سجلت المتابعة التلفزيونية للقنوات الوطنية والفضائية، وعلى غير العادة، بالنسبة للمشاهد المغربي في شهر أبريل الماضي انخفاضا طفيفا، إذ أن المدة التي قضاها المشاهد أمام التلفزة، نزل مؤشرها من 3 ساعات و38 دقيقة المسجل في شهر مارس إلى 3 ساعات و23 دقيقة، أي بفارق15 دقيقة، ونفس الأمر تم تسجيله على مستوى البيوت المغربية التي انخفض المؤشر لديها من 8 ساعات و23 دقيقة إلى 8 ساعات و12 دقيقة، أي بفارق إحدى عشرة دقيقة، ويعد هذا الانخفاض ذا دلالة تلفزيونية لدى المهنيين والمهتمين بالشأن السمعي البصري.. وكذا من اللحظات «الشاذة» في «التاريخ» القصير لهذه المتابعة، مقارنة بالشهور، بل بالسنوات السابقة، إذ اعتاد المشاهد المغربي، حسب إحصائيات «ماروك ميتري»، المؤسسة المختصة في «تشريح» طبيعة المشاهدة التلفزيونية، نوعيا وجغرافيا، بالمغرب، أن يكون «وفيا» بخصوص المدة التي يقضيها أمام شاشة التلفزة والمحددة في المتوسط في ثلاث ساعات و27 دقيقة والتي تعد من أعلى المؤشرات العالمية، هذا بالرغم أن الشهر المذكور (أبريل) الذي تم فيه تسجيل هذا الانخفاض، عرف برمجة العديد من البرامج التلفزيونية «المغرية» للمتابعة من قبيل برامج تلفزيون الواقع في القناتين الرئيسيتين «الأولى» و«الثانية» مثل «استوديو دوزيم» و «كوميديا» وكذا البرامج الحوارية المواكبة للحراك الاجتماعي والسياسي.. الذي يعرفه المغرب، مثلما هو الحال في العديد من الدول العربية.. فهل ستسجل إحصائيات «ماروك ميتري» في الشهور المقبلة تحول مؤشرات المتابعة التلفزيونية نحو الأسفل كتعبير من المغاربة عن التذمر والنفور مما يبث في قنواته الوطنية.. ولم يعد يلبي الرغبات ويستجيب للانتظارات، هذا علما أن ما يبث في مجموع القنوات الوطنية (الأولى، الثانية، المغربية، الأولى عالمية، القناة الثانية الفضائية الرياضية و الأمازيغية) لازالت تتمركز بدرجات متفاوتة وراء القنوات الفضائية العربية والأجنبية، حيث تستحوذ هذه الأخيرة على النصيب الأكبر من مدة المتابعة، مع استثناءات قليلة طبعا، فيما يخص بعض البرامج الوطنية. في هذا السياق لم يتابع برامج «الأولى» في المتوسط خلال أبريل الماضي سوى 11.5% في المئة فقط، وبالنسبة لدوزيم 22.6 %، و المغربية 2.1%، فيما تقاسمت باقي القنوات المغربية2%، أي ما مجموعه38.2% للقنوات الوطنية 61.8% للقنوات الفضائية العربية و الدولية. وعلى صعيد البرامج الأكثر متابعة في القناتين الرئيسيتين الوطنيتين، فقد تموقع في «الأولى» برنامج «كوميديا» في الصدراة بتحقيقه (4.754.000) مشاهدة تلفزيونية، وتموقع في المركز الثاني برنامج «مدوالة» بتسجيله (4.216.000) متابعة، وفي المركز الثالث جاءت نشرة الأخبار العربية( الجمعة 29 أبريل) بتحقيقها (3.589.000) متابعة، تبعها على التوالي في لائحة «الطوب 10» كل من الأفلام المغربية «خيط البحرار»، «مطاردة»، «هدية الأب» و«غرايب ماريا» ، وبرنامج التحقيق « 45 دقيقة» وبرنامج «حوار». وبالنسبة للقناة الثانية احتل برنامج «أخطر المجرمين» مكان الصدارة بتسجيله حوالي (5.196.000) متابعة ، المركز الثاني برايم (السبت 23 أبريل) من «استوديو دوزيم» بتحقيقه (4.7000.000) متابعة، و في المركز الثالث جاءت سلسلة «احديدان» (حلقات معادة) بحشدها لحوالي (4.222.000) مشاهد لتليها في «طوب10» دوزيم علي التوالي كل مسلسل «الحسين وصفية»، وبرنامج التحقيق«الوجه الآخر»، و برنامج التحقيق «تحقيق»، والفيلم المغربي «دويبة» (إعادة/ إعادات)، ومجلة «نسولو النجوم»، ومجلة «الخيط الأبيض»، وأخيرا المسلسل التركي «الوعد»، ويشكل هذا الأخير استثناء في المشاهدة التلفزيونية في هذا الشهر، إذا اعتادت أن تحتل السلسلات المكسيكسة والتركية مراكز متقدمة في «طوب 10» القناتين.. فهل دخلت هذه المسلسلات في دوامة الملل بالنسبة للمشاهد المغربي الذي يكون قد تابع أغلبها في بعض القنوات العربية من قبيل «الإم بي سي» قبل أن تعرف طريقها إلى «الأولى» أو «دوزيم».