الذين يريدون قضاء حاجاتهم الطبيعية؟ وكيف يروون عطشهم وهم في عز الامتحان ؟ ومن يتكفل بتوفير الظروف الملائمة لاجتياز امتحاناتهم إسوة بأصدقائهم في مؤسسات أخرى؟ ويبقى أن نتساءل أخيرا : هل بتصفية هذا الصنف من الكلاب بهذه الكيفية تحل مشاكل المؤسسات التعليمية ؟