اختار تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، المصرى الأصل، زعيما جديدا له خلفا لأسامة بن لادن، حسب ما أفاد بيان للقاعدة نشرته عدد من المواقع الجهادية. وكان أسامة بن لادن قد قتل في عملية نفذتها قوات أمريكية خاصة في بلدة أبوت أباد الباكستانية في بداية مايو الماضي. وذكر البيان الذي وزعه (مركز الفجر الإعلامي) إن "القيادة العامة لجماعة قاعدة الجهاد, وبعد استكمال التشاور, تعلن تولي الشيخ الدكتور أبو محمد أيمن الظواهري وفقه الله مسؤولية إمرة الجماعة". وأكد البيان أن قرار تعيين الظواهري يأتي التزاما بكون "الجهاد ماضيا إلى يوم القيامة كما جاء في الأحاديث", مشيرا إلى أن الجهاد "قد صار في هذا العصر فرضا عينيا ضد الكفار الغزاة المحتلين لديار المسلمين وضد الحكام المرتدين المبدلين لشرائع الإسلام". وتعهد التنظيم بمواصلة الجهاد ضد الغرب وإسرائيل بعد تعيين الظواهري زعيما له. وكان الظواهري بث شريطا مصورا في الثامن من يونيو الجاري نعي فيه بن لادن زعيم التنظيم, ووجه تحذيرا للولايات المتحدة, التي قال إنها تواجه حاليا أمة منتفضة. وقال الظواهري في التسجيل إن الولاياتالمتحدة لا تواجه الآن فردا ولا طائفة ولا جماعة, ولكنها تواجه أمة منتفضة أفاقت من سباتها في نهضة "جهادية" تتحداها حيث كانت. وولد أيمن الظواهري في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة شمال مصر في19 يونيو 1951 , وينتمي لواحدة من الأسر العريقة, فوالده من أشهر أطباء الأمراض الجلدية في مصر, وجده لوالده الشيخ محمد الظواهري أحد شيوخ الأزهر الشريف, أما جده من والدته فهو عبدالوهاب عزام من رجال الأدب بمصر في مرحلة ما قبل ثورة1952 , وعم أمه هو عبد الرحمن عزام أول أمين عام للجامعة العربية. ودرس الظواهري الطب وحصل على ماجستير جراحة من جامعة أسيوط, جنوب مصر, سنة 1978 , ثم تابع الدراسة في باكستان, حيث حصل على درجة الدكتوراة من مدرسة (الهدى) في بيصور. وانضم الظواهري خلال دارسته للطب لخلية سرية تابعة لتنظيم الجهاد الإسلامي سنة1968 , ولدى القبض عليه في أكتوبر عام1981 تبين أنه وصل إلى درجة أمير التنظيم ومشرفا على التوجيه الفكري والثقافي لحركة الجهاد والجماعة. وعقب اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات شنت الحكومة المصرية حملة اعتقالات واسعة وكان الظواهري من ضمن المعتقلين, إلا أن الحكومة لم تجد له علاقة بمقتل السادات وأودع الظواهري السجن بتهمة حيازة أسلحة غير مرخصة. وفي سنة 1985 أفرج عنه, وسافر لإحدى الدول العربية حيث عمل طبيبا بأحد المستشفيات, ولكنه لم يستمر في عمله هذا طويلا. وبعد ذلك سافر إلى باكستان ومنها لأفغانستان, حيث التقى أسامة بن لادن وبقي في أفغانستان إلى أوائل التسعينيات, حيث غادر بعدها إلى السودان, ولم يغادر إلى أفغانستان مرة ثانية إلا بعد أن سيطرت طالبان عليها بعد منتصف التسعينيات. وكان الظواهري ايضا الطبيب الشخصي لبن لادن وذراعه اليمنى وقد ظهر الى جانبه في عدة تسجيلات مرئية بثت منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر2001 كما اصدر الانتربول مذكرة توقيف في حقه. وقد رصدت الخارجية الاميركية مكافأة مالية قدرها25 مليون دولار لاي شخص يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقاله.