عرفت السنة الدراسية لموسم2010-2011،إضرابات تصعيدية واحتجاجات متتالية ، ولاسيما على المستوى الإقليمي والجهوي بأقاليم جهة سوس ماسة درعة،مما جعل الزمن المدرسي يعرف هدرا ملحوظا منذ بداية السنة، وجعل جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ والأساتذة والأكاديمية والوزارة معا ، يتخوفون من عدم استكمال المقررالمدرسي في وقته، وخاصة بالنسبة للسنة الأولى والثانية باكلوريا، وبالتالي تعذر إجراء الاختبارات الوطنية والجهوية في هذه الظروف، وخاصة أن عدة إشاعات تسربت بكون هذه السنة ستكون سنة بيضاء، وما زاد من هذا التخوف أيضا بهذه الجهة، ما صرح به وزير التعليم في غرفة المستشارين من أن بعض الجهات قد تعرف سنة بيضاء نظرا للإضرابات التي امتدت ببعض الجهات لما يقارب شهرين وتسببت في تأخردروس المقرر . هذه الأسباب والمخاوف كلها دفعتنا إلى إجراء حوار مع مديرأكاديمية التربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة «علي براد» لتبديد هذه المخاوف من جهة، ومعرفة الإجراءات التي اتخذتها نيابات التعليم التسع بالجهة من أجل تدارك التأخر في الدروس والتعبئة المتخذة لاستكمال جميع الدروس بالنسبة للسنة الأولى والثانية باكلوريا المرتبطة بالإمتحانات الجهوية والوطنية وبقية السنوات الدراسية بالإعدادي والإبتدائي المرتبطة بالاختبارات الموحدة. { هل أثرت الإضرابات المتتالية التي عرفتها الجهة وأقاليمها التسعة هذه السنة، على مردودية السير العادي للدراسة. كما يعلم الجميع ، إن الموسم الدراسي الحالي شهد عدة إضرابات جهوية زيادة على الإضرابات الوطنية التي ساهمت بشكل كبيرفي تأخرالدروس بجميع الأسلاك التعليمية، وهو ما أثارحفيظة تلاميذ الباكلوريا الذين نظموا احتجاجات أمام الأكاديمية في شهرأبريل ، وداخل بعض الثانويات التأهيلية خوفا من ألا ينهوا كافة الدروس، خاصة أنهم سوف يمتحنون في المقرر بكامله وليس في المقروء، وهذا ما زاد من مخاوف الجميع، وقد وعت النقابات التعليمية المضربة بهذا الأمر فقررت تعليق إضرابها ليومي11و12ماي الجاري، لإتاحة الفرصة للأساتذة للقيام بواجبهم لتدارك التأخر في الدروس. { ماذا كان موقف الوزارة من هذه الإضرابات الوطنية عموما والجهوية بشكل خاص؟ الوزارة تقر أن الإضراب والإحتجاج حق مشروع لكن بشروط، وأنها تفضل الحوار كوسيلة ناجعة لتسوية كافة المشاكل العالقة موضوع الخلاف بينها وبين النقابات التعليمية، حتى لا يضيع التلاميذ والتلميذات، علما بأن الإضراب هو آخر وسيلة يمكن اللجوء إليها، ومع ذلك جرى ما جرى، وأعتقد أن الحوارالإجتماعي بين الحكومة والنقابات المركزية حل أكبرمطلب يتعلق أساسا بالزيادة في أجور الوظيفة العمومية التي يعتبرالتعليم جزءا منها، بينما الإضرابات الجهوية التي عرفتها الجهة منذ أكثرمن سنتين تقريبا وفي عهد المدير السابق ، تعاملت معها الوزارة والأكاديمية معا، بفتح حوارجدي حول المطالب ذات الأهمية القصوى بعيدا عن كل مزايدة، لكن تراكم الصراع السابق بين الأكاديمية والفرقاء هو ما جعل الإضرابات تتواصل لأسباب كثيرة بعضها غير مفهوم. { لكن ما هي الإجراءات التي اتخذتها الأكاديمية لحل المشكل في ما يتعلق أساسا بتدارك التأخر الحاصل في بعض المواد؟ لقد استبشرنا خيرا لما تفهمت الوزارة مطلبنها واستجابت له بإلغاء الإمتحانات التجريبية لهذه السنة فقط ، بعدما قدمنا تقارير في هذا الشأن استقيناها من النيابات التعليمية ومن هيئة المفتشين والمؤسسات التعليمية والأساتذة ، وكذا بناء على الوقفات الإحتجاجية للتلاميذ الذين طالبوا بإلغاء هذه الإختبارات لاستغلال مدة إجرائها (أسبوع بكامله) في إعطاء الدروس واستكمال بقية دروس المقرر، وما أثلج صدرنا أيضا هوأن الوزارة قررت يوم الخميس 12ماي 2011، إرجاء اختبارات الباكلويا الجهوية والوطنية إلى 21 يونيوالمقبل، وذلك لإتاحة الفرصة للأساتذة لإنهاء جميع الدروس المقررة. { ماذا يعني بالنسبة إليكم إلغاء الإمتحان التجريبي وتحويل مدة إجراء امتحانات الباكلوريا إلى أواخر شهر يونيو؟ هذا زادنا مرة أخرى اطمئنانا على أن الأمور تسير إلى ما هو أحسن لفائدة فلذات أكبادنا الذين سيطمئنون هم الآخرون لتلقي جميع الدروس، علما بأن الأساتذة قاموا بتضحية استثنائية في إعطاء دروس إضافية ودروس الدعم للتلاميذ من أجل إنهاء الدروس، بل إن بعضهم أصرعلى العمل في العطلة الأسبوعية لتدارك هذا التأخرالحاصل نتيجة العديد من التوقفات، وهذا مجهود يشكرون عليه، لأنه نابع من صميم ضميرهم المهني، فهم لا يضربون فقط بل يساهمون كذلك في بذل مجهودات جبارة حتى لا يضيع فلذات أكبادهم. وأقول الآن إن المنطقة الجنوبية غيرمهددة إطلاقا بسنة بيضاء، كما أشيع منذ أسابيع، بفضل تضافرجهود الوزارة والأكاديمية والنيابات التعليمية والأساتذة والنقابات التعليمية التي تفهمت الموقف وعلقت إضراباتها لفائدة الشغيلة التعليمية حتى تؤدي واجبها المهني من جهة ولفائدة التلاميذ من جهة ثانية.