تعرض أكثر من 600 ميكانيكي ولحام لمحاصرة من لدن السلطات المحلية بفاس، التي أصدرت قرارا دون إشراك المهنيين، أجبرت من خلاله حرفيي الميكانيكا والتلحيم والمطالة على اختيار بين تغيير أنشطتهم المهنية أو إغلاق ورشاتهم باعتبارها ملوثة ومصدر تلوث، حسب أصحاب القرار، الشيء الذي دفع بالصناع وأصحاب المرائب إلى تنظيم وقفة إنذارية أمام مقر غرفة الصناعة التقليدية بفاس يوم الخميس الماضي، مرددين مجموعة من الشعارات تعكس عمق أزمتهم ومسار مهنتهم المجهول، ملوحين بالرفع من وتيرة الاحتجاجات، في حالة عدم استجابة الإدارة لمطالبهم. قطاع حيوي، استهدافه لا يهدد فقط مصادر قوت المئات من الصناع والحرفيين ومن يدور في فلكهم، بل يستهدف اقتصاد المدينة ومداخيلها الضرائبية، جراء اعتماد سياسات محدودة الأبعاد قد تكبل الحركة الصناعية والتجارية بعدد من أزقة وشوارع أحياء «الدكارات لابيطا» و «الجنانات» و»باب الخوخة»، وغيرها.... القرار، الذي فجر غضب أصحاب البذل الزرقاء وسائقي السيارات، الذين دأبوا على التردد على تلك الأماكن وقت وقوع عطب طارئ في وسائل مواصلاتهم يتطلب التدخل العاجل، جاء على إثر قيام المجلس الجماعي بأشغال توسيع وتأهيل وإعادة ترصيف عدد من الشوارع المستهدفة، بشكل يمنع ولوج السيارات والعربات إلى مرائب الإصلاح. من جهة أخرى، اعتبرت المصالح الولائية، أن هذا القرار يدخل ضمن الإجراءات المصاحبة لتنظيم وإعادة ترتيب بيت مجموعة من الحرف، التي ظلت أزيد عن 20 سنة غير مهيكلة، وذلك من خلال نقلها إلى أماكن تتوفر على شروط وظروف ملائمة، دون ترك الحرفيين ومساعدي الحرفيين يشتغلون على الأرصفة معرضين أنفسهم إلى المخاطر. وأمام هذا القرار، الذي وصفه المهنيون بالجائر، نظرا لما سيخلفه من تشرد وإفلاس في صفوف أصحاب الورشات المفتوحة في وجه مئات العائلات التي لا دخل لها سوى الأجر اليومي ، الذي يحضر تارة ويغيب أو يقل تارة أخرى حسب تردد الزبناء، أجمع الحرفيون على إغلاق محلاتهم بتزامن مع الوقفة احتجاجا على «الحصار، الذي يستهدف أنشطتهم من قبل المجلس الجماعي والسلطات المحلية». وقد أفاد محمد بوركيزة رئيس جمعية الميكانيكيين بأكدال وعضو غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس بولمان، للجريدة، بأن الجمعية غير مسؤولة أمام صمت المسؤولين وغض الطرف عما قد ينتج جراء إغلاق الورشات دون طرح بديل ضامن لسيرورة هذا القطاع دون إغراقه في المزيد من المعاناة والمشاكل التي تعطل نشاطه. مطالب أكد عليها محمد بوركيزة خلال اللقاء، الذي جمع الكاتب العام لولاية فاس بممثلي الجمعيات المشرفة على القطاع بكل من أكدال والجنانات وباب الخوخة مساء نفس اليوم، منبها المسؤولين إلى العواقب الاجتماعية، التي قد تنعكس سلبيا على الحرفيين وعلى حركة روافد القطاع ، وتدفع بالمهنيين إلى مسيرة في اتجاه الولاية، إذا لم تتوصل الإدارة معهم إلى حل يرضي الجميع!