سيكون المنتخب الوطني الأولمبي المغربي مطالبا ببذل جهد مضاعف إن هو أراد انتزاع بطاقة التأهل إلى دور المجموعتين، المؤهل لمسابقة كرة القدم ضمن دورة لندن الأولمبية2012، عندما يحل ضيفا على نظيره لجمهورية الكونغو الديمقراطية، يومه السبت بكينشاسا، برسم إياب الدور الثاني من الإقصائيات. وتتجلى صعوبة هذه المباراة في عدة عوامل من بينها على الخصوص الفوز الصغير (2 - 1)، الذي حققه «أشبال الأطلس» ذهابا بالدار البيضاء، والتنظيم الجيد والمستوى المحترم الذي ظهرت به عناصر المنتخب الكونغولي إلى جانب الأجواء والطقوس الإفريقية، التي ستقام فيها مثل هذه المواجهات. ومع ذلك تبقى المهمة غير مستحيلة بل وفي المتناول، خاصة إذا توفرت العزيمة والإرادة للعناصر الوطنية ونجحت في التخلص من عاملي التسرع وعدم التركيز، اللذين كانا السبب الرئيسي والمباشر في إهدار العديد من الفرص السانحة لإضافة أهداف أخرى في لقاء الذهاب، وبالتالي تسهيل مأموريتها في لقاء الإياب . ولحسم مسألة التأهل يتوجب على الطاقم التقني، بقيادة الهولندي بيم فيربيك المدير الرياضي لفرق الشباب ومدرب المنتخب الأولمبي، إعادة ترتيب الأوراق والعمل على إصلاح الاختلالات الكثيرة التي ظهرت في مباراة الذهاب بالدار البيضاء، وبشكل جلي في اللقاء الإعدادي السبت الماضي بمراكش أمام منتخب السينغال (2 - 2) خاصة على مستوى الشق الدفاعي (مركز الظهير الأيمن وقلب الدفاع) ووسط الميدان. ولتعزيز وتقوية حظوظ النخبة المغربية في العودة من كينشاسا ببطاقة التأهل، ينبغي التعامل بكثير من الحذر والذكاء مع مجريات اللقاء، انطلاقا من تهيئة اللاعبين بدنيا ونفسيا لمقاومة وامتصاص حماس واندفاع زملائهم الكونغوليين، عبر السيطرة على وسط الميدان ومحاصرتهم في مناطقهم وحسن استغلال الفراغات، التي قد يتركونها بحثا عن تسجيل هدف الخلاص، وذلك من خلال اعتماد المرتدات الهجومية السريعة والمباغتة التي قد تقلب في حال نجاحها الكثير من المعطيات. ولخوض هذا اللقاء الهام والحاسم، الذي سيجرى على ملعب مارتيز انطلاقا من الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، والذي أسندت إدارته لطاقم تحكيم من جمهورية إفريقيا الوسطى، بقيادة سوسطين نكبوكاي، تم الإعلان عن لائحة ضمت20 لاعبا يرى فيهم فيربيك القدرة على تحمل المسؤولية وإنجاح الاستراتيجية التي سيعتمدها. وسيكون لاعب الفتح الرباطي، نور الدين نوصير أبرز الغائبين عن هذه المباراة، بعد تعرضه لإصابة فرضت استبداله في آخر لحظة، بلاعب النادي المكناسي بلعروسي، بالإضافة إلى ثلاثي أيندهوفن الهولندي، عماد نجاح ويونس مختار وزكرياء لبيض، الذين رفض فريقهم السماح لهم بالمشاركة في هذه المباراة لعد اندراجها ضمن أجندة الفيفا. وتعلق جميع مكونات كرة القدم المغربية آمالا عريضة على هذه المجموعة الشابة لبلوغ الأولمبياد لسابع مرة، بعد دورات طوكيو 1964 وميونيخ 1972 ولوس أنجليس 1984 وبرشلونة 1992 وسيدني 2000 وأثينا 2004، علما بأنه تأهل أيضا إلى دورة مكسيكو 1968 لكنه قاطعها بعدما أوقعته القرعة مع منتخب إسرائيل في مجموعة واحدة. كما أن من شأن إتمام مشوار التصفيات - الذي كانت بدايته أيضا صعبة بفوز على منتخب الموزمبيق ذهابا 2 - 0 بمراكش، والخسارة إيابا بمابوتو1 - 2 - بنجاح أن يكرس الصحوة التي تعيشها الكرة المغربية، واستعادتها لعافيتها ومكانتها الطبيعية في الساحة القارية، الذي يمكن اعتبار الإنجاز غير المسبوق لفريق اتحاد الفتح الرياضي بتتويجه بطلا لمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية أولى لبناته، ومرورا بتأهل فريقي الرجاء والوداد البيضاويين لدور المجموعتين في مسابقة دوري الأبطال وفريق المغرب الفاسي لدور المجموعتين لكأس الكونفدرالية، وصولا إلى الفوز التاريخي الذي حققه «أسود الأطلس» على منتخب «الخضر» (4 - 0) يوم رابع يونيو الجاري بمراكش.