سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في لقاء للحزب بيعقوب المنصور حول «الإصلاحات الدستورية ومتطلبات المرحلة» الأشعري : الإصلاح الدستوري والسياسي ليس مجرد زخرف خارجي أو «رتوشات» الحبيب الطالب: دسترة ترسيم اللغة الأمازيعية مطلب سياسوي
قال محمد الأشعري» الخطر كل الخطر هو أن نصل إلى وثيقة دستورية تستجيب لتطلعات وآمال الشعب المغربي يوم 1 يوليوز 2011، وان نذهب بنفس الأوضاع الحالية الفاسدة، وستكون النتيجة في آخر المطاف الزج بالمغرب في وضع فاسد أمام دستور جيد ومقنع, مما سيجعل المغاربة يعتبرون أن الوثيقة المحصل عليها مجرد غطاء على الفساد المستشري في البلاد.» وأضاف محمد الأشعري ,عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مداخلة له أثناء لقاء لفرغ الحزب يعقوب المنصور بدار الشباب النور مساء يوم الخميس الماضي حول «الإصلاحات الدستورية ومتطلبات المرحلة»، أن المغرب يمر من مرحلة حاسمة في تاريخ الإصلاح مرتبطة بمخاض عسير وتتهدده مخاطر, لذلك المطلوب توخي الحذر وعدم اعتبار أن الإصلاح مجرد زخرف خارجي أو «رتوشات « على لوحة عامة تتطلب انسجاما في الشكل والمضمون، داعيا في هذا الصدد اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور لإنزال مشروع الوثيقة الدستورية إلى نقاش عام واسع داخل المجتمع وفي الإعلام العمومي وفي الجامعات والتجمعات الجماهيرية, لأن هذا النقاش الواسع سيشكل جزءا أساسيا من شرعية هذه الوثيقة. وفي نفس اللقاء الذي أدار أشغاله عبد الرحيم حمدات ، دعا الأشعري إلى تجاوز منطق المنح في مجال الإصلاحات الدستورية والانتقال إلى الحوار الحقيقي داخل المجتمع, حتى يتملك المغاربة مضمون الوثيقة الدستورية لأنهم في آخر المطاف هم المعنيون أولا بالتصويت عليها في الاستفتاء الشعبي وثانيا الملزمون بتطبيقها في المستقبل، خاصة وأن المرحلة اليوم تستدعي أكثر من أي وقت مضى منا العمل على ضمان استقرار دستوري للبلاد يضعها في نادي الدول الديمقراطية، ومن هذا المنطلق يرى الأشعري أن الإصلاح السياسي والدستوري ضرورة ملحة للخروج من الأوضاع الفاسدة, سواء على المستوى السياسي الاقتصادي والاجتماعي المهددة بالانفجار في كل لحظة والتي ستعصف بكل المكتسبات التي تمت مراكمتها على جميع الأصعدة، كما أن الإصلاح السياسي والدستوري احد المفاتيح الأساسية لإنقاذ الاستثناء المغربي من أزمة سياسية يمكن أن تنتج عنها توترات غير مسيطر عليها وحالة لللاستقرار. وفي السياق ذاته، اعتبر عضو المكتب السياسي للحزب أن المغرب اليوم، ملزم بالقيام بإصلاحات سياسية على مستوى مدونة الانتخابات ونمط الاقتراع والتقطيع الانتخابي وتنقية اللوائح الانتخابية من كل الشوائب وكل ما من شأنه أن يمس بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فضلا على العمل الجاد والنظر في كل الإجراءات والمساطر المرتبطة بالاستحقاقات الانتخابية وإصلاحها في اتجاه توفير الشروط الضرورية والمواتية لإجراء انتخابات نزيهة وحرة تفرز نتائج سليمة تعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب المغربي، كما أن المرحلة تقتضي الإقبال على اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات السياسية المصاحبة والتي تبعث على بث روح الثقة لدى المواطنين وتؤشر على أن البلاد ماضية بلا هوادة في مسيرة الإصلاح السياسي والدستور خاصة في مجال محاربة الفساد السياسي والاقتصادي وتغيير في نمط الحكامة المتبعة ومحاربة والقطع مع منطق الزبونية والمحسوبية. وتنبأ الأشعري بمستقبل مشرق وتقدم ديمقراطي في العشر سنوات المقبلة لدول المغرب العربي والعالم العربي التي تعرف تحركات حثيثة وحراك اجتماعي حقيقي، حيث ستعرف تونس تقدما ديمقراطيا ملموسا، وستخرج ليبيا من ورطتها وتبدأ في بناء نظام مختلف على ما هو عليه الآن، وستضطر الجزائر أن تمشى في نفس المنحى لأن الخلافة لم تعد مطروحة بنفس الطريقة التي كانت عليها، فهناك أجيال عربية جديدة مقتنعة بالتغيير ومطالبة به, لأن المجال المغاربي سيعرف تجارب سياسية جديدة لا علاقة لها بالتجارب التي عرفها بعد الاستقلال. ومن جهته أكد الحبيب الطالب, عضو المجلس الوطني للحزب بنفس المناسبة، على هذا التزامن والترابط لما يجري بدول العالم العربي من حراك اجتماعي يبرهن على أن إحساس الخجل الذي كان يشعر به البعض عند الحديث عن القومية يندثر ويخفت لأن في هذا التزامن والترابط دليل على أن هناك نفسا للثقافة القومية في مفهومها الصحيح لأنظمة الشعوب العربية بتعدداتها المختلفة المناضلة من أجل تقرير مصيرها ومن أجل التقدم الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار والأمن، كما أن الحبيب الطالب استشرف المستقبل العربي بحلم لاح في الأفق العربي، والأمل في ذلك هو ما يعتمل داخل المجتمعات العربية اليوم، حلم انتخاب برلمان عربي مباشر من طرف الشعوب في الوطن العربي مستدركا قائلا «هذا ليس حلم وإنما مطلب ليس بصعب المنال على الأجيال العربية الجديدة. « وتوقع الحبيب الطالب بان لا يكون الدستور المرتقب سيئا وأن لا يرجع المغرب إلى الوراء, بل سيكون في مستوى المذكرات التي تم تقديمها سابقا من طرف الأحزاب السياسية الديمقراطية أو أحسن. مشيرا في هذا الصدد إلى أن الضرورة تقتضي التخلص من نواقص وسلبيات المرحلة السابقة المتمثلة في تجربة 12 سنة بالجرأة والنقد والمراقبة والرهان على المجتمع، كما لا ينبغي على القوى التقدمية تشجيع أي خلط حكومي غير مبني على الوضوح,لأن التجربة علمتنا أن الآمال والأماني تنبني على القوة المجتمعية، ودعا إلى العمل على خلق جبهة وطنية واسعة ببرنامج مجتمعي ولا مناص لليسار في أن يكون في حزب اشتراكي كبير واحد وموحد. وحذر الحبيب الطالب من المغالاة في النقاش الدائر حول دسترة ترسيم اللغة الأمازيعية، منبها في هذا الإطار أن اللغة الأمازيعية جزء لا يتجزأ من الهوية والتنوع الثقافي المغربي, لكن الخلاف الموجود حاليا حول مسألة الترسيم التي يريد البعض أن يجعل منها قضية مركزية لأغراض سياسوية مع الإشارة إلى أن هذا النقاش الذي يجب أن يؤطر هذه المسألة هو نقاش أكاديمي علمي يراعي كل الجوانب التي تتماشى مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي وليس نقاشا سياسويا استفزازيا. نافذة دعا الأشعري إلى تجاوز منطق المنح في مجال الإصلاحات الدستورية والانتقال إلى الحوار الحقيقي داخل المجتمع, حتى يتملك المغاربة مضمون الوثيقة الدستورية لأنهم في آخر المطاف هم المعنيون أولا بالتصويت عليها في الاستفتاء الشعبي وثانيا الملزمون بتطبيقها في المستقبل، خاصة وأن المرحلة اليوم تستدعي أكثر من أي وقت مضى منا العمل على ضمان استقرار دستوري للبلاد يضعها في نادي الدول الديمقراطية