لم يعد غريبا أن تستمر الطريق الرابطة بين مولاي بوعزة ووادي زم في «احتضان» الموتى والجرحى، حتى أنها شهدت أكثر من ست حوادث سير في أقل من شهر فقط، وذلك على خلفية وضعيتها وبنيتها المتردية، والأدهى أن الحوادث ارتفعت فور الانتهاء من أشغال إصلاح هذه الطريق، والتي تكلفت بها إحدى المقاولات المعلومة، ما أكد للمتتبعين غياب المراقبة التقنية والشروط الواجب الالتزام بها في إطار دفتر التحملات والسلامة الطرقية، إذ عادت الطريق للتعري بسهولة أمام التقلبات المناخية، وفي كل مرة لا يخجل بعض المسؤولين من التذرع بالفيضانات والسيول الجارفة! ولا يتوقف الكثيرون عن التحدث بمرارة عن حادثة سير رهيبة وقعت بنقطة «زوكش»، على بعد كلمترات قليلة من سبت أيت رحو، وخلفت قتيلين في اصطدام سيارة صغيرة بشاحنة لنقل قنينات الغاز جراء انزلاق مرعب لم يفت السكان تحميل المسؤولية فيه للجهات المسؤولة التي لا تهتم بالتشوير، وهي تعلم بوعورة الطريق المعروفة بمنعرجاتها وتضاريسها الخطيرة. وفي هذا الصدد أقبل المئات من سكان مولاي بوعزة، إقليمخنيفرة، على توقيع عريضة استنكارية ينددون فيها ب«طبيعة الأشغال الرديئة التي أقدمت عليها المقاولة المفوت لها المشروع المتعلق بتهيئة البلدة، خاصة الطريق الرابطة بين مدخل ومركز هذه البلدة، وكذا الطريقة الغامضة التي شابت أشغال تزليج الرصيف»، ومن خلال عريضتهم، طالب المحتجون مختلف المسؤولين محليا وإقليميا، بالتدخل العاجل من أجل وقف ما وصفوه ب»الاستهتار والتلاعب»، وعبروا عن استعدادهم لخوض ما يتطلبه الأمر من أشكال نضالية دفاعا عن حقوق الساكنة وفلسفة التنمية البشرية. مصادرنا من مولاي بوعزة لم يفتها التحدث أيضا، وبامتعاض شديد، عن بعض مشاريع التنمية البشرية التي تعرضت للانهيار والتلف نتيجة بنائها دون حسيب ولا رقيب، ومن ثم إلى عدم استفادة المنطقة من جبر الضرر الجماعي، علما بأن أحداث مولاي بوعزة الشهيرة لاتزال من المحاور الأساسية لماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان!