شخصيا، لا أ ملك حق الحديث، أي حديث مرتجل عن الامازيغية في المطلق، هكذا، بلا قيد ولا شرط. شخصيا كذلك: لا أدعي معرفة كنه الامازيغية من الألف إلى الياء. الأمازيغية التي أعرف، شفويا، هي نثارات، التي سمعتها تتداول (بضم التاء الأولى) في مدينة الناظور هنا وهناك الى غاية الذهاب الى فاس للدراسة والى الرباط للعمل منذ اكثر من أربعة عقود. سمعتها وتحدث بها، جزئيا أو كليا في لحظات ومقامات ومناسبات وسياقات في الحي، في الشارع، في المدرسة، في السوق، أثناء اللعب، اثناء السفر، ولا أدعي معرفة الريفية بكل ما تقتضيه المعرفة من شروط تتجاوز الحديث أو التخاطب بها، وكل ما كنت أستوعبه وأستعمله، من كلمات وألفاظ وتعابير، لا يكفي للقول بانها تمثل عمق الريفية أو عمق أي لغة، كيفما هي و كما ينبغي ان تكون على ضوء ما كانت عليه وما ستكون، شأن الريفية، وكل الامازيغيات، داخل المغرب وخارجه، شأن اي لغة، بالنسبة الي: العربية الفصيحة، الفرنسية الرائجة، الاسبانية السائرة في الشمال. اللغة، كما أتصور، ليست مجرد وعاء أو درع او سلاح أو أداة للتواصل وكفى. إلى جامع كلحسن انها وجود، كينونة، هوية، وعي، ميتافيزيقا، وكل اللغات في المغرب، أعني اللغات التي يتحدث بها مغاربة، خاصة في المدن، ليست هي اللغة انها ضرب من ضروب الاقامة جزئيا أو كليا، في نظام اشاري، تشيده الاصوات والتصورات والالفاظ والجمل، والتراكيب وقيود التلفظ، نظام يرتبط بنظام محايث يحيل على خزان رمزي يحيل بدوره على متخيل أو عالم ممكن. وكل ذلك رهين بقدرة المتخاطبين على تصريف الرغبة والإرادة والنوازع والاحاسيس والتطلعات والرؤية للعالم. يصدق هذا على كل لغة متداولة في المغرب الآن، دارجة كانت أو عربية فصيحة، كما في الجرائد مثلا، او عربية كلاسيكية، كما في الكتب وفي الشعر العربي القديم او النثر بدوره، ومن ذلك، على وجه التحديد وبدقة، ما نجده في بعض الخطب وفي المقامات وفي شعر ابي تام ونثر المعري، اذ يحتاج الى المعجم و الى القواميس لا ستعادة البعد الايحائي او الرمزي الانثربولوجي، وهو ما ينطبق على فرنسية (فرنسيات) المغرب أو على الاسبانية وكذلك الانجليزية. المغاربة، بالاضافة الى هذه اللغات، كلها، يتحدثون عدة لغات: ألمانية، فلامانية، هولاندية، دانماركية، سويدية، ايطالية. بعض هؤلاء المغاربة، خاصة في المهجر، يدركون هذه اللغات وقسم كبير يتعلمونها ويكتفون بما يتعلمون لتصريف اغراضهم لا غير. هناك من يكتب بها ويدرس بها ويبحث فيها، كما هو الشأن بالنسبة الى العربية او الفرنسية او الاسبانية او الانجليزية. إنها، اقامة في اللغة، في اللغات ظرفية كانت أو طويلة الامد، لكن هذا لا يعني ان جميع المغاربة متساوون في امتلاك هذه اللغة أو تلك. العربية الفصيحة نفسها تحتاج، بالنسب الى من يستعملها، في التخاطب او الكلام او في الكتابة، الى قدرة في استكناه حمولتها المعجمية والثقافية والفنية والمعرفية، كذلك الشأن بالنسبة الى اللغة العربية الكلاسيكية التي تستعصي على من لايدرك فحواها في الاشتقاق والتصريف والنمو والتركيب والدلالة، نفس الاستعصاء في لغة فرانسوا رابليه ورونسار وجواكيم دوبلاي، وديدرو روسولافونتين و مونتيسكيو وڤولتير. لابد من المعجم ولابد من مراجعة الذات. أما الفرنسية الحالية التي تروج خارج النصوص والمؤلفات الى غاية بروست مثلا او اندريه جيد، فهي مجرد لغة كتابة للتهوية والاعتداد بشرط فرانكفونية مموهة لا يعرف الكثير من روادها حتى تاريخ فرنسا، وبالاحرى تاريخ اللغة الفرنسية، تاريخ اللسان والكلام وتاريخ الكتابة التي طوعتهما كما يطوح اي كاتب، بهذه اللغة، او تلك، اسلوبه الخاص في الكتابة، والنموذج في المغرب، أمثال محمد خير الدين وعبد اللطيف اللعبي والكثير من الباحثين والشعراء أو كتاب المسرح والصحافة الادبية والفنية أحيانا. أشرت الى كل هذا التركيز على بعض قضايا الوضع اللغوي في المغرب الان كما أتصور بشكل ما، لان الدخول في التفاصيل يحتاج الى وقت والى مزيد من رحابة الصدر والحوار اللازم تجنبا للخلط، من ذلك ضرورة التمييز بين البحث في اللغة وتفكير اللغة هناك بحث في اللغة الآن في المغرب، لكنه بحث غير رائج بما يكفي ليعلمه ويعلم به الناس وتسعى الجهات الوصية، الى تبني الرؤى والاطروحات، الاقتراحات، اما «تفكير اللغة» فهو شأن فلسفي لانه يتجاوز حدود البحث الى مجاوزة الميتافيزيقا: كل لغة في المغرب لها الحق في الوجود، لكن لاية غاية؟ التعليم، التطور الاعلامي؟ السياحة والتجارة والصناعة، القضاء. هذه قضايا جوهرية لأن جميع اللغات في المغرب تعاني الحيف والاهمال واللامبالاة، تعاني التراجع في المقررات التعليمية وفي الاعلام وفي الكتابة الصحفية وجلسات البرلمان، بما في ذلك اللغة العربية واللغة الفرنسية، اما الدارجة، كيفما كانت، فقد تحولت الى مجرد قناع او لعبة، وعندما نقارن ما نسمع وما لم يعد يتداول فإننا ندرك مدى الشرخ الذي أحدثته مدن الملح الدارجة الحقيقية توجد في القرى و المداشر والارياف والاغوار والاصقاع، كما اللغة الامازيغية، ولا اعتقد ان لغة السوق والمرافق الشعبية تطور وتصون وتفعل لا الدارجة ولا الامازيغية ولا الفرنسية ولا الاسبانية. «لغة السوق» تقتل اللغة ولا تحييها، والذي يمنح اللغة هويتها هو الاخر فينا، هو الهامش المنبوذ الذي نتحدث عنه ولا ندركه، او ندركه كما نريد، على مقاساتنا في مختبرات الكلام وفي صالونات الايديولوجيا بنوع من «المراقبة» و«الوصاية» ثم «الشعبوية» الخطابات التي نؤمم من خلالها وعينا الشقي بما لا نملك الحق فيه في المساءلة والاقتراح. تلزمنا أرضية اخرى للنهوض بكل اللغات الوطنية وليس أرضية واحدة، فقط، للغة على حساب لغة. يلزمنا الكثير، ومن ذلك قتل المكر الذي فينا، مكر التاريخ، ربما. القضية الثانية هي «عزلة اللغة» لا يمكن التفكير في اللغة، «تفكير اللغة» بالتحديد، خارج مدارات ماهي عليه الان و ما يفترض (بضم الياء و تسكين الفاء ) ان تكون عليه، لأن أي لغة لا يمكن ان تحيا وتعيش بعيدا عن لغة اخرى تتفاعل معها وتستوعبها و تتبناها، في التخاطب والاعلام والكتابة وتصريف أمور الناس بدون مركب نقص او مقايضة او استفزاز او ربح مادي مباشر. هذه القضية لا يمكن أن يحلها الا الحوار العقلاني والاخ(ت)لاف الهوياتي والتصور العلمي- المنطقي من خلال التفكير في مجلس وطني أعلى للغات الوطنية قبل وبعد أي تفكير في هذا الأمر أو ذاك من أمور التعليم والإعلام والثقافة والمجتمع والكتابة والإبداع والتداول الشفوي للأفراد والجماعات في ظل مقترح الجهوية المأمولة. مجلس يعهد إليه بتنظيم مناظرات أو ندوات أو لقاءات حول واقع اللغة الأمازيغية واللغة الدارجة واللغة العربية الفصيحة واللغة العربية الكلاسيكية واللغة الحسانية وسائر اللغات الموازية الأخرى (فرنسية، إسبانية، إنجليزية). لا أتحدث هنا عن «لغة الهوية»، أتحدث عن «لغة الواقع» حيث يتحقق ويتعين الإمساك بعمق العالم المادي والرمزي لهذه اللغة أو تلك، مرتبطة بذوات ا لمتخاطبين بها أو بذوات أخرى تستعمل لغة واحدة أو عدة لغات، في البيت، في المدرسة، في الشارع، في ا لعمل في السفر، في الكتابة والإبداع. بهذا تتحرر اللغة - اللغات من عزلتها وتنتشي وينتشي متخيلها وتتقوى بما تحمله من سحر الذاكرة وجاذبية الحاضر وألق المستقبل. يجب أن نطلق سراح اللغات الوطنية وألا نطالب بحق وجودها أولا وجودها لمجرد أننا ننتمي إليها أو نتكلم بها أو نكتب أو نبرع أو نبحث فيها. ما ينبغي أن نفكربه هو مناعة اللغة وصلابتها وقدرتها على البقاء والاستمرار والعطاء والإسهام بالفعل في ما نسميه «التعدد» و«التنوع»، كما الاسهام في تنمية المجال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي. اللغة ليست بطاقة تعريف باردة، وليست جواز سفر إلى المستحيل، ولا رخصة سياقة في صحاري التيه. اللغة إبحار في كنز لا يفنى من واحات المعنى والدلالة عن طريق الكلام وفي الكتابة والتواصل.اللغة نص مفتوح على الغواية في طقس هادر تؤثثه الحروف والكلمات والأصوات خارج قيود المراقبة والوصاية والشعبوية.وما ينقص كل اللغات المغربية هو المواطنة التي تدرك الشرخ والهوة قبل الهوية: كل لغة هي هوية مشروخة لن تدرك حقيقتها ما لم تلغ مسافات الإقامة فيها لمجرد الإقامة دون إحساس بالحرية والانتساب الى مجرة ثقافة متعالية تتجاوز الحضور المكيف والمحتسب في وتيرة للصراع وفي دائرة الاختلاف المتوحش الى حد النفي والمبالغة في الإقصاء المدبر. هكذا أفكر الأمازيغية، كما أفكر الدارجة والحسانية والعربية والفرنسية والإسبانية. لا فرق لدي وأنا أتعلم وأقرأ وأجهد نفسي للإدراك العميق والمشتركة لكل اللغات التي تربيت في كنفها برحابة خصيبة، ولا يهمني الانتماء الظرفي المحنط الى هوية محدودة أو قاصرة في تصور المغرب وفي تصور من أنا