اعتبر خبراء ان اختيار المصري ايمن الظواهري لخلافة اسامة بن لادن على راس القاعدة هو خيار يتماشى مع منطق الامور والاستمرارية ولو انه لا يتمتع بالقدرات القيادية نفسها لمؤسس التنظيم. وبعد اسابيع من الغموض والشائعات داخل التنظيم الجهادي والتي وردت خلالها اسماء اخرى ، بثت « القيادة العامة للقاعدة» بيانا على الانترنت الخميس قالت فيه « ان القيادةالعامة لجماعة قاعدة الجهاد, وبعد استكمال التشاور، تعلن تولي الشيخ الدكتور ابي محمد ايمن الظواهري وفقه الله مسؤولية امرة الجماعة» . وراى دومينيك توماس المتخصص بالحركة الاسلامية المتشددة في معهد الدراسات العليا للعلومالاجتماعية « الظواهري يملك قبل اي شيء المشروعية التاريخية: انه ينتمي الى المجموعة نفسها التي ولدت في الجهاد المناوىء للسوفيات في افغانستان في الثمانينات» . واضاف «منذ مقتل بن لادن ، كنت ارى على المنتديات الجهادية رسائل عدة تدعو الظواهري الى ان يصبح الوجه القيادي» . وتابع « كان ينبغي ان يكون وجها يمثل مرجعية للناشطين. ولم يكن هناك غيره: برز الظواهري الى جانب بن لادن منذ15 سنة, ومارس الجهاد في افغانستان, انه وجه للحركة الاسلامية المصرية. انه ايضا منظر له مؤلفات عدة» وبالتاكيد، فان الظواهري البالغ من العمر59 عاما والذي قدم منذ سنوات على انه « الذراع اليمنى» لاسامة بن لادن من دون تحديد علاقات السلطة والسيطرة بين الرجلين بوضوح, لا يتمتع داخل الحركة الجهادية وفي الخارج بالسحر الذي كان ينعم به سلفه. واكد دومينيك توماس « على صعيد الكاريسما، وطريقة التعبير والموهبة الخطابية، فانه لا يتمتع البتة بالمظهر الخارجي نفسه لبن لادن» . وقال « ليس من النسيج الايديولوجي نفسه. ان فكره غامض, وهذا يشبه تركيبة من عدة ايديولوجيات, فهو ليس واضحا عندما يتكلم, انه في غالب الاحيان غامض» . وسيشكل قسم الولاء اختبارا جيدا لاهليته في فرض نفسه على راس التنظيم الذي بات يتالف خصوصا من فروع تنعم باستقلال ذاتي في اليمن والعراق والساحل او من انصار فاعلين على استعداد للانتقال الى العمل في العالم من دون ان يكونوا على اتصال عملاني مع القيادة المركزية للقاعدة. وبالفعل، فمنذ تاسيس تنظيم القاعدة في غشت 1988 في شمال باكستان ، اعلن مبايعةاسامة بن لادن نفسه وليس للتنظيم. واكد جان بيار فيليو الاستاذ في العلوم السياسية في باريس وكاتب « التاريخ الحقيقي للقاعدة» خصوصا ، ان « الولاء الشخصي لبن لادن الذي اقسم عليه مختلف قادة فروع القاعدة في العراق واليمن وفي +بلاد المغرب الاسلامي+ سيتجدد من الان فصاعدا حيال الظواهري» . واضاف « هذا لا يشكل مكسبا بسبب اجراءات وقائية عدة داخل الحركة الجهادية حيال تولي السلطة من قبل التيار المصري» . وراى « ان هذا التعيين اشارة اضافية للازمة العميقة التي تمر فيها القاعدة منذ مقتل بن لادن: وقد تطلب الامر شهرا ونصف الشهر لكي يحل الرجل الثاني محل الرجل الاول الراحل. وهذا يكشف ربما عن عملية اكثر تعقيدا وتنافرا مما تبدو عليه» . على اي حال، فان اعلان تسمية الظواهري الذي كان متوقعا، راته الولاياتالمتحدة على انه علامة ضعف بالنسبة الى القاعدة. وقال مسؤول اميركي كبير في واشنطن الخميس رافضا الكشف عن هويته ان الظواهري « لا يتمتع بالقدرات القيادية نفسها لاسامة بن لادن» . واضاف « ان ترقيته الى راس «القاعدة» سيثير انتقادات وحتى رفضا « داخل المجموعة.