قال وزير الشؤون الخارجية الفرنسي الأسبق هوبير فيدرين، يوم الخميس الماضي في الرباط إن المغرب هو «الملكية الوحيدة في العالم العربي التي انخرط عاهلها في إصلاحات» من أجل تحسين الممارسات الديمقراطية في البلاد. وقال فيدرين في ندوة حول «الفوران في حوض المتوسط هل يعلن عن تغيير النموذج في العلاقات الدولية؟ « ،نظمتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، إن الخطاب الملكي لتاسع مارس الماضي الذي أعلن فيه جلالة الملك عن إصلاحات دستورية وسياسية شاملة يعتبر «بالغ الأهمية « بالنسبة للشعب المغربي. وأضاف أن «فرنسا ليست لديها شرعية اتخاذ موقف بشأن مسار الدمقرطة بالعالم العربي عموما والمغرب بالخصوص، إلا أن الإشادة بالخطاب هو أقل ما يمكن فعله «. وفي ما يتعلق بتغيير الأنظمة في تونس ومصر والانتفاضات الشعبية في باقي البلدان العربية، أشار وزير الشؤون الخارجية الأسبق إلى أن المغرب لديه «مميزاته الخاصة» . وقال إن «المغرب ليس ليبيا أو مصر، أو تونس ولديه وضعية خاصة» ، وإن المملكة « لديها ماضيها وسياستها منذ الاستقلال» ، مؤكدا مجددا على أنه « بلد لديه مميزاته الخاصة» دون أن « يكون هناك بالمقابل استثناء مغربي «. وأشار فيديرين في هذا الاتجاه إلى انتشار «قومية حديثة» في العالم العربي، قائلا إنه « لا يستغرب لظهور شكل جديد للقومية العربية التي أقبرت منذ مدة والتي تستعيد اليوم مجددا فخرها في شكل جديد أكثر حداثة» . واعتبر الوزير الأسبق أن الوصول لديمقراطية حقيقية « لا يتحقق بين عشية وضحاها» وأن « الدمقرطة مسار يفرض نفسه تدريجيا في كل مكان بفعل حركية الشعوب، إلا أنه ليس فوريا (...) فالعالم العربي لا يمكن أن يتغير في غضون سنتين «.مضيفا أنه « منذ أحداث تونس، كان هناك استعداد لتغيرات هامة في المنطقة، إلا أن مسار الدمقرطة طويل جدا ويتطلب الاستمرارية» ، مضيفا أن «الربيع العربي واعد، إلا أن القضية المطروحة هي معرفة ما سيتغير والمدة الزمنية التي سيتطلبها هذا المسار الديمقراطي «. وبخصوص تعامل الغرب مع «رياح التغيير» التي تهب على العالم العربي، أبرز فيدرين أن « أوروبا تبحث عن أفضل العلاقات مع البلدان العربية وترغب في مساعدة شعوبها, لكن بحذر» ، مؤكدا أن «العالم العربي بصدد التحول الى فاعل في ما يتعلق بمصيره الخاص «.