عرفت الدورة العادية لشهر أبريل للمجلس الحضري لمديونة أحداثا مأساوية تمثلت في جرح مجموعة من المواطنين وإصابة موظف بجروح خطيرة بذراعه، حيث تمزقت له بعض الأوتار العصبية، وإسقاط مستشار وإصابته بغيبوبة نقل على إثرها الى المستشفى، بالاضافة إلى تشابك مستشارين بالأيدي وتكسير بعض الكراسي والطاولات وزجاج القاعة، مما جعل السلطات المحلية والقوات المساعدة ورجال الشرطة يتدخلون، حيث أصيب رئيس المفوضية بمديونة ببعض اللكمات الطائشة للمتعاركين داخل القاعة التي تحولت الى حلبة للملاكمة! وتعود الأسباب التي أسقطت الدورة لمرتين متتاليتين، الى مطالبة المعارضة في الأولى بمعرفة أسباب عدم إدراج بعض النقط المتعلقة بتجزئة النور وجنان مديونة والباقي استخلاصه من الضرائب والرفع من كمية المحروقات بالنسبة لسيارات الاسعاف ، حيث دخل مستشارون في اعتصام مفتوح بالقاعة ليتم رفع الجلسة وتأجيلها . نفس السيناريو تكرر بالنسبة لانعقاد الدورة الأسبوع الماضي، والتي تخللتها الأحداث السالف ذكرها، وهذه المرة انضافت اليها تساؤلات المعارضة حول النقطة الاولى المتعلقة بتغيير برمجة اعتماد قدر بمبلغ 160 مليون سنتيم كانت مخصصة لإعانات أصحاب محلات الحدادة، الذي تم تحويله الى صيانة الحدائق والمساحات الخضراء، ورغم تدخل السلطات المحلية من أجل امتصاص الغضب، وذلك باقتراحها بأن مطالب المعارضة سوف تدرج خلال دورة استثنائية ، فإن الرئاسة رفضت ذلك، مما جعل مستشاري المعارضة يحتجون ، معتبرين ذلك رفضا لمطالبهم . لتعود الفوضى الى القاعة ، وتتوقف الجلسة لمدة ساعة ، ليُعلن استئنافها لكن بشكل سري، حيت تم إخلاء القاعة من المواطنين ووسائل الاعلام! موقف دفع الساكنة للاحتجاج، خاصة وأن جدول الأعمال كان يتضمن نقطة حول المستجدات المتعلقة بملف إعادة إيواء قاطني دور الصفيح، هذه الاحداث جعلت مسؤولين من شركة العمران الذين حضروا من أجل إعطاء إيضاحات حول التأخير الذي رافق المشروع ، يغادرون القاعة! وأغرب ما ما وقع هو أن النائب الاول للرئيس طالب هذا الأخير بإيضاحات حول أسباب تحويل مبلغ 160مليون سنتيم الى المساحات الخضراء، مع العلم أن مشكل الحدادة يعتبر من الاولويات، فرد الرئيس «معرفتش علاش»! أربع نقط هي حصيلة جدول أعمال الدورة، والمتمثلة في تغيير برمجة اعتماد ومداولة المجلس البلدي لمديونة بشأن توحيد الواجهة ب«انزالت الجامع» والمصادقة على كناش التحملات الخاص بالباعة المتجولين والمستجدات المتعلقة بملف إعادة إيواء قاطني دور الصفيح، نقط اعتُبرت، في نظر متتبعين، عادية، لتبقى الدورة المتعثرة، لمرتين متتاليتين، مفتوحة الى أجل غير مسمى!؟