ومن حولي، من الأرامية حتى أقصى محطة في الوجود الذي أحياه وأتغذى منه وعليه في الكلمات والأقوال والنصوص والصور والعلامات، كل لغة لها بلاغتها ولها غصتها وحرقتها وحرائقها، وكل لغة لها حدودها ومراتبها. كل لغة لها عجمتها عندما تسد عليها أبواب الهوية الواحدة والوحيدة وتسقط في دوائر العقم أو دوائر التخصيب المتسارع، وكذلك الإقامة الجبرية حين يكتفي طرف هنا أو طرف هناك بمراوغة هذه اللغة أو تلك للسطو أوا لسبي مثل جارية بجانب سرير بروكست. إن ما يقتل اللغات المغربية الوطنية هو «لغة السوق» ذلك المظهر الفطري الساذج الذي يكتفي بالكلام دون إدراك لروح اللغة وهي تتوارى خلف قناع وسلطة الهوية اللفظية، في الأماكن والساحات وفضاءات الحشو في الرقص والغناد والاحتفال، كما في البيع والشراء وتداولات اليومي الرخيص. في هذه الأماكن والساحات والفضاءات تُقتل اللغة، تقتل كل لغة، لأن مستعمليها مجرد مياومين يتجرون، ولا يهمهم حياة اللغة أوموتها. المهم أن تبقى واقفة، صامدة، كما يعتقدون، بينما هي تتآكل من الداخل، وعوض أن تتجذر وتترسخ في الأذهان تكتفي بالألسنة، تنكمش على نفسها وتفقد نضارتها مثل أي كائن حي منذور للنسيان، ولا تكفي الوصفات «العلمية» و«الثقافية» و«السياسية»، وحدها في تشخيص الوجع والشرخ والتشظي. ينطبق هذا جزئيا أو كليا على الدارجة المغربية بكل تنويعاتها، بل هناك دارجات تموت في المدن، بعضها يموت في الأرياف لانتفاء الوازع، كما ينطبق على الفرنسية والإسبانية و هما تنسحبان الي ا لخلف لصالح فرنسية وإسبانية السوق والسياحة، لصالح المجون اللغوي ورتق البكارة الثقافية في البرامج والإذاعات والتلفزة والكتابة الصحفية أحيانا، ثم هناك الصلف والغنج واحتلال مواقع الحشو الأونطلوجي باسم ليبيرالية الغنم (بضم الغين وتسكين النون)، ووحدها الأمازيغية تقاوم هذا الشرخ بحكم ارتباط المتكلمين والمتخاطبين بها يمسكون بجذوتها وقبسها الناري، كذلك تفعل العربية، في المدرسة والجامعة والكتابة والصحافة بما ملكت يدها، لكن هذا لا يكفي إذ يجب تدارك هذه الآفة ويجب الذهاب بعيدا في تشخيص الشرخ: لا يكفي تداول اللغة، الذي يلزم هو الفاعلية والفعالية واقتراح أن تخرج اللغات من قمقمها الحديدي الى رحابة وجودها بما يلزم من الحرص على مناعتها الذاتية وتسهيل الإمساك بهويتها في الاستعمال دون تحجر أو إملاك أو كدر أو حنين. المطلوب هو الخروج أيضا من فرمانات المطالب اللغوية إلى التفعيل وتقريب «الشيء» اللغوي، بالمعنى السوسيولوجي والأنترپولوجي والسيميائي، من «الحاجة» و«الضرورة» و«الواجب» و«الغاية» و«المصير»، وهذه قضايا فلسفية وليست سياسية فقط. هناك في المغرب من يحاصر الأمازيغية، وهناك من يبايع العربية، لكن هناك أيضا في هذين «المعسكرين (يالطيف)، من يكتفي بالمصادرة والرجم بالغيب والاكتفاء بقناعة «انصر أخاك»، هذا حال من لا يملك لاناقة ولا جملا في سباق المسافات، كيفما كانت، إلا في حدود وعي آني، بينما يقتضي الأمر الكشف عن النوايا: «من» «يريد» «ماذا» و«كيف»؟ الدسترة نفسها تستدعي السؤال لأنها تتضمن هي أيضا حوافز «الحاجة» و«الضرورة» و«الواجب» و«الغاية» و«المصير». الدستور نفسه قضية فلسفة، وليس «حرزا» أو «احترازا»، ما يريده المغاربة هو أن تصبح هذه اللغة أو تلك أداة لاستعادة الهوية وإضاءتها وتنقيتها من الشوائب وإكراهات الواقع دو تحجيم أو اعتبارها مقدمة في ا لمطلق. اللغة-الهوية: ثنائية قائمة، دقيقة و محايثة، لا لغة بدون هوية ولا هوية بدون لغة، لكنها- الثنائية- ليست مجردة، لأنها لا تفهم إلا في ظل معادلة اللغة - الهوية - الثقافية: الأولى «كيان»، الثانية «وجود»، أما الثالثة الثقافة- فهي مجرة من العناصر والمكونات والتمثلات والتعبيرات والممارسات والرموز والعلامات والأنظمة الحياتية. يمكن للأولى والثانية أن تستقرا وتثبتا، بينما الثالثة متغيرة ومتغايرة، لأنها «تتبدل» و«تتحول»، بل يدخلها «الغير» بحسب مقاييس وسياقات وأنساق عبر تاريخية. تلك هي حالة كل اللغات - الهويات - الثقافات منذ البدء، الى حد أن الثقافة هي التي يمكن على ضوئها قياس ما يوجد من علائق بين اللغة والهوية. كل لغة في المغرب الآن، لها هويتها، لكن مقياس ما «تملكه هو ثقافتها - ثقافاتها، والعربية ليست دخيلة، شأنها في ذلك شأن الأمازيغية، والأمازيغيون الذين يسعون الى «طرد» العربية،او العروبيون الذين يسعون إلى «طرد» الامازيغية، متساوون في الجريرة والرقص على الحبال لأن العربية والامازيغية محكوم عليهما بالتواجد والتفاعل والتكامل، رغم أن لكل واحدة منهما جنيالوجيتها الخاصة كما يعتقد: الأصول واضحة، وتمكنت العربية من الاستواء والتخلق من رحم لغات سبقتها ولهجات تفرعت، لكنها أيضا استعابت لغات أخرى، كالسوريانية والفارسية وغيرهما وكونها الآن تتغرب أو تتراجع شكليا لا كميا فذلك يعود إلى واقع التعليم والثقافة والإعلام في العالم العربي ووحده الابداع الأدبي يخلصها من بعض الشرخ. هل يستطيع التعليم أن ينقد الأمازيغية من شرخها الخاص من شروخها في الثقافة والإبداع؟ لا أدري وإن كنت أثق في أمثال الاستاذ الباحث أحمد عصيد والاستاذ محمد الشامي والاستاذ محمد المدلاوي والاستاذ محمد الولي والأستاذ محمد أقوضاض، وفي غيرهم ممن لا حصر لهم، لأنهم لم يجيئوا إلى هذا الأفق صدفة وعندما يتكلمون أو يفكرون يصدرون في موا قفهم عن منطق عقلاني: الأمازيغية لغة وهوية وثقافة وهي أيضا متخيلات ونصوص وتمثلات وهذه الأخيرة هي التي تحتاج إلى الانقاذ وإلى التحول من المروي الشفوي إلى المدون من أساطير وملاحم ونصوص أدبية وحكم وأمثال وأغان وترتيلات وأناشيد. وهذا يحتاج إلى وعي آخر لن تحله الدسترة وحدها، هذه أمور يحلها البحث: البحث اللساني، البحث البلاغي، البحث الأسلوبي، البحث الانثربولوجي والسيميائي، والبحث يتطلب وعيا آخر لتجاوز الشرخ.