كدأبها تواصل جمعية ربيع الإبداع بالجديدة وهذه المرة بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة سيرها نحو إضاءة شمعة في ظلام الجديدة الحالك رفقة بعض الجمعيات التي تحاول أن تنير الطريق على الأقل لتحيي ماضي المسرح التي شهد تألقا منذ عهد الحماية وإلى حدود الستينات والسبعينات و النصف الأول من الثمانينات، وخصوصا الفترة المزدهرة حينما كان على رأس إدارة المسرح البلدي الفنان القدير المرحوم محمد سعيد عفيفي. بدأ الافتتاح بكلمة رئيس جمعية ربيع الإبداع السيد سعيد كرامو الذي استعرض خلاصة أنشطة الجمعية في الدورات السابقة التي عرفت مشاركات مكثفة من داخل المغرب و خارجه ( ليبيا إسبانياتونس)، وعرفت تكريم وجوه مرموقة في الساحة الوطنية كالفنان محمد الصعري، و الفنان حسن النفالي ... رغم العراقيل المادية التي تقف في وجه الجمعية وكل الغيورين على المدينة. تلتها كلمة مدير المديرية الجهوية لوزارة الثقافة السيد عز الدين كارا و الذي أشاد بالمجهودات التي تحاول بعض الفعاليات الثقافية تكريسها كي تنهض الثقافة بالمدينة. كما ألقيت كلمة في حق فقيدة المدينة و الساحة الوطنية الفنية عائشة مناف التي غادرتنا رمضان الماضي و تركتنا يتامى. عائشة التي شرفت وجه المدينة و فضلت الرحيل و ركنت إلى الخلود، رحلت في عمر الزهور و في أوج عطائها الفني و في عز شبابها. عائشة مناف الأنشودة الحزينة التي ساهمت رفقة ثلة من الفنانين في الدفع بعجلة الفن المغربي إلى الأمام و التي كانت متوهجة في الفرق الفنية المحلية منذ صغرها ثم استقرت بفرقة أبعاد التي يترأسها الفنان عبد المجيد شكير. افتتح الملتقى بمسرحية تحت عنوان: إقامة جبرية لفرقة أبعاد و كان العرض زاخرا بمقومات وميكانيزمات الفن الجاد. والمسرحية لاقت صدى طيبا واهتماما ملحوظا شدت فئة المتلقين العارفين بخبايا الفن الأصيل. أما العرض الثاني فكان لفرقة مسرح نادي الأضواء تحت عنوان «حاني راسو» من تشخيص فاطمة النوالي، عبد الكبير باجي، سعاد صابر، فاطمة وشاي و المخرج إدريس السبتي.المسرحية لقت صدى واسعا لدى الجمهور. كما تم حفل توقيع مؤلف جماليات المسرح للدكتور عبد المجيد شكير بين العرضين. في اليوم الثاني: كان موعد الجمهور الجديدي مع فرقة كوميديا المراكشية في مسرحية «قايد القياد» من تشخيص ثلة من الفنانين وعلى رأسهم الفنانة المقتدرة فضيلة بنموسى والمسرحية من إخراج حسن هموش. المسرحية بدورها لاقت تجاوبا كبيرا من طرف المتلقين. اليوم الثالث: أدرجت مسرحية «ناكر لحسان» لفرقة تانسيفت من تشخيص: عبد الله ديدان، دنيا بوطازوت، محمد الورادي، حنان الإبراهيمي والمسرحية من إخراج: حسن هموش و لاقت إقبالا منقطع النظير ذكرتنا بأمجاد المسرح البلدي في السبعينات. في اليوم الرابع: كان اللقاء مع فرقة نحن نلعب للفنون تحت عنوان «تقرقيب الناب.. وأشياء أخرى» من تشخيص امين نصور،عادل اباتراب،نبيل منصوري ونورامحمد اسماعيل اخراج غسان الحكيم. مسرحية راهنت على التجريب وتكسير الجدار الرابع، مسرحية استطاعت أن تشد إليها أنظار مختلف فئات المتلقين، مسرحية راهنت على مسك العصا من الوسط بحيث وفقت ببين تقريب الرؤى و حققت أفق انتظار الجمهور المتنوع .. المتعطش لولوج المسرح. في اليوم الأخير: اختتم اللقاء بنادي الفن المسرحي لتحدي الإعاقة من الشقيقة تونس والعرض بعنوان: «حاول مرة أخرى» للكاتب الإماراتي صالح كرامة العامري من تشخيص سعيدة مناعي و خبيب العياري. وهكذا وفق الملتقى بين أذواق الجمهور المتعطش للفن المسرحي والذي عرف قطيعة مهولة مع هذا الفن النبيل. ونظرا لما تعرفه الساحة العربية من تحولات فقد تعذرت المشاركة على فرق من ليبيا و الجزائر.. نتمنى السنة المقبلة أن يلم الشمل من جديد. وفي الختام كانت الكلمة لمديرة الملتقى الأستاذة آمنة ممدوحي التي شكرت الحاضرين والجهات المنظمة وكل من ساهم من قريب أو بعيد و أشادت بالمجهودات التي بذلت من أجل إنجاح الملتقى الذي عرف إشعاعا على مستوى الجهة، ففرقة تونس عرضت مسرحيتها في خميس الزمامرة بقاعة دار الثقافة و لقى العرض صدى طيبا، ومسرحية «اعترافات أحمد» للكاتب شكيب عبد الحميد شاركت بها جمعية ربيع الإبداع في دار الشباب بمدينة أزمور، وعرفت كذلك المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة عرض مسرحية» لهواوي قايد النسا» لفرقة طقوس 4 من الدارالبيضاء. وكان الختام مسكا على أمل اللقاء في السنة القادمة في الدورة الخامسة من عمر الملتقى الذي تنظمه جمعية ربيع الإبداع رغم قلة الإمكانيات، علما أن الملتقى أقيم في المسرح البلدي بالجديدة أيام 23، 24، 25، 26 و 27 مارس 2011