تحول حي "لابيطا" السكني بمدينة فاس، إلى منطقة صناعية بامتياز، تنعدم فيه شروط الصحة والبيئة السليمة، وكل وسائل السكن المريح، بسبب الانتشار المهول لمحلات المطالة والميكانيك والتلحيم والنجارة، وغيرها.سغيد القادري، رئيس الودادية السكنية "الإمام الأوزاعي" يقول إن السكان ضاقوا ذرعا بمختلف المضايقات، التي تتسبب فيها الورشات وأصحابها والعاملون بها، مثل الروائح الكريهة، والدخان، والضجيج، والأوساخ ومخلفات النجارة. مازال سكان حي لابيطا الدكارات بفاس، يعانون الأمرين جراء ما تقذفه الورشات الصناعية والميكانيكية ، التي تتواجد أسفل العمارات السكنية والتي تختلف من نجارة وحدادة وخراطة، وتشكل خطرا كبيرا على صحة السكان والمواطنين بشكل عام. وتخوض ودادية الإمام الأوزاعي السكنية معركتها ضد هذا الوضع منذ مايزيد عن 5 سنوات، بعد ان استنفذت وقفاتها الاحتجاجية وتوقيع العرائض التي تندد فيها بالضرر الذي يلحق بالسكان صحيا واجتماعيا ونفسيا. وقال سعيد القادري، رئيس الودادية، في تصريح ل "المغربية" إن السكان ضاقوا درعا بمختلف المضايقات التي يتسبب فيها الورشات وأصحابها والعاملين بها، مثل الروائح الكريهة، الدخان، الضجيج، الأوساخ ومخلفات النجارة والحدادة، شجار كل يوم سواء بين زبناء هذه الورشات والصناع أو بين السكان وبين العاملين فيها. وأضاف القادري الذي كان يتحدث باسم السكان أعضاء الودادية أن الحي لم يعد صالحا بتاتا للسكن فيه "لأن السكان لم يعودوا يتحملون التلوث الذي يعيشون وسطه والقلق الذي ينتابهم كل وقت مخافة اندلاع حرائق بسبب عدم سلامة الورشات واستخدامها وسائل و آليات لا تخضع لشروط الصحة والسلامة " وهذا الأمر بالفعل تسبب في تصدعات خطيرة لعدد من المنازل بسبب ضخامة الآليات المستعملة في الحدادة او الخراطة، ناهيك عن إتلاف المساحات الخضراء المجاورة، على قلتها، بسبب رمي النفايات السامة بها. ولا يقف الأمر عند الأضرار البيئية بل يمتد إلأى أضرار صحية، إذ أصبح السكان وأطفالهم يعانون أمراض الحساسية والجلد والتنفس والضغط الدموي. ويتوفر عدد منهم على شهادات طبية تثبت تأثير هذه الورشات الصناعية على صحتهم. وهكذا تحول حي لابيطا السكني إلى حي صناعي بامتياز تنعدم فيه شروط الصحة والبيئة السليمة، وكل وسائل السكن المريح. بفعل انتشار مهول لمحلات المطالة والميكانيك والتلحيم والنجارة ..وغيرها. الأرصفة لم تنج هي الأخرى من احتلال غير قانوني لمعدات العمل لهذه الورشات إذ يتعذر اليوم على المارة وخاصة السكان القاطنين بالحي استعمال الأرصفة، التي أصبحت ملحقة دون سند قانوني بهذه الورشات الصناعية يكملون فوقها أشغالهم الحرفية. ويضيف رئيس الودادية أن هناك عدد من القاطنين غيروا محل سكناهم تحت الإكراه ورغم الظروف المادية الصعبة التي يعيشونها لكونهم لم يعودوا يطيقون الحي ومشاكله البيئية والصحية، "إننا الوحيدون في العالم، الذين ننصح أطفالنا بعدم استعمال الرصيف، في هذا الحي، مخافة تعرضهم للأذى أو للحوادث، التي قد تتسبب فيها آلات إصلاح السيارات مثلا، المنتشرة على طول الرصيف" يقول سعيد القادري في توضيح لحجم المخاطر والقلق الذي ينتاب السكان. ورغم رسائل الاحتجاج والشكايات التي يوجهها السكان إلى الدوائر المسؤولة، فإنها لم تلق أي رد، في الوقت الذي تؤكد فيه السلطات المحلية صعوبة إيجاد حل للمشكل القائم، رغم أنه سبق إصدار قرار بلدي، قبل سنوات، يقضي بالتوقف عن منح الرخص لمثل هذه المحلات، لكن لم يعرف طريقه إلى التفعيل إلى اليوم. ويبقى الاتفاق، الذي جرى بين أصحاب الورشات وممثلي السكان في ودادية الإمام الأوزاعي، بحضور السلطات المحلية وممثل عن المجلس الجماعي، غير كاف لإيجاد حل أنجع للمشاكل المتراكمة، في هذا الحي، نظرا لعدم التزام عدد من المعنيين بالأمر بعدد من بنوده، مثل احترام توقيت العمل بالورشات، وإخلاء الرصيف لفائدة الراجلين، وتجنب رمي النفايات ومخلفات الإصلاح في المساحات الخضراء أو في الأماكن غير المعدة لذلك.