لم يحتفل الشاب منعم الكرواز بخنيفرة، هذا العام، وبالضبط يوم 28 ماي الماضي، بعيد ميلاده ال 22 سنة، لأنه طريح الفراش ببيته إثر إصابته بشلل كامل في جميع أعضائه، ذلك منذ قيامه، يوم 14 أبريل الماضي، باللجوء إلى نهر أم الربيع والقفز في مياهه كعادته، إلا أن رأسه اصطدمت بشيء في العمق ولم يستطع العودة إلى السطح، قبل أن يلاحظ بعض الناس، ومنهم جدته، بقعة من الدماء وهي تطفو على سطح المياه، ما جعلهم يسرعون إلى إنقاذه ليفاجأ الجميع بأنه عديم الحركة، ولا قدرة له على تحريك أرجله ويديه على الإطلاق. ولم يشعر الشاب الوسيم، منعم الكرواز، بنفسه، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، إلا وهو في المستشفى، حيث تم الوقوف على كسر بليغ في فقرات عموده الفقري ونخاعه الشوكي أدى إلى إصابته بالشلل التام، ورغم ما بذله الأطباء من محاولات إلا أن المعني بالأمر كانت إصابته خطيرة، ما جعل الأمل في علاجه يتضاءل بشدة، وربما فتح أحد الأطباء بصيصا من الأمل في نصحه للأسرة بأن تخبره في حالة ما إذا حرك المعني بالأمر أحد أصابعه أو أطرافه، إلا أن هذا الأخير، ورغم قضائه على فراش بيته مدة طويلة لم يطرأ أي تحسن على وضعه المثير للشفقة والحسرة، إذ لا يزال أشبه ب»جثة تتنفس»، ولا حياة فيها إلا من خلال اللسان والقلب والعينين، ولو أن حس التفاؤل والإيمان بالله يبقى الوسيلة الوحيدة في تمطيط عمر الأمل. الشاب منعم الكرواز، والذي زارته جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في بيته، كانت ظروفه الاجتماعية المزرية قد ساهمت في انقطاعه عن الدراسة عند مستوى الباكالوريا، ومزاولته لمهنة الصباغة، ويقع سكن أسرته بالحي الشعبي سيدي بوالقنادل قرب أحطاب، إلى حين جاء قدر الله ومشيئته، كما يحلو لوالدته ترديده بلسان أمومة مثقلة بالألم والحزن، فأفقده بسمة الحياة وهو في ربيع العمر، إذ لم يكن يدري أن القدر سيعرضه يوما لما هو فيه الآن، وكل أمله في معجزة شفاء تعيده إلى حالته الطبيعية. ومن الطبيعي أن تتضخم المأساة على خلفية الوضعية الاجتماعية لأسرة الشاب، التي هي مزرية أصلا، وطبيعيا أن تزداد هذه الوضعية ترديا بفعل مصاريف ومتطلبات حالة ضحية الحادث، وهو واحد من بين أربعة أبناء (بينهم توأم)، وجميع معارفه وأصدقائه وشباب المدينة يطالبون مختلف الجهات المسؤولة والمنظمات الإنسانية، ومكونات المجتمع المدني، وذوي القلوب الرحيمة، بالقيام بتكثيف حملات المساعدة والتكافل على أمل أن تعود الابتسامة لحياة منعم الكرواز الذي يحبه الكثيرون لطيبوبته وجمال أخلاقه، ويمكن الاتصال بوالده لكبير الكروازي على هاتفه المحمول: 0633695601.